أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا محمد بن هبة بن الحسن بن منصور ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو عمرو بن السّماك ، أنا محمد بن أحمد بن البراء قال : قال علي بن المديني ـ وسئل عن أرطأة : روى عنه عبد القدوس ، روى عن ضمرة بن حبيب حديث سلمة بن نفيل عن النبي صلىاللهعليهوسلم : هل أتيت بطعام؟ فقال : لا أعرفه ، مجهول.
أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا جدي أبو محمد ، نا أبو علي الأهوازي ، أنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي ، أنا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا ، نا أحمد بن نصر بن شاكر بن أبي رجاء ، نا عبد الوهاب ، نا أبو عبد الرّحمن الأعرج قال : لم أر أرطأة بن المنذر قط يسعل ولا يعطس ولا يبزق ولا يحكّ شيئا من جسده ولا يضحك قال : وإنما عرف موته حين حضره الموت أنه حك هذا عند أنفه قال : فقال أصحابه : حكّ أبو عدي ، قال : فكأن جلساءه أيسوا منه حين حكّ. اسم أبي عبد الرّحمن هذا عيسى بن يزيد.
أخبرنا أبو الحسن الفقيه ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو نصر بن الجندي (١) ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، نا أبو الليث السّلم بن معاذ ، نا أبو علي بن أبي منصور ، حدّثني علي بن عاصم ـ من ولد مسلمة بن عبد الملك ـ حدّثني سعيد بن عثمان الأطرابلسي ، نا أبو علي الجمحي ، عن أبي مطيع ـ يعني معاوية بن يحيى ـ أن شيخا من أهل حمص خرج يريد المسجد وهو يرى أنه قد أصبح ، فإذا عليه ليل طويل. فلما صار تحت القبة سمع صوت جرس الخيل على البلاط ، فإذا فوارس قد لقي بعضهم بعضا.
قال بعضهم لبعض : من أين قدمتم؟ قالوا : أولم تكونوا معنا؟ قالوا : لا ، قالوا قدمنا من جنازة البديل خالد بن معدان ، قالوا : وقد مات؟ ما علمنا بموته ، قال : فمن استخلفتم بعده؟ قالوا : أرطأة بن المنذر فلما أصبح الشيخ حدّث أصحابه فقالوا : ما علمنا بموت خالد بن معدان ، فلما كان نصف النهار قدم البريد من أنطرطوس (٢) يخبر بموته.
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء ، وأبو محمد بن صابر قالا : أنا
__________________
(١) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى الجند ، أي العسكر ، ذكره السمعاني ، وترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٤٠٠ (٢٦٣).
(٢) انطرطوس ، بلد من سواحل بحر الشام (معجم البلدان) وهي اليوم : طرطوس.