محمّد بن هارون الحميري ، نا هارون بن إسحاق ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : لمّا أمر الله تبارك وتعالى إبراهيم أن يؤذن في الناس بالحج قام على المقام فقال : يا عباد الله أجيبوا ربّكم ، فقالوا : لبّيك الله ربّنا! اللهمّ لبّيك. فمن حج من الخلق فهو ممن أجاب دعوة إبراهيم عليهالسلام.
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر ، أنا أبي أبو سعد ، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن إبراهيم الدّيبلي ، نا أبو عبيد الله المخزومي ، نا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله تعالى : (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً)(١) قال : لمّا أمر إبراهيم أن يؤذن في الناس بالحج فأمر فقال : يا عباد الله أجيبوا الله فقالوا : لبّيك ربّنا لبّيك فمن حج اليوم فهو ممّن أجاب إبراهيم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّصي ، أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس ، أنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، نا يونس بن بكير ، عن يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن مجاهد : قيل لإبراهيم أذّن في الناس بالحجّ ، قال : يا ربّ كيف أقول؟ قال : قل : يا أيّها الناس أجيبوا ربّكم. فصعد الجبل ، فنادى : أيها الناس أجيبوا ربّكم ، فأجابوه ، فقالوا : لبّيك اللهمّ لبّيك ، وكان هذا أول التلبية (٢).
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا عاصم بن الحسن ، أنا أبو عمر بن مهدي ، نا عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري ، نا بكّار بن قتيبة ، نا مؤمّل بن إسماعيل ، نا سفيان ، نا سلمة بن كهيل ، عن مجاهد ، قال : لما أمر إبراهيم عليهالسلام أن يؤذّن في الناس بالحجّ ، قام على المقام فتطاول المقام حتى كان يطول الجبل ثم قال إبراهيم : يا أيها الناس أجيبوا ربّكم ، فأجابوه من تحت البحار السّابعة : لبّيك أجبنا ، لبّيك أطعنا ، فمن حج إلى يوم القيامة فهو ممّن استجاب له.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو محمّد عبد الله بن علي بن أحمد بن عبد الله المقرئ ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور.
__________________
(١) سورة الحج ، الآية : ٢٧.
(٢) الطبري ١ / ٢٦١.