إبراهيم بن الحسين ، نا آدم ، نا ورقاء ، عن عطاء بن السّائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِ)(١) قال لما أمر الله عزوجل إبراهيم أن يؤذن في الناس بالحج قال : يا أيّها الناس إنّ ربكم اتخذ بيتا وأمركم أن تحجّوه فاستجاب له ما سمعه من حجر أو شجر أو أكمة أو تراب أو شيء ، فقالوا : لبيك اللهمّ لبّيك (٢).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا يونس ، نا حمّاد ، عن عطاء بن السّائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : أن جبريل عليهالسلام ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة فعمد له الشيطان ، فرماه بسبع حصيات فساخ ، ثم أتى به الجمرة الوسطى ، فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات ، فساخ ، ثمّ أتى به الجمرة القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات ، فساخ ، فلما أراد إبراهيم أن يذبح إسحاق قال لأبيه : يا أبه أوثقني لا أضطرب ، فينتضح عليك دمي إذا ذبحتني ، فشدّه فلما أخذ الشفرة فأراد أن يذبحه نودي من خلفه (أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا)(٣).
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، نا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حذلم ، نا أبو زرعة ، نا عبد الله بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
«إن الله تبارك وتعالى حين أوحى إلى إبراهيم أن أذّن في الناس بالحجّ فقام على الحجر. فمنهم من قال : ارتفع حتى بلغ الهواء ، فقال : يا أيّها الناس إن الله يأمركم بالحج ، فأجابه من كان مخلوقا في الأرض يومئذ ، ومن كان في أرحام النساء ، ومن كان في أصلاب الرجال ، ومن كان في البحور فقالوا : لبّيك اللهمّ ، لبّيك. فمن لبّى (٤) اليوم فهو ممّن لبّى يومئذ ، وممّن أجاب يومئذ» [١٤٨٢].
أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد الوتدي ، أنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن علّان بن الخازن ، أنا محمّد بن عبد الله بن الحسين الجعفي ، نا علي بن
__________________
(١) سورة الحج ، الآية : ٢٧.
(٢) الخبر في تفسير الطبري ١٧ / ١٠٦ وفي تاريخه ١ / ٢٦٠.
(٣) سورة الصافات ، الآيتان : ١٠٤ ـ ١٠٥.
(٤) في المختصر : فمن أبى اليوم فهو ممن أبى يومئذ.