إلى إسحاق : إني أعطيتك دعوة استجيب لك فيها ، قال إسحاق : اللهمّ فإني أدعوك أن تستجيب لي : أيّما عبد لقيك من الأولين والآخرين لا يشرك بك شيئا فأدخله الجنة.
وقد ذهب جماعة إلى أن الذي أمر إبراهيم عليه الصّلاة والسلام بذبحه إسماعيل ، وسياق القرآن يدل عليه ويدل عليه قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «أنا ابن الذبيحين» [١٤٨١].
وليس هذا موضع ذكر الخلاف فيه (١).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، أنا أبو جعفر بن أبي شيبة ، نا أبي عثمان بن أبي شيبة ، نا محمّد بن (٢) ، عن ضرار ، عن شيخ من أهل المسجد قال : بشر إبراهيم بعد سبع عشرة ومائة سنة ـ يعني بالولد ـ.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو زكريا يحيى بن محمّد العنبري ، نا محمّد بن عبد السلام ، نا إسحاق بن إبراهيم ، أنا جرير ، عن قابوس ـ يعني ابن أبي ظبيان ـ عن أبيه عن ابن عباس قال : لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قال : ربّ قد فرغت فقال : أذن في الناس بالحج قال : ربّ وما يبلغ صوتي؟ قال : أذّن وعليّ البلاغ. قال : رب كيف أقول؟ قال : يا أيّها الناس كتب عليكم الحجّ ، حج البيت العتيق ، فسمعه من (٣) بين السّماء والأرض. ألا ترى أنهم يجيبون من أقصى الأرض يلبّون (٤)؟
قال وأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا عبد الرّحمن ـ هو ابن الحسن القاضي ـ نا
__________________
(١) جاء في تفسير القرطبي ١٥ / ٩٩ واختلف العلماء في المأمور بذبحه ؛ فقال أكثرهم : الذبيح إسحاق ، وممن قال بذلك : العباس بن عبد المطلب وابنه عبد الله بن عباس ، ابن مسعود ، حماد بن زيد ، جابر بن عبد الله ، عبد الله بن عمر ، عمر بن الخطاب (هؤلاء من الصحابة) ومن التابعين وغيرهم : علقمة ، الشعبي ، مجاهد ، سعيد بن جبير ، وكعب الأحبار ، وقتادة ، ومسروق ، وعكرمة ، وعطاء ، ومقاتل ، والسدي ، والزهري ، ومالك بن أنس.
وقال الزجاج الله أعلم أيهما الذبيح ، وهذا مذهب ثالث.
وأما المذهب الثاني فهم من قال : إنه إسماعيل.
(٢) غير واضحة بالأصل ولم أصل إليها.
(٣) في الطبري : ما.
(٤) الخبر في تاريخ الطبري ١ / ٢٦٠.