(وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى)(١).
وذكر عنده رجل يوما فقال : يا بني الفائز من فاز غدا ، ولم يكن لأحد عنده تبعة.
وذكرت له ابن أبي شيبة (٢) ، وعبد الأعلى النرسي ، ومن قدم إلى العسكر من المحدثين فقال : إنما كانت أيّام قلائل ، ثم تلاحقوا وما تحلوا منها بكبير (٣) شيء.
قال (٤) : ونا الحسن بن محمّد ، قال : سمعت شاكر بن جعفر يقول : سمعت جعفر بن محمّد بن يعقوب يقول : جاءه يوما رسول من داره ـ يعني أحمد بن حنبل ـ يذكر له أن أبا عبد الرّحمن عليل واشتهى الزبد ، فناول رجلا من أصحابه قطعة ، وقال : اشتر له بهذا زبدا ، فجاء به على ورق سلق ، فلما أن نظر إليه قال : من أين هذا الورق؟ قال : أخذته من عند البقّال ، فقال : استأذنته في ذلك؟ قال : لا ، قال : ردّه.
أخبرنا أبو المظفّر ، أنا أبو بكر ، أنبأني محمّد بن الحسين ، نا أبو العبّاس محمّد بن الحسن ، نا أبو القاسم بن أبي موسى ، نا محمّد بن أحمد ، نا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق قال : سمعت أحمد بن حنبل ـ وسئل عن التوكّل ـ فقال : قطع الاستشراف بالإياس من الخلق. قيل له : فما الحجة فيه؟ قال : قول إبراهيم عليهالسلام لما وضع في المنجنيق ثم طرح في النار ، اعترض له جبريل عليهالسلام ، فقال : هل من حاجة؟ فقال : أمّا إليك فلا ، قال : فسل من لك إليه الحاجة ، فقال : أحبّ الأمرين إليّ أحبّهما إليه.
أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم ، أنا أبو بكر البيهقي ، قال : وأنبأني أبو عبد الرّحمن السّلمي ، نا أبو عبد الله بن حمدان ، نا ابن مخلد ، نا المرورّوذي قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : إن لكلّ شيء كرما ، وكرم القلوب الرّضا عن الله عزوجل.
قال : وأنبأني أبو عبد الرحمن السّلمي ، نا القاسم بن غانم بن حموية الطويل ، نا
__________________
(١) سورة طه ، الآية : ١٣١.
(٢) الحلية : «ابن أبي رستة» كذا.
(٣) في حلية الأولياء : بكثير شيء.
(٤) حلية الأولياء ٩ / ١٨١.