وعن عليّ عليهالسلام وابن عبّاس : أنّ بني إسرائيل اتّهموه بقتله هارون حين
صعد الجبل ، ومات هارون هناك ، فحملته الملائكة ، ومرّوا به عليهم ميّتا ، وتكلّمت
الملائكة بموته ، حتّى عرفوا أنّه قد مات حتف أنفه.
وعن أبي هريرة
مرفوعا : أنّ الله سبحانه أحياه ، فأخبرهم ببراءة موسى.
وعن أبي
العالية : أنّهم قذفوه بعيب في بدنه من برص أو ادرة . وذلك أنّ
موسى عليهالسلام كان حييّا ستيرا يغتسل وحده ، فقالوا : ما يتستّر منّا
إلّا لعيب بجلده ، إمّا برص أو ادرة. فذهب مرّة يغتسل ، فوضع ثوبه على حجر ، فمرّ
الحجر بثوبه ، فطلبه موسى ، فرآه بنو إسرائيل عريانا كأحسن الرجال خلقا ، فبرّأه
الله ممّا قالوا.
وعن أبي مسلم :
أنّهم آذوه من حيث نسبوه إلى السحر والجنون والكذب ، بعد ما رأوا العذاب.
(وَكانَ عِنْدَ اللهِ
وَجِيهاً) ذا جاه ومنزلة ورفعة عنده. يقال : وجه وجاهة فهو وجيه ،
إذا كان ذا جاه وقدر. ولوجاهته وعظم قدره يميط عنه التهم ، ويدفع الأذى ، ويحافظ
عليه ، لئلّا يلحقه وصم ، ولا يوصف بنقيصة ، كما يفعل الملك بمن له عنده قربة
ووجاهة.
قيل : نزلت في
شأن زيد وزينب ، وما سمع فيه من مقالة بعض الناس.
ثمّ أمر سبحانه
أهل الايمان والتوحيد بالتقوى والقول السديد ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ) في ارتكاب ما يؤذي رسوله ، وغيره من أنواع المعاصي (وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) قاصدا إلى الحقّ ، فإنّ السداد القصد إلى الحقّ ،
والقول بالعدل. يقال : سدّد السهم نحو الرمية ، إذا لم يعدل به عن سمتها ، كما
قالوا : سهم
__________________