الإطلاق ، فقال :
(وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) في ترك طاعة الكافرين والمنافقين وغير ذلك (إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) فموح إليك ما تصلح به أعمالك ، فلا حاجة إلى الاستماع إلى الكفرة.
وقرأ أبو عمرو بالياء ، على أنّ الواو ضمير الكفرة والمنافقين ، أي : إنّ الله خبير بمكايدهم ، فيدفعها عنك.
(وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) وكل أمرك إلى تدبيره (وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) موكولا إليه الأمور كلّها.
(ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللاَّئِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (٤) ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٥))
روي : أنّ العرب كانوا يزعمون أنّ اللبيب الأريب له قلبان. ولذلك قيل لأبي معمر : ذو القلبين ، لأنّه رجل من أحفظ العرب وأرواهم. وقيل لجميل بن أسد الفهري : ذو القلبين. وكان يقول : إنّ لي قلبين ، أفهم بأحدهما أكثر ما يفهم محمّد.
وأنّ (١) الزوجة المظاهر عنها كالامّ ، ودعيّ الرجل ابنه. ولذلك كانوا يقولون لزيد بن
__________________
(١) عطف على قوله : «أنّ اللبيب ...» في صدر العبارة.