حذرا.
(فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٧) وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (٥٨) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ (٥٩) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (٦٠) فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (٦١) قالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ (٦٢) فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (٦٣) وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ (٦٤) وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (٦٥) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (٦٦) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٦٧) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٦٨))
ثمّ أخبر سبحانه عن كيفيّة إهلاكهم وإخراجهم من مساكنهم النفيسة بقوله : (فَأَخْرَجْناهُمْ) بأن ألهمنا في قلوبهم داعية الخروج بهذا السبب ، فحملتهم عليه (مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ) يعني : المنازل الحسنة والمجالس السنيّة.
وقيل : مجالس الأمراء. وعن الضحاك المنابر. وقيل : السرّ في الحجال (١).
(كَذلِكَ) نصب على المصدر ، أي : أخرجناهم خروجا مثل ذلك الإخراج الّذي وصفنا. أو صفة «مقام» أي : مثل ذلك المقام الّذي كان لهم. أو الأمر كذلك ، على أنّه خبر المحذوف. (وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ) وذلك أنّ الله سبحانه وتعالى ردّ بني إسرائيل إلى مصر ، بعد ما أغرق فرعون وقومه ، وأعطاهم جميع ما كان
__________________
(١) السرّ : الجماع. والحجال جمع حجلة ، وهي بيت يزيّن للعروس.