بألسنتهم مستيقنين إيّاها ، عارفين عالمين بقلوبهم أنّها صدق وحقّ من عند الله. والاستيقان أبلغ من الإيقان.
(ظُلْماً) على أنفسهم ، أو على بني إسرائيل (وَعُلُوًّا) وترفّعا وتكبّرا عن أن يؤمنوا بما جاء به موسى. وانتصابهما على العلّة. وأيّ ظلم أفحش من ظلم من اعتقد واستيقن أنّها آيات بيّنة واضحة جاءت من عند الله ، ثمّ كابر بتسميتها سحرا بيّنا مكشوفا لا شبهة فيه؟! (فَانْظُرْ) يا محمّد ، أو أيّها السامع (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) في الأرض بالمعاصي. وهو الإغراق في الدنيا ، والإحراق في الآخرة.
(وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (١٥) وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (١٦) وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٧) حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١٨) فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ (١٩))