قتل واحد منهم ولا قطعه.
(إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا) من السحر وغيره (أَنْ كُنَّا) لأن كنّا (أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ) من أتباع فرعون ، لأنّ بني إسرائيل كانوا آمنوا به. أو أوّل من آمن من أهل هذا المشهد عند تلك المعجزة.
(وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (٥٢) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (٥٣) إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (٥٤) وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ (٥٥) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ (٥٦))
(وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي) وذلك بعد سنين أقام بين أظهرهم ، يدعوهم إلى الحقّ ، ويظهر لهم الآيات ، فلم يزيدوا إلّا عتوّا وفسادا. وقرأ ابن كثير ونافع : أن أسر ، بكسر النون ووصل الألف ، من : سرى. (إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ) يتّبعكم فرعون وجنوده. وهو علّة الأمر بالإسراء ، أي : أسر بهم حتّى إذا اتّبعوكم مصبحين كنتم متقدّمين عليهم ، بحيث لا يدركونكم قبل وصولكم إلى البحر ، بل يكونون على أثركم حتّى تلجون في البحر ، فيدخلون مدخلكم من طريق البحر ، فأطبقه عليهم فأغرقهم.
روي : أنّه مات في تلك الليلة في كلّ بيت من بيوتهم ولد ، فاشتغلوا بموتاهم ، فأوحى الله تعالى إلى موسى : أن اجمع بني إسرائيل ، كلّ أربعة أبيات في بيت ، ثمّ اذبحوا الجداء (١) واضربوا بدمائها على أبوابكم ، فإنّي سآمر الملائكة أن لا يدخلوا بيتا على بابه دم ، وسآمرهم بقتل أبكار القبط. واخبزوا خبزا فطيرا ، فإنّه
__________________
(١) الجداء جمع الجدي ، وهو ولد المعز في السنة الأولى.