قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

زبدة التّفاسير [ ج ٥ ]

321/596
*

يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٠) وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢١) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (٢٢))

ثمّ أخبر سبحانه عن حال المؤمنين بقوله : (إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا) أي : يصدّق بالقرآن وسائر حججنا (الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها) وعظوا بها (خَرُّوا سُجَّداً) خوفا من عذاب الله ، وتواضعا وخشوعا وامتثالا له (وَسَبَّحُوا) ونزّهوه عمّا لا يليق به ، كالعجز عن البعث (بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) حامدين له ، شكرا على ما وفّقهم للإسلام ، وآتاهم الهدى (وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) عن الإيمان ، ولا يستنكفون عن طاعته ، كما يفعل من يصرّ مستكبرا كأن لم يسمعها. ومثله قوله : (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا) (١).

ثمّ وصف سبحانه المؤمنين المذكورين ، فقال : (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ) ترتفع وتتنحّى (عَنِ الْمَضاجِعِ) الفرش ومواضع النوم (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) داعين إيّاه ، أو عابدين (خَوْفاً) لأجل خوفهم من سخطه (وَطَمَعاً) ولأجل طمعهم في رحمته. وعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تفسيرها : قيام العبد من الليل.

وروى الواحدي بالإسناد عن معاذ بن جبل قال : بينا نحن مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غزوة تبوك ، وقد أصابنا الحرّ ، فتفرّق القوم ، فإذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أقربهم منّي ، فدنوت منه فقلت : يا رسول الله أنبئني بعمل يدخلني الجنّة ،

__________________

(١) الإسراء : ١٠٧ ـ ١٠٨.