أن يحل عقدة المحبة بين المرء وزوجه ، إذ يقول كلاما ويعقد عقدة وينفث فيها
، ثم يحلها إيهاما للعامة أن هذا حل للعقدة التي بين الزوجين.
قال الأستاذ
الإمام ما خلاصته : قد رووا هاهنا أحاديث فى أن النبي صلى الله عليه وسلم سحره
لبيد بن الأعصم ، وأثّر سحره فيه حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وهو لا يفعله ،
أو يأتى شيئا وهو لا يأتيه ، وأن الله أنبأه بذلك ،
وأخرجت موادّ
السحر من بئر ، وعوفى صلى الله عليه وسلم مما كان نزل به من ذلك ونزلت هذه السورة.
ولا يخفى أن
تأثير السحر فى نفسه عليه الصلاة والسلام ـ ماس بالعقل آخذ بالروح ، فهو مما يصدق
قول المشركين فيه : «إِنْ
تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً».
والذي يجب
علينا اعتقاده أن القرآن المتواتر جاء بنفي السحر عنه عليه الصلاة والسلام ، حيث
نسب القول بإثبات حصوله له إلى المشركين ووبخهم على ذلك.
والحديث على
فرض صحته من أحاديث الآحاد التي لا يؤخذ بها فى العقائد ، وعصمة الأنبياء عقيدة لا
يؤخذ فيها إلا باليقين ، ونفى السحر عنه صلى الله عليه وسلم لا يستلزم نفى السحر
مطلقا ، فربما جاز أن يصيب السحر غيره بالجنون ، ولكن من المحال أن يصيبه صلى الله
عليه وسلم ، لأن الله عصمه منه.
إلا أن هذه
السورة مكية فى قول عطاء والحسن وجابر ، وما يزعمونه من السحر إنما وقع بالمدينة ،
فهذا مما يضعف الاحتجاج بالحديث ، ويضعف التسليم بصحته.
وعلى الجملة
فعلينا أن نأخذ بنص الكتاب ، ونفوض الأمر فى الحديث ولا نحكمه فى عقيدتنا ا ه.
(٣) (وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) أي ونستعيذ بك ربنا من شر الحاسد إذا أنفذ حسده ،
بالسعي والجدّ فى إزالة نعمة من يحسده ، فهو يعمل الحيلة ، وينصب