(أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (٥) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً (٦) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (٧) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (٨) وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ (٩) وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (١٠))
شرح المفردات
أيحسب : أي أيظن ، أهلكت : أي أنفقت ، لبدا : أي كثيرا ، والنجد : الطريق المرتفعة ؛ والمراد بالنجدين طريقا الخير والشر.
المعنى الجملي
بعد ذكر أنه لا ينبغى للمفتونين بقوة أبدانهم ، المغرورين بواسع جاههم ، أن يتمادوا فى صلفهم وكبريائهم ـ شرع يوبخهم على الاغترار بقوتهم الزائلة ؛ ويذكرهم بما أنعم به عليهم من النعم الكثيرة الحسية والعقلية.
روى أن قوله : «أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ»؟ نزل فى أبى الأشد أسيد بن كلدة الجمحي ، وكان مغترا بقوته البدنية ؛ وأن قوله : «يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً» نزل فى الحرث بن نوفل وكان يقول : أهلكت مالا لبدا فى الكفارات منذ أطعت محمدا.
وسواء أكانت هذه الآيات نزلت فى هؤلاء أم فى غيرهم فإن معناها عام كما علمت.
الإيضاح
(أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ؟) أي أيظن ذلك المغترّ بقوته ، المفتون بما أنعمنا به عليه ـ أنه مهما عظمت حاله ، وقوى سلطانه ، يبلغ منزلة لا يقدر عليه فيها