مقدّمة الناشر
يعتبر آية الله الشيخ محمد رضا المظفّر (قدّس الله سرّه الشريف) من العلماء الأفذاذ في مجال الإبداع والتجديد ، فقد سعى رحمهالله لوضع أسس جديدة لبناء منهج حديث في الحوزة العلمية ، يتلاءم ومتطلّبات الحياة العصرية.
وكلّ من عرف العلاّمة المظفّر أو عاصره أو تتلمذ عليه يقرأ في شخصيّته عنصري الجدة والحداثة ، محاولة تقديم تصوّر عن الإسلام بأساليب جديدة ، كإنشاء كلّية منتدى النشر ، التي وضع البذرة الأولى لها وراح يتعاهدها ويسقيها ومن فكره النيّر وذهنه الوقّاد ، وتخرّج منها جيل صالح من العلماء والأدباء والمفكّرين.
إنّ من أهمّ نتاجاته رحمهالله في رفد المناهج الدراسية للحوزة العلمية كتابي : المنطق وعلم أصول الفقه ، واللذين احتلاّ محلّ الصدارة في الجامعات الدينيّة ، بل والأكاديميّة أيضا ، حيث لا زال هذا الكتاب محافظا على نظارته وجدته.
ومن البديهي أنّ أسلوب هذين الكتابين يشكّل قاعدة رصينة وأساسا محكما لصياغة مناهج جديدة على غرارهما تفي بحاجة الدارسين والباحثين ، ونظرا لعدم توفّر البديل المناسب لهما ارتأينا أن نجدّد طباعة كتاب أصول الفقه ، الذي طبع مرارا في مؤسسات مختلفة ، ومنها مركزنا ـ مركز النشر ـ إلاّ أنّ كل هذه الطبعات لا تخلو من الأخطاء المطبعية ، مضافا إلى عدم ذكر مآخذ الكتاب ، وعدم ضبطه من جهة قواعد اللغة العربية ، الأمر الذي دعا الفاضل المحترم حجّة الإسلام عباس علي زارعي إلى أن ينهض بمسئولية تحقيق الكتاب ، خصوصا وأنّه قد درّسه على شكل دورات مختلفة في الحوزة العلمية ، واستفاد من كثير من النسخ المصحّحة لأساتيذ آخرين ، فعمل على تصحيح الكتاب وإزاحة الأخطاء المسلّم بها ، والاهتمام بالجانب الأدبي منه ، مع ذكر المصادر التي استمدّ المؤلّف وأخذ منها.
كما لا يفوتنا أن نشير إلى دور الفاضل حجّة الإسلام الشيخ نعمة الله جليلي الذي ضبط نصّ الكتاب وراجعه وكذلك إلى دور الشيخين الفاضلين : أحمد عابدي ورضا مختاري اللذين اطّلعا على الكتاب و