(٦)
مَن هو إمام المسلمين في هذا العصر؟
إن مسألة معرفة إمام العصر من المسائل المهمة التي تترتب عليها أعظم المصالح الدينية والدنيوية ، وتُؤدَّى بها أهم الوظائف الشرعية ، وقد وردت فيها أحاديث صحيحة مشتملة على التحذير الشديد ، وتصف من مات جاهلاً بها بأن ميتته جاهلية.
مضافاً إلى أن علماء أهل السنة قد أكَّدوا في مصنفاتهم على أن نصب الإمام في كل عصر واجب على المسلمين كافة ، بل جعلوه من أعظم الواجبات الدينية التي لا يسع المسلمين تركها أو التهاون في المبادرة إليها.
قال الإيجي في المواقف : نصب الإمام عندنا واجب علينا سمعاً ...
وقال : انه تواتر إجماع المسلمين في الصدر الأول بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على امتناع خلو الوقت عن إمام ، حتى قال أبو بكر رضياللهعنه في خطبته : « ألا إن محمداً قد مات ، ولا بد لهذا الدين ممن يقوم به » ، فبادر الكل إلى قبوله ، وتركوا له أهم الأشياء ، وهو دفن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم يزل الناس على ذلك في كل عصر إلى زماننا هذا من نصب إمام متَّبع في كل عصر ... (١).
وقال الماوردي : وعقدها ـ أي الإمامة ـ لمن يقوم بها في الأمَّة واجب
__________________
(١) المواقف ، ص ٣٩٥. والإيجي عاش بين سنة ٧٠٠ هـ وسنة ٧٥٦ هـ.