(٣)
لماذا لم يتمسَّك أهل السنة بأهل البيت عليهمالسلام؟
تمهيد :
إن الأحاديث الصحيحة الدالة على لزوم التمسك بأهل البيت عليهمالسلام كثيرة مستفيضة ، وقد رُويت بطرق صحيحة في كتب الحديث عند أهل السنة ، وصحَّحها كثير من حفَّاظ الحديث في كتبهم.
بل إن تلكم الأحاديث تدل بما لا يقبل الشك على أن النجاة من الوقوع في الضلال لا تتحقق إلا باتباع أئمة الهدى من أهل البيت عليهمالسلام دون سواهم.
ومع ذلك فإن أهل السنّة تركوا التمسك بأهل البيت عليهمالسلام واتّبعوا غيرهم ، ومالوا إلى سواهم ، فتركوا اتّباع من أُمروا باتباعهم بمقتضى الروايات الصحيحة عندهم ، واتّبعوا مَن لا دليل عندهم على صحَّة اتّباعه.
هذا ما سنكشف النقاب عنه في البحوث الآتية :
حديث الثقلين :
إن الأحاديث الدالة على لزوم اتّباع أهل البيت عليهمالسلام كثيرة ، ومن أتمها دلالة وأصحَّها سنداً هو حديث الثقلين ، المروي عن جمع من الصحابة ، كجابر بن عبد الله ، وزيد بن أرقم ، وأبي سعيد الخدري ، وزيد بن ثابت ، وغيرهم. وصحَّحه جمع من حفَّاظ الحديث من أهل السنة كما سيأتي بيانه مفصَّلاً إن شاء الله تعالى.