الشيخ محسن الحائري
عربي ألأصل والمحتد ، حائري المولد والمسكن والمدفن ، ولد في كربلاء سنة ١٢٢٥ هـ ، ومات أبوه الحاج محمد وهو طفل صغير فنشأ يتيما في حجر الفقر والفاقة ولكنه على صغر سنه كان ذا فطنة ونباهة ورغبة شديدة للحضور في محافل الفضل وألأدب وناهيك بكربلاء يوم ذاك فقد كانت تضم بين احشائها جماعة من أبنائها الشعراء المجيدين وألأدباء المفلقين الذين لم يحصل لهم من بعدهم ويا للأسف من أبناء وطنهم الذين إشتهروا في خدمة اللغة العربية من يسعى لجمع أشعارهم وتدوين آثارهم ونشر ذكرهم فيجعلهم أكبر يد وأعظم صنيعة على ألأدب العربي. ومن أولئك الذين أشرنا إليهم المرحوم الحاج محمد علي كمونة المتوفى سنة ١٢٨٢ هـ والمرحوم الحاج جواد بدقت المتوفى سنة ١٢٨١ هـ والشيخ عمران عويّد والشيخ موسى الشهير بألأصفر المتوفى فيما يقرب من ذلك العصر والشيح علي الناصر الشهير بالأعور وأمثال هؤلاء في عصرهم في كربلاء ، نعم طفق شيخنا المترجم له يختلف إلى أنديتهم ويصغي إلى مذاكراتهم ويرفده في ذلك توقد قريحة ذكائه إلى ما كان فيه من ألإستعداد الطبيعي والميل الفطري فما كاد أن يبلغ الثلاثين سنة من عمره حتى عاد من السابقين في تلك الحلبات والبارزين في تلك المضامير والغايات ، ويلقب بأبي الحب بفتح الحاء والباء وتشديدهما لأنه إبتلي بمرض السعال وضيق الصدر فعمل له بعض ألأطباء حبا يهون عليه ما كان يجده من ألم المرض فكان يحمله معه ويعطي منه من أبتلي بذلك الداء فعرف بأبي الحب وأصبح مع كونه شاعرا أديبا وفاضلا لبيبا قارئا خطيبا تهتز شوقا إليه المنابر يوم تنعقد على ذكره الخناصر ولم يزل في كربلاء شاعرها المجيد وخطيبها