وكان الحسين بن روح وكيلاً لمحمّد بن عثمان سنين عديدة ، وكان رضي الله عنه من أعقل الناس عند المخالف والمؤالف ، وقد جعل من بعده للأمر أبو الحسن علي ابن محمد السمري رحمهالله ، ولمّا توفي رحمهالله دفن في النوبختية في الدرب النافذ إلى التل وإلى درب الآخجر وإلى قنطرة الشوك.
والرابع من السفراء علي بن محمد السمري رحمهالله روى الشيخ الطوسي رحمهالله عن أحمد ن إبراهيم بن مخلد ، قال : حضرت بغداد عند المشايخ رحمهالله فقال الشيخ أبو الحسن علي بن محمّد السمري قدس الله روحه : ابتدأ منه قائلاً : رحم الله علي ابن الحسين بن بابويه القمي وهو والد الصدوق رحمهالله ، فكتب المشايخ تاريخ ذلك اليوم ، فورد الخبر أنه توفي في ذلك اليوم.
وفي رواية : قال لهم : آجركم الله فيه فقد قبض هذه الساعة فاثبتوا التاريخ ، فلمّا كان بعد سبعة عشر يوماً أو ثمانية عشر يوماً ورد الخبر بوفاته في تلك الساعة التي أخبرنا بها علي بن محمّد السمري.
وذكر الشيخ الطوسي رحمهالله في كتاب الغيبة أنّ السمري رحمه أخرج قبل وفاته بأيام إلى الناس توقيعاً نسخته :
(بسم الله الرحمن الرحيم)
يا علي بن محمد عظم الله أجر إخوانك فيك فإنّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيام فاجمع أمرك ولا توصي إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة الثانية فلا ظهور إلّا بعد إذن الله تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب ، وامتلاء الأرض جوراً ، وسيأتي من شيعتي من يدّعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر ، ولا حول ولا قوة إلّا