في ترجمة إبراهيم ومقتله عليهالسلام
كان إبراهيم بن عبدالله المحض عالماً عارفاً شاعراً شجاعاً مقداماً أيداً ـ أي قوياً ـ.
قال أبو الفرج بحذف السند : إنّ محمّداً وإبراهيم كانا عند أبيهما فوردت إبل لمحمّد فيها ناقة شرود ، لا يردّ رأسها شيء ، فجعل إبراهيم يحدّ النظر إليها ، فقال له محمّد : كأنّ نفسك تحدّثك أنّك رادّها؟ قال : نعم ، قال : فإن فعلت فهي لك ، فوثب إبراهيم فجعل يتغيّر لها ، ويتستر بالإبل حتى إذا مكنّته هايجها ، وأخذ بذنبها فاحتملت وأدبرت تمخض بذنبها حتى غاب عن أبيه ، فأقبل على محمّد ، فقال : قد عرّضت أخاك للهلكة فمكث قليلاً ، ثم جاء مشتملاً بإزار حتى وقف عليها. فقال محمّد : كيف رأيت ، زعمت أنّك و ادّها وحابسها ، فألقى إبراهيم ذنبها وقد انقطع في يده ، فقال : ما أعذر من جاء بهذا!
قال ابن الأثير في تاريخه : كان ظهور محمّد وإبراهيم ابني عبدالله المحض بعد أن كان لا يقرّ لهما قرار من شدّة الطلب حتى حكت جارية لإبراهيم أنّه لم تقرّهم أرض خمس سنين ، مرة بفارس ومرّة بكرمان ومرّة بالجبل ومرّة بالحجاز ومرّة باليمين ، ومرّة بالشام ، وربما كان إبراهيم يدخل جيش المنصور متخفياً ويجلس على مائدته ـ وهم لا يعرفونه ـ وجاء مرّة إلى بغداد ودخل عسكر