في بقية قضية السفاح وما فعله ببني أمية
ذكر المؤرخون وأهل السير : أنّ السفاح لمّا أراد أن يطهّر الأرض من الأرجاس ويقضي على بني أُمية ويستأصل شأفتهم ، دعا سديفاً ليلة من الليالي وقال له : يا سديف ، قد بلغ الكتاب أجله ، وقرب ما كنت تؤمله ، نم ليلتك قرير العين ، وآتني غداة غداً اعطيك أملك وأبلغك رجاءك.
قال الراوي : فبات سديف تلك الليلة يدعو ربه ويسأله إتمام ما وعده به السفاح ، قال : وأصبح السفاح وكان ذلك اليوم يوم النيروز ، أمر مناديه فنادى : أن أمير المؤمنين أباالعباس السفاح قد بسط الإنطاع وصبّ عليه خزائنه ، وقال : اليوم يوم عطاء وجزاء وجوائز ومواهب وضربت الطبول ونشرت الرايات ، وقد زيّن قصر الخليفة ونصب كرسي الخلافة في وسطه وأمر السفاح بالإنطلاع فبسطت بين يديه وصبّ عليها الدنانير والدراهم والأسورة ومناطق الذهب والفضة ، ثم دعا بأربعمائة من غلمانه من أشدّهم وأشجعهم وأعطاهم السيوف المذهّبة وقال لهم : كونوا في الأخبيئة والمخادع واسلبوا عليكم الستور وكونوا على استعداد من أمركم ، فإذا رأيتموني ضربت بقلنسوتي الأرض فاخرجوا من المخادع وضعوا السيوف في رقاب الحاضرين وكلّ من ترونه ولو كان من بني عمّي.
قال الراوي : ولما تعالى النهار وجلس السفاح على سرير الخلافة ، أقبلت