في واقعة الزاب بين الاُمويين والعباسيين
لمّا نزل مروان بن محمّد الحمار (١) بالزاب جرّد من رجاله من اختاره من أهل الشام والجزيرة وغيرهما مائة ألف فارس على مائة ألف قارح ، وقال : إنّها عدّة ولا تنفع العدّة إذا انقضت المدّة ، ولمّا أقبل عبدالله بن علي بن العباس يوم الزاب بالمسوّدة من قبل السفاح وفي أوّلهم البنود السود تحملها رجال على جمال البخت ، وقد جعل لها عوض القتاد خشب الصفصاف والغرب ، فقال مروان : أما ترون رماحهم كأنّها النخل غلظ؟ أو ما ترون أعلامهم فوق هذه الإبل كأنّها قطع الغمام السود؟
فبينا مروان ينظرها ويعجب إذ طارت قطعة من الغربان السود فوقعت على عسكر عبدالله ، واتصل سوادها بسواد تلك الرايات والبنود ، فقال لمن يقرب منه ، أما ترون السواد قد اتّصل بالسواد حتى صار الكلّ كالسحب المتكاثفة؟ ثم التفت إلى رجل يقرب منه وقال له : ويلك ألا تخبرني من صاحب جيشهم؟ قال :
__________________
(١) آخر خلفاء بني أمية ولُقِّبَ بالحمار لأنّ العرب ـ وحسب ما جاء في ص ٢٥٥ من كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي ـ تُسمّي كلّ مائة سنة حماراً ولمّا قارب مُلك بني أُميّة مائة سنة لقّبوا مروان هذا بالحمار لذلك.