عثماني ، وإنه ممن شهد على حجر بن عدي ، وإنه لم يبلغ عن هاني بن عروة ما أرسله به ، وقد كان علي بن أبي طالب عليهالسلام قد عزله عن القضاء ، فلما أن سمع بذلك ورآهم يذمونه ويسندون إليه مثل هذا القول ، تمارض وجعل المختار مكانه عبدالله بن عتبة بن مسعود (١).
__________________
= وكانت قرية من الكوفة أكثر سكانها اليهود ، وبالجملة فالأخبار في خباثة رأي هذا الرجل وسوء عاقبته كثيرة ، توفي سنة سبع وثمانين من الهجرة وهو ابن مائة سنة وقيل سنة ست وسبعين وهو بن مائة وعشرين سنة (روضات الجنات).
(١) (فائدة) : نظم عبدالله بن همام قصيدة وجاء بها إلى المختار بعد أن استتب الأمر بالكوفة يصف بها ثورة المختار ، ومن تبعه من القبائل ، فأنشدها بمجلس المختار منها :
وفي ليلة المختار ما يذهل الفتى |
|
ويلهيه عن رود الشباب شموع |
دعا يا لثارات الحسين وأقبلت |
|
كتائب من همدان بعد هزيع |
ومن مذحج جاء الرئيس بن مالك |
|
يقود جموعاً عبيت بجموع |
ومن أسد وافى يزيد لنصره |
|
بكل فتى حامي الذمار منيع |
وجاء نعيم خير شيبان كلها |
|
بأمر لدى الهيجاء أحد جميع |
وما ابن شيمط إذ يحرض قومه |
|
هناك بمخذول ولا بمضيع |
ولا قيس نهد لا ولا ابن هوازن |
|
وكل أخو اخباته وخشوع |
وسار أبو النعمان لله سعيه |
|
الى ابن أياس مصحراً لووقع |
بخيل عليها بوم هيجا دروعها |
|
وأخرى حسوراً غير ذات دروع |
فكرّ عليهم كرة ثقفتهم |
|
وشدّ بأولاها على ابن مطيع |
فولّى بضرب يشدخ الهام وقعه |
|
وطعن غداة السكتين وجيع |
فحوصر في دار الإمارة بائياً |
|
بذّل وارغام له وخضوع |
فمن وزير ابن الوصي عليهم |
|
وكان لهم في الناس خير شفيع |
وآب الهدى حقاً إلى مستقره |
|
بخير إياب آبه ورجوع |
إلى الهاشمي المهتدى المهتدى به |
|
فنحن له من سامع ومطيع |
ولهذه القصيدة ذكر في تاريخ الطبري وما جرى بعد إلقائها اختلاف القول والثورة ، راجعها في محلها للطبري : ٧ / ١١١.