حقّ عبدة الأوثان مثله ، وفيهما أنّ ذلك لعظم شأن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وفيها رجاء عظيم بمغفرة الله وعفوه وصفحة فافهم.
ثمّ إنّه لا يخفى أنّ مضمون الآية نهي من اتّصف بفضل مّا وسعة عن الحلف واليمين على ترك الإحسان إلى ذوي قرابته والمساكين والمهاجرين في سبيل الله بسبب ذنب وقع منهم وإساءة بالنسبة إليه ، ولا تدلّ على أفضليّة أبي بكر من أربعة عشر وجها على ما توهّمه الفخر الرازيّ في تفسيره الكبير ، وقد بيّنّا ذلك في رسالة على حده ونشير هنا إلى نبذ منه ، ومن بعض كلامه :
أجمع المفسّرون على أنّ المراد بأولى الفضل أبو بكر ، علم ذلك بالتواتر وأنّها تدلّ على أنّ أبا بكر أفضل الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنّ الفضل المذكور في هذه الآية إمّا في الدنيا ، وإمّا في الآخرة ، لأنّه تعالى ذكره في معرض المدح من الله تعالى والمدح من الله تعالى في الدنيا غير جائز لأنّه لو كان كذلك لكان قوله والسعة تكريرا فيتعيّن أن يكون المراد منه الفضل في الدين ، فلو كان غيره مساويا له في الدرجات لم يكن هو صاحب الفضل لأنّ المساوي لا يكون فاضلا فلمّا أثبت الله تعالى له الفضل مطلقا غير مقيّد بشخص دون شخص ، وجب أن يكون أفضل الخلق ، ترك العمل في حقّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فيبقى معمولا في حقّ الغير.
وهذا غلط فاحش ، فانّ مضمون الآية ما ذكرناه وهو غير مخفيّ على من له معرفة بأساليب الكلام ، وليس فيها دلالة على ما ذكره ، وما ذكره في ذلك ظاهر البطلان ، فإنّه ليس في مقام المدح ، وعلى تقديره لا بعد في ذلك في هذا المقام ، وعلى تقدير كون الفضل مخصوصا بالدين لا يلزم كونه أفضل ، ويجوز للمساوي أن يكون فاضلا ، وعدم تقييد الفضل بالنسبة إلى شخص لا يلزم أفضليّته على كلّ خلق وهو ظاهر ، وأنّه لو تمّ لدلّ على أفضليّته من نبيّنا صلىاللهعليهوآله وسائر الأنبياء وهو باطل ومناف لأوّل كلامه وأيضا يلزم إذا قيل «زيدا ولو الفضل» أن يكون كفرا بحسب منطوقه فتأمّل وأنّه غير مجمع عليه كون المراد به أبا بكر فإنّه نقل في مجمع البيان أنّه نزل في جماعة من الصحابة حلفوا أن لا يتصدّقوا على رجل تكلّم بشيء من