قوله : (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ) ... (١) إلى آخره.
الرابعة : لا بأس بتفسير اليوم الثقيل بأيّام ظهور المهديّ المنتظر ، ورجعة الأئمّة المعصومين والمؤمنين بهم ، أي هذا السنخ من الناس يعجلون بأمر الله في شأن القائم ، ولا يعلمون أنّ غيبته وطول المدّة إنّما يكون لما يعلمه الله في المصالح الخفيّة ، والحكم المكنونة ، ويذرون يوم ظهوره عليه السلام ، أي لا يعملون بالطاعات ليكون ذلك فتنة لهم في ذلك اليوم ، فإنّ العامل لوجه الله يفوز في أيّام الرجعة بمعرفة الإمام ، ويدرك فيض صحبته ، ويلتذّ بحقائق جواهر معارفه.
بخلاف الذاهل الكاسل عن الطاعات ، وتحصيل المعارف ، فإنّه يكفر بمقامه عليه السلام ، ولا يؤمن برتبته ، فيحرم عن اللذّات الإلهيّة ، والدرجات المقرّرة لمقام الإنسانيّة ، فتلك الأيّام ثقيلة ، أي شديدة على الكافرين والمنافقين ، لابتلائهم بالشكّ والحيرة ، والكفر والجهل والشقاوة ؛ بخلاف المؤمنين ، فإنّهم لقد وصلوا مناهم بصحبته عليه السلام.
كيف وهو المعشوق الحقيقيّ للمؤمنين ، أفترى أن يكون يوم الوصال ثقيلا على العاشق الشائق؟
فهؤلاء المؤمنون هم الّذين امتحنهم الله للإيمان ، فوجدهم خالصين مخلصين في سبيل الإيقان ؛ كما قال لا يعرف القائم إلّا من امتحن الله قلبه للإيمان. انتهى.
وهذا اليوم هو يوم ابتلاء الناس وامتحانهم حتّى يميّز الخبيث من
__________________
(١) القيامة : ٢٠.