وعنه أيضا قد أخبر الله في «التوراة» وغيرها من الكتب السماويّة ، فكان عليه السلام مذكورا في جميع الأعصار في كلّ امّة إلى ذلك العصر ، فإنّه مذكور في لسان أمّة محمّد صلّى الله عليه وآله برفيع الذكر إلى زمان حضوره عليه السلام فيذكر فيه بذكر مناسب لذلك الزمان على التفصيل المذكور في كتب أخبارنا.
ويدلّ على ذلك التفسير ، تفسير «الإنسان» في قوله : (الرَّحْمنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسانَ * عَلَّمَهُ الْبَيانَ) (١) بـ «القائم عليه السلام» أيضا. أي : الله بصفته الرحمانيّة لقد علّم محمّدا القرآن وأمر أمّته بما فيه ظاهرا ، وخلق القائم عليه السلام الّذي من نسله وعلّمه بيان حقائق القرآن ، وأجاز له الحكم بباطنه في زمانه ؛ كما قال : (إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ) (٢) فزمان البيان متأخّر عن زمان القرآن ، لمكان «ثمّ» الدالّة على التراخي قطعا.
وقريب من ذلك التفسير ، تفسير «الإنسان» بـ «عليّ عليه السلام» فإنّه كان مذكورا في جميع الأعصار والدهور بنوع من الذكر ، وكان مع كلّ نبيّ من آدم إلى محمّد بصور مختلفة ؛ كما قال : نحن نظهر في كلّ زمان على صورة.
ويدلّ على ذلك أيضا ما بيّنه عليه السلام في بعض خطبه المشهورة ؛ كما لا يخفى على من تتبّعها.
__________________
(١) الرحمن : ١ ـ ٤.
(٢) القيامة : ١٧ ـ ١٩.