الحكمة الإلهيَّة ، ومثل هذه الأهداف لا يُمكن أنْ تكون فاشلة ؛ لأنَّ الله تعالى كما هو حكيم هو قادر ، فهو يستطيع أنْ يُنفِّذ ما في حكمته بكلِّ تقدير ، فلو استهدف الله سبحانه هدفاً لحصل ، وحيث إنَّه لم يحصل فهو ـ إذاً ـ غير مُستهدف.
الشرط الرابع : إنَّه يُمكن أنْ يُقال : إنَّ مِن شروط فهم أهدافه عليهالسلام أنْ يكون مذكوراً في كلامه ؛ لأنَّنا إنَّما نعلم بالأُمور مِن أصحابها ، وأهل الحلِّ والعقد فيها. وقديماً قال الشاعر : وأهل البيت أدرى بالذي فيه وليس لنا أنْ نُضيف مِن عندنا شيئاً ، وإنَّما نسمع منه (سلام الله عليه) مثل قوله : «إنَّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمَّة جَدِّي رسول الله صلىاللهعليهوآله أُريد ان آمر بالمعروف وأنهى عن المُنكر» (١) ، بعد أنْ وصف المُجتمع بضُعف الدين وقلَّة الالتزام بالتعاليم : «... ولم يَبقَ منها إلاَّ صُبابة كصُبابة الإناء وخِسَّة عَيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون أنَّ الحقَّ لا يُعمل به وأنَّ الباطل لا يُتناهى عنه» (٢).
فالغرض مِن هذا العرض ، هو أنَّ الهدف إنْ كان مذكوراً في كلامه (سلام الله عليه) أخذنا به ، وإنْ لم يكن قد ذكره أعرضنا عنه ، ولم نعتبره هدفاً حقيقيَّاً له.
إلاَّ أنَّ هذا الشرط غير صحيح ؛ لعِدَّة أجوبة يُمكن أنْ تورد ضِدَّه :
الجواب الأوَّل : ضعف الروايات الناقلة لكلامه (سلام الله عليه) ، إذاً فلم يردنا عن طريق صحيح بيان أهدافه (سلام الله عليه) ، فلو اشترطنا ذلك لم يكن لنا طريق إلى معرفة الأهداف إطلاقاً.
الجواب الثاني : أنَّ هناك قانوناً عرفيَّاً وشرعيَّاً ، مُتَّبعاً في التفاهُم بين جميع الناس ـ وإنْ لم يكن يلتفت إليه الكثيرون بصراحة ـ وهو قانون : «كلِّم الناس
__________________
(١) مقتل الخوارزمي ج ١ ص ١٨٨ ـ مناقب بن شهر آشوب ج ٣ ص ٢٤١ نجف
(٢) اللهوف لابن طاووس ص ٣٤ ـ تاريخ الطبري ج ٣ ص ٢٢٥.