تعارض الروايات
هناك إشكال موجود في عدد مِن الأذهان ، يُفيد الجواب عليه بصدد المعنى الذي تحدَّثنا عنه ، يحسن عرضه ومُحاولة الجواب عليه. فإنَّه قد يخطر في الذهن : إنَّ الروايات مُتعارضة في نسبة التأييد والتسديد إلى المعصومين (سلام الله عليهم) ، فبينما عدد مِن الروايات تنصُّ على وجوده ، كالمضامين التالية : قولهم : «إنَّ الإمام إذا أراد أنْ يعلم شيئاً أعلمه الله تعالى به» (١). وقولهم : «إنَّنا نزداد في كلِّ جمعة ، ولولا ذلك لنَفِذَ ما عندنا» (٢). وقولهم : «إنَّ الأعمال تُعرض على الإمام عليهالسلام في كلِّ عام في ليلة القدر» (٣). وقولهم : «إنَّ العلم على أقسام : خطور في البال ، وقرع في السمع ، ونكت في القلب» (٤). وإنَّما يتحدَّثون عمَّن هو دون النبي صلىاللهعليهوآله للتسالم على نزول الوحي عليه ، فلا حاجة له إلى كل ذلك. وإذا تمَّ ذلك إجمالاً لغيره كان المعصومون أولى به مِن غيرهم ، ويندرج في ذلك قول النبي صلىاللهعليهوآله لعليٍّ عليهالسلام :
__________________
(١) أصول الكافي للكليني ج ١ باب ١٠١ ص ٢٥٨ الحديث الثالث. بتصرُّف بصائر الدرجات ج ٧ ص ٣١٥.
(٢) أصول الكافي على هامش ، مرآة العقول ج ١ ص ١٨٥ ، بصائر الدرجات ج ٢ ص ٢١٣. بتصرُّف.
(٣) أصول الكافي للكليني ج ١ ص ٢٥١ الحديث الثامن بتصرُّف واقتضاب.
(٤) بصائر الدرجات للصفار ج ٩ ص ١٤٨. بتصرُّف. مُلحق بنفس الرحمان النوري قدسسره.
(٥) أصول الكافي ج ١ ص ٢٦٤ الحديث الثالث. أصول الكافي على هامش مرآة العقول ج ١ ص ١٩١. بتصرُّف.