جل وعلا فاطمة بعلي في الملأ الأعلى (١) ، وقاتل ـ عليه السلام ـ مع عمرو ابن عبدود (٢) ، وفتح خيبر (٣) ، ولا أشرك بالله تعالى طرفة عين بخلاف
__________________
لي : اجلس فجلست إلى جنب الكعبة فصعد النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ على منكبي ، فقال لي : انهض ، فنهضت فلما رأى ضعفي تحته ، فقال لي اجلس. فجلست فقال : يا علي اصعد منكبي ، فصعدت على منكبيه ثم نهض بي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فقال لي : اذهب إلى صنمهم الأكبر صنم قريش ، وكان من نحاس موتدا بأوتاد من حديد إلى الأرض ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : عالجه والنبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يقول : ايه ايه (جاء الحق وزهق الباطل ، إن الباطل كان زهوقا) الأسراء ١٧ ، ولم أزل أعالجه حتى استمكنت منه ، فقال لي : اقذفه ، فقذفت به وتكسر ونزلت من فوق الكعبة فانطلقت أنا والنبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وخشينا أن يرانا أحد من قريش أو غيرهم. فقال علي : فما صعدته حتى الساعة.
وممن روى هذا الحديث الزمخشري في الكشاف في تفسير قوله تعالى : (وقل جاء الحق وزهق الباطل).
وقد قال الشافعي في هذه الفضيلة الشريفة :
قيل لي : قل في علي مدحا |
|
ذكره يخمد نارا موصدة |
قلت : لا أقدم في مدح امرء |
|
ضل ذو اللب إلى أن عبده |
والنبي المصطفى قال لنا |
|
ليلة المعراج لما صعده |
وضع الله بظهري يده |
|
فأحس القلب مما برده |
وعلي واضع أقدامه |
|
في محل وضع الله يده |
(١) راجع : كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص ٢٩٩ ، فرائد السمطين ج ١ ص ٨٨ ح ٦٧ و ص ٩٠ ، العذير للأميني ج ٢ ص ٣١٥.
(٢) فقد روى المؤرخون في غزوة الخندق أنه :
خرج عمرو بن ود يوم الخندق فنادى من يبارز فقام علي ـ عليه السلام ـ فقال : أنا له يا نبي الله ، فقال له : اجلس إنه عمرو ، ونادى عمرو ألا رجل ، وهو يؤنبهم ويقول : أين جنتكم التي تزعمون أنه من قتل منكم دخلها أفلا تبرزون إلي رجالا ، فقام علي ، فقال : يارسول الله أنا له ، فقال : إنه عمرو وقال : وإن كان عمرو فأذن له رسول الله فمشى إليه حتى أتاه وهو يقول :
لا تعجلن فقد أتاك مجيب |
|
صوتك غير عاجز |
ذو نية وبصيرة |
|
والصدق منجي كل فائز |
إني لأرجو أن أقيم عليك |
|
نائحة الجنائز |