المناظرة السابعة والعشرون
مناظرة هشام مع أبي عبيدة المعتزلي (١)
قال أبو عبيدة المعتزلي لهشام بن الحكم : الدليل على صحة معتقدنا وبطلان معتقدكم كثرتنا (٢) وقلتكم ، مع كثرة أولاد علي
__________________
ح ٤٩٠ ، الأصول من الكافي ج ١ ص ١٦٩ ح ٣ ، علل الشرائع ج ١ ص ١٩٣ ح ٢ ب ١٥٢ ، بحار الانوار ج ٢٣ ص ٦ ح ١١.
(١) هو : معمر بن المثنى التميمي ، أبو عبيدة مولاهم البصري النحوي ، ولد سنة ١٢٠ ه له مصنفات كثيرة ومعروفة منها : مجاز القرآن ، غريب الحديث ، مقتل عثمان ، كتاب اخبار الحجاج ، روى عن جماعة منهم هشام بن عروة وابو عمرو بن العلاء وغيرهم. وروى عن جماعة منهم اسحاق بن ابراهيم الموصلي وغيرهم واختلفوا في سنة وفاته. راجع : سير اعلام النبلاء ج ٩ ص ٤٤٥ ترجمة رقم : ١٦٨ ، تهذيب الكمال ج ٢٨ ص ٣١٦ ترجمة رقم : ٦١٠٧ ، تاريخ بغداد ج ١٣ ص ٢٥٢.
(٢) الكثرة والجماعة ليست ميزانا ومقياسا لأهل الحق بل وجدنا الكثرة في موارد كثيرة من كتاب الله تعالى هي المذمومة ، والقلة هي الممدوحة ومن ذلك قوله تعالى :
(وما آمن معه الا قليل). سورة هود : الاية ٤٠.
(وقليل من عبادي الشكور). سورة سبا : الاية ١٣.
(ما فعلوه الا قليل منهم). سورة النساء : الاية ٦٦.
(واكثرهم لا يعقلون). سورة المائدة : الاية ١٠٣.
(ولكن اكثر الناس لا يعلمون). سورة الاعراف : الاية ١٨٧.
(ولكن اكثر الناس لا يؤمنون). سورة غافر : الاية ٥٩.
(واكثرهم للحق كارهون). سورة المؤمنون : الاية ٧٠.
فلا يضر المرء كثرة الناس إذا كان على حق وصواب ولا يستوحش من الحق لقلة سالكيه