المناظرة الحادية والثلاثون
مناظرة مؤمن الطاق (١) مع ابن أبي خدرة
عن الأعمش قال : اجتمعت الشيعة والمحكمة (٢) عند أبي نعيم النخعي بالكوفة ، وأبو جعفر محمد بن النعمان مؤمن الطاق حاضر.
فقال ابن أبي خدرة : أنا أقرر معكم ـ أيتها الشيعة ـ أن أبا بكر أفضل من علي وجميع أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ بأربع خصال لا يقدر على دفعها أحد من الناس ، هو ثان مع رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ في بيته مدفون ، وهو ثاني اثنين معه في الغار ، وهو ثاني اثنين صلى بالناس آخر صلاة قبض بعدها رسول الله ـ ، صلى الله عليه وآله ـ ، وهو ثاني اثنين الصّديق من الأمّة.
__________________
(١) مؤمن الطاق : هو محمد بن علي بن النعمان بن ابي طريفة البجلي ، مولى الأحول ، أبو جعفر ، كوفي ، صيرفي ، يلقب مؤمن الطاق ، وصاحب الطاق ، وكان كثير العلم حسن الخاطر ، سمي بالطاق لانه كان دكانه في طاق المحامل بالكوفة ، وله حكايات كثيرة مع ابي حنيفة ، عد من اصحاب الصادق والكاظم ـ عليهما السلام ـ ، توفي في رجب سنة ٣٧٤.
راجع : رجال النجاشي ص ٣٢٥ ، رقم : ٨٨٦ ، رجال الطوسي ص ٣٠٢ رقم : ٣٥٥ و ص ٣٥٩ رقم : ١٨ ، سير أعلام النبلاء ج ١٠ ، ص ٥٥٣ رقم : ١٨٧ ، الكنى والالقاب ج ٢ ص ٤٢٨.
(٢) المحكمة الأولى أو المحكمية : اول فرقة من الخوارج انحازوا إلى حروراء بعد رجوع علي ـ عليه السلام ـ من صفين إلى الكوفة ، وهم يومئذ اثنا عشر ألفا ، وزعيمهم عبد الله بن الكواء وشبث بن ربعي ، كان دينهم تكفير علي وعثمان وأصحاب الجمل وأصحابه والحكمين ، ثم إنهم جوزوا ان تكون الامامة في غير قريش. معجم الفرق الاسلامية ص ٢١٤ ، الملل والنحل للشهرستاني ج ١ ص ١٠٦.