وأنصفوه كان كان هو الغالب ، ولو لم يفعل وجبت الحجة عليه لأنه من كان له حق فدعي إلى أن يناظر فيه أجاب ، فإن ثبت له الحجة سلم الحق إليه وأعطيه فإن لم يفعل بطل حقه وأدخل بذلك الشبهة على الخلق ، وقد قال ـ عليه السلام ـ يومئذ : اليوم أدخلت في باب إنصفت فيه وصلت إلى حقي ، يعني أن أبا بكر استبد بها يوم السقيفة ولم يشاوره.
قال : فلم زوج عمر بن الخطاب ابنته؟
قال : لإظهار الشهادتين وإقراره بفضل رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وأراد بذلك استصلاحه وكفه عنه ، وقد عرض لوط ـ عليه السلام ـ بناته على قومه وهم كفا ليردهم عن ضلالتهم ، فقال : (هولاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي أليس منكم رجل رشيد) (١). (٢)
__________________
لسان الميزان ج ٢ ص ١٥٦ ـ ١٥٧ ط ١ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٦ ص ١٦٧ ـ ١٦٨ ، الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص ١٣٤ ـ ١٤٥.
(١) سورة هود : الاية ٧٨.
(٢) الفصول المختارة ص ٤١ ، بحار الانوار ج ١٠ ص ٣٧٣ ح ٥.