وأخبرني يا أبا الهذيل ، عن عمر لما طعين ، دخل عليه عبد الله بن عباس ، قال : فرأيته جزعا.
فقلت : يا أمير ، ما هذا الجزع؟
قال : يا بن عباس ، ما جزعي لأجلي ولكن جزعي لهذا الأمر من يليه بعدي.
قال : قلت : ولها طلحة بن عبيد الله.
قال : رجل له حدة ، كان النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ يعرفه فلا أولي أمر المسلمين حديدا.
قال : قلت : ولها زبير بن العوام.
قال : رجل بخيل ، رأيته يماكس امرأته في كبة من غزل ، فلا أولي أمور المسلمين بخيلا.
قال : قلت : ولها سعد بن أبي وقاص. قال : رجل صاحب فرس وقوس ، وليس من أحلاس الخلافة.
قال : قلت : ولها عبد الرحمن بن عوف.
قال : رجل ليس يحسن ان يكفي عياله.
قال : قلت : ولها عبد الله بن عمر.
فاستوى جالسا ، ثم قال : يا بن عباس! ما الله أردت بهذا أولي رجلا لم يحسن أن يطلق امرأته؟!
__________________
ان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ مات وهو راض عن هذه الستة من قريش : علي ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير ، وسعد ، وعبد الرحمن بن عوف؟!!
راجع : شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج ١ ص ١٨٥ (في قصة الشورى) ، تاريخ الطبري ج ٤ ص ٢٢٧ ، الكامل في التاريخ ج ٣ ص ٦٥.