قال ابن ماسويه : التين الرطب أقل حرارة ويبساً من اليابس وهو أحمد الفاكهة .
ويجلو المثانة والكلى ويخرج ما فيها من الفضول وليس شيء من الفاكهة أغذى منه ، وهو أقل الفاكهة نفخاً (١) .
وينبغي أن يُجتنب أكله وأكل جميع الفواكه فجاً إلا بعد نضجها .
وهو جلاء للكبد (٢) والطحال ، والرطب أحمد من اليابس ، والأبيض أصلح للأَكل من الأسود ، والأسود للأَدوية أحمدُ من الأبيض .
قال الرازي : اليابس منه جيد للمبرودين ولوجع الظهر وتقطير البول ويسخن الكلى وينعظ ويخرج ما في الصدور والرئة ويلين البطن ويدفع الفضول المعفنة في المسام (٣) حتى ان كثيراً ما يتولد في مُدمِن آكله القمل الكثير ؛ ولذلك ينبغي إذا أحدث فيه ذلك أن يدمن التعرق في الحمام ودلك البدن فيه بالبورق ودقيق الحمص ويبدل الثياب عن قريب .
وإذا أُخذ بالجوز المقشر من قشره كان غذاء حميداً مُطلقاً للبطن كاسراً للرياح نافعاً لمن يعتاده القولنج ووجع الظهر والورك (٤) وأجوده أنضجه وأحلاه وأعسله .
وأما الفج الحشف (٥) منه فإنه أكثر نفخاً وأعسر خروجاً من البطن .
قال ابن البيطار : يقوي على حبس البول ويفتح مجاري الغذاء إذا أُكل على الريق (٦) . وخاصة مع الجوز .
______________________
(١) راجع انتفاخ المعدة والامعاء بالغازات في حرف النون .
(٢) راجع الكبد في حرف الكاف .
(٣) المسام : المنافذ التي يجري منها العرق ، ولا واحد لها من لفظها . ( مفتاح الطب ) .
(٤) الورك : ما فوق الفخذ . ( فقه اللغة ) .
(٥) حشف حشفاً : يبس وتقبَّضَ .
(٦) الريق بالكسر : ماء الفم ، يقال إِني على الريق أي لم آكل ولم أشرب بعدُ شيئاً .
( دائرة معارف الأعلمي : ج ١ ص ١٤٥ )