مثل : أنّهم أولاد بغايا ، وأنّه ليس عندهم من الحق والملّة الحنيفيّة أصلا وأنّهم أعداء
الله وأعداء رسوله صلىاللهعليهوآله وأعداء الأئمة عليهمالسلام وأنّ إجراء أحكام الإسلام فيهم لأجل التقيّة والمداراة
وإبقاء الشيعة وأمثال ذلك؟! وإلّا ففي الحقيقة هم كفّار يعامل معهم
صاحب الأمر ـ عجّل الله تعالى فرجه ـ عند ظهوره معاملة الكفّار ، وأنّ حالنا معهم
إلى زمان ظهوره عليهالسلام حال أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآله في مكّة ، في بدء أمرهم مع الكفّار إلى زمان تسلّط
الرسول صلىاللهعليهوآله في الجزية ومقاتلته.
وبالجملة ،
بورود هذه الأمور في شأنه وأشدّ منها ، كيف يبقى تأمّل في أنّ لهم حرمة تمنع عن
الغيبة؟! بل ربّما يحصل القطع بخلاف ذلك ، سيّما بملاحظة قوله تعالى ( لَحْمَ أَخِيهِ ) وكذا قوله صلىاللهعليهوآله في آخر الرواية الّتي رواها عن « الفقيه » : « ومن
اصطنع إلى أخيه معروفا » مع أنّه في صدرها قال : « من اغتاب مسلما » ، إذ يظهر أنّ
المراد من المسلم هو المؤمن ، واستعماله فيه في غاية الكثرة ، والقرينة واضحة إن
قلنا بكونه ظاهرا في المعنى الأعم ، وإلّا ففيه أيضا تأمّل ، لنهاية كثرة
الاستعمال في كلّ واحد منهما في الأخبار ، وكذا الحال عند المتشرّعة ، بل ربّما
يظهر أنّ الشيعة كانوا يقعون فيهم على سبيل الشيوع والتداول ، بل
__________________