إن قلت : إنّ ذلك وإن أثبته هؤلاء ، فقد أنكره غيرهم ، على أنّه لو ثبت لكان قرآنا والقرآن لا يثبت بالآحاد.
قلت : الجواب عن الأوّل أنّ المثبت يقدّم على النافي ، إذ قد يخفى على إنسان ما يظهر لغيره ، ولأنّه فيه صيانة للمسلم الظاهر العدالة عن الكذب ، وعن الثاني أنّه إذا لم يثبت قرآنا فما المانع أن يثبت به الحكم ، ونحن نقنع بخبر الواحد
__________________
قوله « حَتّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ » و « فرغ ».
والوجه الرابع أن يكون الاختلاف في الكلمة بما يغير صورتها في الكتاب ولا يغير معناها نحو قوله « ان كانت الا زقية واحدة » و « صيحة » و « كالصوف المنفوش » و « كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ».
والوجه الخامس أن يكون الاختلاف في الكلمة بما يزيل صورتها ومعناها نحو قوله « وطلع منضود »
في موضع « وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ » والوجه السادس ان يكون الاختلاف بالتقديم والتأخير نحو قوله « وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ » وفي موضع آخر « وجاءت سكرة الحق بالموت ».
والوجه السابع أن يكون الاختلاف بالزيادة والنقصان نحو قوله « وما عملت أيديهم » « وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ » ونحو قوله « إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ » و « ان الله الغنى الحميد » وقرأ بعض السلف : « ان هذا أخي له تسع وتسعون نعجة أنثى » و « ان الساعة آتية أكاد أخفيها من نفسي فكيف أظهرها لكم ».
ثم قال : وكل هذه الحروف كلام الله نزل به الروح الأمين على رسول الله صلىاللهعليهوآله ونقله ابن الجزري في كتابه النشر في القراءات العشر ج ١ ص ٢٧ بعد نقله نظيره عن ابى الفضل الرازي واستحسن ما ذكره ابن قتيبة ، الا انه جعل الأحسن في تمثيله بطلع منضود ، وطلح منضود التمثيل بقوله « بِضَنِينٍ » بالضاد ، و « بظنين » بالظاء ، و « أَشَدَّ مِنْكُمْ » و « أشد منهم ».
ثم قال : انه قد فاته كما فات غيره أكثر أصول القراءات كالادغام والإظهار والإخفاء والإمالة والتفخيم وبين بين المد والقصر وبعض أحكام الهمز على اختلاف أنواعه ، وكل ذلك من اختلاف القراءات وتغاير الألفاظ مما اختلف فيه أئمة القراء ثم قال : ويمكن أن يكون