أحدثوه من القول الباطل الذي هو كفر عظيم وإن لم يعلموا هم أنّه كفر كان ينكره ويجاهدهم على رده بحسب الإمكان ، فيجمع بين طاعة الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في إظهار السنة والدين ، وإنكار بدع الجهمية الملحدين ، وبين رعاية حقوق المؤمنين من الأئمة والأمة ، وإنْ كانوا جهالاً مبدعين ، وظلمة فاسقين.
وقال : من كان في قلبه الإيمان بالرسول وبما جاء به ، وقد غلط في بعض ما ناله من البدع ، ولو دعى إليها فهذا ليس بكافر أصلاً (١) .. لأنّه معذور لجهله أو غفلته فمرفوع عنه القلم إلى أنْ ينتبه كما يقال.
وسئل شيخ سلفي عن التكفير ، فقال : لو فرض أنّ رجلاً دفع التكفير عمَّن يعتقد أنّه ليس بكافر حماية له ، ونصراً لأخيه المسلم لكان هذا غرضاً شرعياً حسناً ، وهو إذا اجتهد في ذلك فأصاب فله أجران ، وإنْ اجتهد فيه فأخطأ فله أجر.
ثم يقول : التكفير إنّما يكون بإنكار ما علم من الدين بالضررة ، أو بإنكار الأحكام المتواترة المجمع عليها.
ويعلق الشيخ سليمان أخيراً بقوله : « فيا عباد الله تنبَّهوا وارجعوا إلى الحق ، وامشوا حيث مشى السلف الصالح ، وقفوا حيث وقفوا ، ولا
___________________
(١) انظر قوله في « الصواعق الإلهية » لسليمان بن عبد الوهاب : ص ١٨.