الإرهاب الخطابي
أما بقية أقسام وأشكال العنف اللساني ، فإنّ قاموس الجماعة اللفظية : هو قاموس من السباب والشتائم تتوزع بكل اتجاه وعلى كل من يخالفهم الرأي. وبالحقيقة أنّك تستغرب ويستولي عليك العجب العجاب من مجرّد سماع أحدهم يتحدث ، فتراه في حديثه حدة وقسوة ، وما من جملة إلا وفيها اتهام أو تكفير أو سباب.
وكأنّ الرجل منهم خريج المراعي القاحلة التي لا يخرج منها إلا النشاز ولا تشمّ منها إلا رائحة عفنة كرائحة الرجيع المقززة ، وتتأسف وتقول : واويلاه على الإسلام وأهله إنْ كان مثل هذه الحثالة يتحدثون باسمه الشريف ويتعاملون مع الناس بأعمال أبناء الشوارع من الشذّاذ الذين لا أب لهم ولا مربي يرعى شؤونهم ويعلمهم أصول التعامل مع الناس.
وقد تتأسف على وقتك ونفسك إذ ما سمعتهم ؛ لأنّ استماعك إليهم أنّك مشتوم أو متهم بالكفر ، أو الشرك ، أو عدم التوحيد.. لأنّك إذا لم تكن معهم فأنت عليهم ، ولذا فحربك واجب وجهادك لابدّ منه.. ولا تظن.. يا عزيزي أنّنا نتحدث عن دوائر الاستكبار العالمية أو المنظمات اليهودية بل نتحدث عن الوهابية وعدائهم للأمة الإسلامية.