سبحانه من هذه الآية وغيرها في القرآن.
فإن قلتم : فهمنا ذلك من الكتاب والسنّة.
قلنا : لا عبرة بمفهومكم ، ولا يجوز لكم ، ولا لمسلم الأخذ بمفهومكم ، فإنّ الأمة مجمعة كما تقدم على أنّ الاستنباط مرتبة أهل الاجتهاد المطلق ، ومع هذا لو اجتمعت شروط الاجتهاد في رجل لم يجب على أحد الأخذ بقوله دون نظر » (١).
فإذا قال أتباع ابن عبد الوهاب أنّهم يأخذون من شيخ إسلامهم ابن تيمية السلفي الأول الذي وصفه ابن بطوطة بالمجنون.. قلنا لهم إنّ إمامكم لا يقول هذا ولا حتّى إمامه الإمام أحمد بن حنبل الذي تقلدونه في بعض الفروع ، قال تقي الدين السبكي في كتابه الإيمان : لم يكفّر الإمام أحمد الخوارج ولا المرجئة ، ولا القدرية ، وإنما المنقول عنه وعن أمثاله تكفير الجهمية ، مع أنّه لم يكفِّر أعيان الجهمية... الذين دعوا إلى قولهم وامتحنوا الناس ، وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة ، ... بل كان يعتقد إيمانهم وإمامتهم ويدعو لهم ، ويرى لهم الائتمام بالصلاة خلفهم والحج ، والغزو معهم ، والمنع من الخروج عليهم بما يراه لأمثالهم من الأئمة ، وينكر ما
___________________
(١) الصواعق الإلهية لسليمان بن عبد الوهاب : ص٦.