وكله الله إلى نفسه ورأيه فهو مأمون عند من يجهله غير المتهم عند من لا يعرفه فما أشبه هؤلاء بأنعام قد غاب عنها رعاؤها ووا أسفى من فعلات شيعتي من بعد قرب مودتها اليوم كيف يستذل بعدي بعضها بعضا وكيف يقتل بعضها بعضا المتشتتة غدا عن الأصل النازلة بالفرع المؤملة الفتح من غير جهته كل حزب منهم آخذ منه بغصن أينما مال الغصن مال معه مع أن الله وله الحمد سيجمع هؤلاء لشر يوم لبني أمية كما يجمع
______________________________________________________
وكله الله إلى نفسه ورأيه » أي بسبب إعراضه عن الحق ، وتركه لأهله « فهو مأمون عند من يجهله » و « غير المتهم عند من لا يعرفه » خبر للموصول ، والغرض بيان أن حسن ظن الناس والعوام بهم إنما هو لجهلهم بضلالتهم وجهالتهم ، ويحتمل أن يكون المراد بالموصول أئمة من قد ذمهم سابقا ، لا أنفسهم « فما أشبه هؤلاء » أي هذه الفرق الضالة المختلفة « بإنعام قد غاب عنها رعاؤها » هي جمع الراعي « ووا أسفا من فعلات شيعتي » أي من تتبعني اليوم ظاهرا « من بعد قرب مودتها اليوم » ظرف للقرب « كيف يستذل بعدي بعضها بعضا » كما تفرقوا عن أئمة الحق ، وتوسلوا بأئمة الجور« وكيف يقتل بعضها بعضا المتشتتة غدا عن الأصل » أي هم الذين يتفرقون عن أئمة الحق ولا ينصرونهم « النازلة بالفرع » أي يتعلقون بالأغصان ، والفروع التي لا ينفع التعلق بها بدون التشبث بالأصل كما أنهم بعد تفرقهم عن الأئمة عليهمالسلام تبعوا كل من ادعى حقا ، وإن لم يكن محقا ، كمختار وأبي مسلم ، وزيد ويحيى ، ومحمد ، وإبراهيم ، وغيرهم « المؤملة الفتح من غير جهته » أي من غير الجهة التي يرجى منها الفتح ، إذ صاروا بعد خروجهم مغلوبين مقتولين ، أو من غير الجهة التي أمروا بالاستفتاح منها ، فإنه كان خروجهم بغير إذن الأئمة عليهمالسلام معصية « كل حزب منهم آخذ بغصن ، أين ما مال الغصن مال معه » أي لتفرقهم عن أئمة الحق صاروا شعبا شتى كل منهم آخذ بغصن من أغصان شجرة الحق بزعمهم ، ممن يدعي الانتساب إلى أهل البيت عليهمالسلام مع تركهم الأصل « مع أن الله وله الحمد سيجمع هؤلاء » أي هؤلاء الأحزاب المتشتتة « لشر يوم لبني أمية »