الصلاة والسلام خطوة
واحدة نحو الفتوحات ، وتوسعة رقعة البلاد الإسلامية ، حتى في أيام خلافته ، بل كان
يهتم بتركيز العقيدة ، وتثبيت المنطلقات والمثل الإسلامية الرفيعة والنبيلة ، ونشر
الفكر القرآني المحمدي الصافي ، وإعطاء خط الإسلام الصحيح للأمة ، وللمتصدين
لإدراة شؤونها على حد سواء .. سواء في نظرتهم ، أو في تعاملهم ومواقفهم ، أو حتى
في مجال تربية أنفسهم ، وتهذيبها ، ما وجد إلى ذلك سبيلاً ..
وقد نوه بذلك عليهالسلام في خطبة له ، فقال : « وركزت فيكم راية
الإيمان ، ووقفتكم على حدود الحلال والحرام الخ .. » .
هذا كله .. عدا عن أنه عليهالسلام كان ـ أيام خلافته منشغلاً بتصفية
الجبهة الداخلية من العناصر الفاسدة ، التي لا تزال تعيش المفاهيم الجاهلية ،
وتريد أن تحكم الأمة ، وتتحكم بمقدراتها ، وتستخدمها في سبيل أهدافها اللاإنسانية
البغيضة ..
٢ ـ وأمر آخر مهم ، لا بد من الإشارة
إليه هنا ، وهو : أن الجهاد الابتدائي يحتاج إلى إذن الأمام العادل .. ونحن نرى : أن أئمة الحق كانوا لا
يرون في الاشتراك في هذه الحروب مصلحة ، بل لا يرون نفس تلك الحروب خيراً : فقد
روي : أن أبا عبد الله الصادق عليهالسلام
قال لعبد الملك بن عمرو :
« يا عبد الملك ، ما لي لا أراك يخرج
إلى هذه المواضع التي يخرج إليها أهل بلادك؟
قال : قلت : وأين؟.
قال : حدة ، وعبادان ، والمصيصة ،
وقزوين!.
فقلت : انتظاراً لأمركم ، والاقتداء بكم.