وكننا قبل أن نشير إلى ذلك ، والى مغزاه ، لا بد من الإجابة على مناقشة طرحها بعض المحققين (١) ، مفادها :
أن الآية لا تدل على أكثر من أن المطلوب هو إخراج أبناء أصحاب هذه الدعوة الجديدة ، كما يدل عليه قوله : « ابناءنا » ، ولم يقل « ابنائي ». وليس في الآية ما يدل على لزوم إخراج ابني صاحب الدعوة نفسه ، فكون الحسنين ابنين لبعض أصحاب الدعوة كاف في الصدق .. انتهى.
أما نحن فنقول في الجواب :
١ ـ إن الإمام علياً عليهالسلام قد استدل بهذه الآية يوم الشورى على أن الله سبحانه قد جعله نفس النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وجعل إبنيه إبنيه ، ونساءه نساءه .. واحتج بها أيضاً الإمام الكاظم عليهالسلام على الرشيد ، واحتج بها أيضاً يحيى بن يعمر ، وكذلك سعيد بن جبير على الحجاج ـ كما سيأتي ـ فلم يكن استدلالهم بأمر تعبدي بحت ، وإنما بظهور الآية ، الذي لم يجد الخصم سبيلاً إلا التسليم به ، والخضوع له ..
٢ ـ لو كان المراد مطلق أبناء أصحاب الدعوة ، لكان المقصود بأنفسنا مطلق الرجال الذين قبلوا بهذا الدين ، وليس ضخص النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقط .. وعليه فقد كان الأنسب أن يقول : « ورجالنا ورجالكم » بدل قوله : « وأنفسنا »
أضف إلى ذلك : أن من غير المناسل أن يقصد من الأنفس شخص النبي ، ثم يقصد من الأبناء والنساء ابناء ونساء رجال آخرين ، إذ الظاهر : أن الأبناء والنساء هم لنفس من أرادهم بقوله : « وأنفسنا » ، فلو كان المقصود بأنفسنا شخص النبي ، وبأبنائنا أبناء الآخرين ، لكان من قبيل قولنا : « إن لم يكن ما أدعيه
__________________
١ ـ هو المحقق البحاثة السيد مهدي الروحاني دام تأييده ..