قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لا تأكلوا في فخارها ولا تغسلوا رءوسكم بطينها فإنه يذهب بالغيرة ويورث الدياثة (١).
بيان ذهاب الغيرة معلوم من سياق قصة العزيز وامرأته كما لا يخفى على المتأمل أقول وقد أثبتنا بعض الأخبار في ذلك في باب آداب الشرب.
٢٦ ـ الكافي ، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن بزيع بن عمر بن بزيع قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام وهو يأكل خلا وزيتا في قصعة سوداء مكتوب في وسطها بصفرة : « قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ » الخبر (٢).
٢٧ ـ المكارم ، قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله يشرب في أقداح القوارير التي يؤتى بها من الشام ويشرب في الأقداح التي تتخذ من الخشب والجلود ويشرب في الخزف (٣).
أقول : وقد مضت رواية عن أمير المؤمنين عليهالسلام في باب آداب الشرب أنه عليهالسلام كان يمنع من شرب الماء في الزجاج الرقيق وهذا كان من غاية زهده عليهالسلام وتركه للملاذ ليتأسى به فقراء شيعته ولا يدل على الكراهة ويظهر من رواية الطبرسي أن الأقداح الشامية التي وردت في روايات المحاسن كانت من قوارير ويومئ إليه قوله صلىاللهعليهوآله هي من أنظف آنيتكم ويحتمل أن يكون الظرف مطلية بالزجاج كما هو الشائع في زماننا في جميع البلاد.
٢٧ ـ الكافي ، عن الحسين بن محمد الأشعري عن المعلى عن أحمد بن محمد عن الحارث بن جعفر عن علي بن إسماعيل بن يقطين عن عيسى بن المستفاد عن موسى بن جعفر عن أبيه عليهماالسلام في حديث طويل قال : لما نزل برسول الله صلىاللهعليهوآله الأمر نزلت الوصية من عند الله كتابا مسجلا ونزل به جبرئيل مع أمناء الله تبارك وتعالى من الملائكة وساق الحديث إلى أن قال فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار ودفعت
__________________
(١) الكافي ٦ : ٣٨٦.
(٢) الكافي ٦ : ٢٩٨.
(٣) مكارم الأخلاق : ٣٢.