اللفظي هو ما تكون معه الإخبارات متّحدة من حيث المدلول المطابقي.
وهنا مراتب للتواتر اللفظي بهذا المعنى ، إذ قد تشترك تمام الإخبارات في التفاصيل ، وعندها يكون المضعف الكيفي أشدّ منه عند ما لا تكون التفاصيل مذكورة في تمام الاخبارات ، ومنشأ الأشدّية واضحة ، إذ كلما كانت التفاصيل متّحدة في تمام الاخبارات أو متقاربة فإنّ القيمة الاحتماليّة لعدم المطابقة تكون أضعف بسبب استبعاد اتّفاق اقتضاء المصالح الشخصيّة لكلّ مخبر للتحفّظ على تفاصيل الخبر.
* * *
٢٥٧ ـ التواتر المعنوي
ويراد منه اتّحاد الإخبارات ـ المتكثرة ـ في المضمون دون الألفاظ ، وبناء على هذا التعريف يكون التواتر المعنوي أحد مراتب التواتر اللفظي بحسب تعريف السيّد الصدر رحمهالله في الحلقة الثالثة ، حيث عرّف التواتر اللفظي باتّحاد الإخبارات في المدلول المطابقي بقطع النظر عن الاتّحاد اللفظي ، واعتبر الاتحاد اللفظي بين الاخبارات المتكثرة أكمل مراتب التواتر اللفظي.
وهناك تعريف آخر للتواتر المعنوي ذكره السيد الصدر رحمهالله وذكره بعض آخر من الأعلام ، وهو اتحاد الاخبارات ـ المتكثّرة ـ في المدلول التضمني أو الالتزامي دون أن يكون بينها اتحاد في المدلول المطابقي.
ويمكن التمثيل لذلك بالإخبارات الكثيرة التي تحدثت عن بطولات الإمام علي عليهالسلام ، فإنّها مختلفة المضامين ، وكلّ واحد منها يحكي موقفا بطوليا مغايرا لما يحكيه الخبر الآخر إلاّ انّها تشترك جميعا في مدلول تضمني أو التزامي واحد وهو شجاعة علي ابن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه.