تنقيح المقال - ج ٢

الشيخ عبد الله المامقاني

تنقيح المقال - ج ٢

المؤلف:

الشيخ عبد الله المامقاني


المحقق: الشيخ محمّد رضا المامقاني
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-383-6
ISBN الدورة:
978-964-319-380-5

الصفحات: ٥٦٠

الأساطين (١).

وأمّا البرقي ؛ ففي كون المراد به هو أحمد بن محمّد بن خالد البرقي (٢) ، أو أبوه : محمّد (٣) ، وجهان ؛ جزم بأوّلهما بعض الأواخر (٤) ، معلّلا بأنّ الابن هو صاحب الكتاب ، وجزم آخر بالثاني ؛ معلّلا بأنّ كثرة نقله في الكتاب عن كتاب سعد بن سعد الأشعري يوهم ذلك ، كما يظهر من ترجمة سعد (٥).

وعبارة منتهى المقال (٦) عند ذكر الرموز لا تعيّن شيئا منهما ، إذ لم يذكر إلاّ

__________________

(١) للشيخ عبد النبي الجزائري في كتابه حاوي الأقوال ١/١١٣ ـ ١١٥ تحت عنوان : العاشر (من فوائده) ، وقال : .. أمره مشتبه .. وله تحقيق رشيق هناك ، فراجعه.

ولاحظ : سماء المقال ١/٩ ـ ٦٥ (المقصد الأوّل) حيث له ترجمة مفصّلة.

(٢) وهي التي جاءت ترجمته مفصّلا في تنقيح المقال ٧/٢٧٣ ـ ٢٩٤ برقم ١٤٦٣ [الطبعة المحققة].

(٣) ذكرت للأب ترجمة مختصرة في خاتمة مقباس الهداية ٤/٧٣ ـ ٧٤ برقم ٦٦ ـ مع جملة مصادر ، وقد ترجمه في تنقيح المقال ٣/١١٣ ـ ١١٤ [الطبعة الحجرية] ، وانظر : مصفّى المقال : ٤٠٥ ـ ٤٠٦.

(٤) لعلّ المقصود به هو : السيد بحر العلوم في رجاله ؛ الفوائد الرجالية ٤/١٥٦ ـ ١٥٧ الفائدة (٣٣) ، فراجع.

(٥) تنقيح المقال ٢/١٣ ـ ١٤ (من الطبعة الحجرية). ولاحظ ما أورده المصنف في خاتمة مقباس الهداية ٤/٧٣ برقم ٦٦ حيث جزم أنّ كتاب الرجال للأب دون الابن.

(٦) منتهى المقال : ٤ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ١/٧].

٢١

أنّ كتاب البرقي (قي) ولم يعيّن أنّ الكتاب للأب أو الابن (١) ، والأمر سهل بعد وثاقة كليهما (٢).

* * *

__________________

(١) الظاهر أنّه لأحمد بن محمّد بن خالد القمي المتوفّى سنة ٣٧٤ ه‌ ، وقد يرمز له نادرا (قل) ، كما أفاده في معجم الرموز والإشارات : ١٥٩ ، وقال الميرزا في الوسيط (من النسخة الخطية عندنا) : .. وللبرقي : (قي) ؛ فإن احتيج إلى الإشارة إلى أبوابه فبمثل ما تقدّم لرجال الشيخ ، لكن بعد (قي).

(٢) أدرج جمع من المتأخّرين جماعة ـ غير ما مرّ ـ ممّن صنّف من المتأخّرين ـ كما صنعه السيّد الأعرجي الكاظمي في عدّته ١/٤٨ ـ وذكروا منهم : ابن شهر آشوب ، وابن طاوس ، وابن داود ، والعلاّمة ، وجماعة من متأخر المتأخّرين كالتفريشي ، والأسترآبادي ، والقهپائي .. وغيرهم.

٢٢

الفائدة الثانية عشرة

إنّه ربّما استعملت عبارات في طيّ هذا الفنّ ينبغي تفسيرها ، وقد فسّرنا جملة وافية منها في مقباس الهداية (*) ، وبقيت عدّة منها لم تذكر هناك.

فمنها :

شرطة الخميس

قال في تاج العروس مازجا بالقاموس (١) : الشّرطة ـ بالضمّ ـ ما اشترطت ، يقال : خذ شرطتك ، نقله الصاغاني ، والشرطة : واحد الشرط ـ كصرد ـ وهم أوّل كتيبة من الجيش تشهد الحرب وتتهيّأ للموت ، وهم نخبة السلطان من الجند .. إلى أن قال : والشرطة ـ أيضا ـ طائفة من أعوان الولاة معروفة ، ومنه الحديث : «الشرط كلاب النار» ، وهو شرطي ـ أيضا ـ في المفرد ، كتركي ،

__________________

(*) قد تعرّضنا لها في المقام الخامس من الفصل السادس. [منه (قدّس سرّه)].

انظر : مقباس الهداية ٣/٩ ـ ٥٤ [الطبعة المحقّقة الاولى].

وقد استوفينا ذكر ما ذكره المصنّف قدّس سرّه هنا في مستدركاتنا على المقباس ، حيث لم نر ثمة وجها للتبعيض. ومن شاء فليلا حظها هناك ، انظر : ٦/٢٦٢ ـ ٢٦٩ مستدرك (٢١٣) [الطبعة المحقّقة الاولى].

(١) تاج العروس ٥/١٦٧ ، ومثله في القاموس المحيط ٢/٣٦٨.

٢٣

وجهني .. أي بسكون الراء وفتحها ، هكذا في المحكم (١) ، وكأنّ الأخير نظر إلى مفرده شرطة ـ كرطبة ـ ، وهي لغة قليلة.

وفي الأساس (٢) ، والمصباح (٣) ، ما يدلّ على أنّ الصواب في النسب إلى الشرطة : شرطي ـ بالضّم وتسكين الراء ـ ردّا إلى واحده ، والتحريك خطأ ؛ لأنّه نسب إلى الشرط (٤) الذي هو جمع .. إلى أن قال : وإنّما سمّوا بذلك ؛ لأنّهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها [اللاعداء] ، قاله الأصمعي ، وقال أبو عبيدة : لأنّهم أعدّوا .. انتهى (٥).

__________________

(١) المحكم في اللغة ٨/١٤ ، قال : والشرطة في السلطان من العلامة والإعداد .. إلى أن قال : والجمع : شرط.

(٢) أساس اللغة : ٣٢٦ (دار صادر).

(٣) المصباح المنير ١/٤٢١.

وقال الكلباسي في رسائله ٣/٣٦ ـ ٣٧ (رسالة في أبي داود) بعد نقل عبارة المصباح : أقول : إنّ مقتضى عبارة المصباح أنّ الشرط يستعمل تارة في مقدمة الجيش ـ وهو معروف ـ واخرى في نفس الجيش ، وثالثة في بعض أعوان السلطان ..

ومقتضى عبارة المجمع إنّ الشرط يستعمل تارة ـ زيادة على المعاني الثلاث ـ في أول الكتيبة .. أي طائفة من الجيش تحضر الحرب. ثمّ قال : ولا يصح قول التفرشي في النقد [٣/١٥٢ برقم (٤٢٤)] : إنّ الشرط طائفة من الجيش ، بل هي مقدمة الجيش لا مطلق الطائفة منه.

(٤) كذا ، ولعلّه : شرطي ـ بالسكون ـ ردا إلى واحده ، وفي المصباح : والشرط ـ على لفظ الجمع ـ أعوان السلطان.

(٥) أي كلام تاج العروس.

٢٤

وقيل (١) : إنّهم سمّوا بذلك ؛ لأنّهم يهيّأون أنفسهم لدفع الخصم ، من الشّرط بمعنى التهيؤ (٢).

وقال في النهاية الأثيريّة (٣) : الخميس : الجيش ، سمّي به ؛ لأنّه مقسوم خمسة

__________________

وفي الاقتضاب ١/١٥٩ ـ تحت عنوان كاتب الشرطة ـ قال : .. وإنّما اشتقّ له اسم الشرطة من زيّه ، وكان من زيّ أصحاب الشرطة نصب الأعلام على مجالس الشرطة ، والأشراط هي الأعلام ، ومنه قيل : أشراط الساعة .. أي علاماتها ودلائلها. ومنه سمّي الشرط : شرطا ؛ لأنّ لهم زيّا يعرفون به.

(١) قاله الوحيد البهبهاني رحمه اللّه في تعليقته على منهج المقال : ٢١٤ ، وزاد عليه ـ أيضا ـ : وشرطة الخميس أعيانه ، من الشرطة وهي العلامة ؛ لأنّهم لهم علامة يعرفون بها.

وقال في القاموس المحيط ٢/٣٦٨ : .. وطائفة من أعوان الولاة ؛ سمّوا بذلك ؛ لأنّهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها ، ومثله قال الزمخشري في الفائق ٢/٢٣٨ : يقال أشرط نفسه لكذا : إذا أعلمها له وأعدّها .. فحذف المفعول ، وللشرطة : نخبة الجيش التي تشهد الواقعة أوّلا ... سمّوا بذلك ؛ لأنّهم يشرطون أنفسهم للهلكة.

(٢) قاله الطريحي في مجمع البحرين ٤/٦٧ ، وحكاه عن المجمع في سفينة البحار ٤/٤١٨.

وفي مجمع البحرين ٤/٢٥٧ قال ـ أيضا ـ : والشرط ـ بالسكون والفتح ـ الجند ... وصاحب الشرط ؛ يعني الحاكم.

قال في لسان العرب ٩/٢٠٣ : وأشراط الشيء : أوائله ، ومنه أشراط الساعة.

(٣) النهاية لابن الأثير ٢/٧٩. وقال الجزري في النهاية ٢/٢١٣ ـ وحكاه العلاّمة المجلسي في بيانه في بحار الأنوار ٤٢/١٥١ ـ : شرط السلطان : نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيره من جنده ، ثمّ قال : الشرطة : أول طائفة من الجيش تشهد الواقعة.

٢٥

أقسام : المقدّمة ، والساق ، والميمنة ، والميسرة ، والقلب (١).

وقيل : لأنّه تخمّس فيه الغنائم. والشّرطة : أوّل طائفة من الجيش تشهد الواقعة. انتهى (٢).

وقيل : سمّوا به ؛ لأنّهم يشترطون على الإمام ، كما اشترط علي عليه السلام الجنّة لهؤلاء (٣).

__________________

(١) إلى هنا جاء في بيان العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ٤٢/١٥٢.

ونقل العلاّمة المجلسي رحمه اللّه عن والده التقي في تهذيب الأخبار ١٠/٢٤٠ ذيل حديث ٨٢ : إنّ الشرط هم الأقوياء الذين يتقدمون الجيش ، فهم أخص من المقدمة ، كأنّهم شرطوا أن لا يرجعوا حتّى يفتحوا أو يقتلوا.

(٢) حكاه ـ أيضا ـ في مجمع البحرين ٤/٦٧.

(٣) أقول : شرطة الخميس : منصب من مبتدعات العرب ـ على حد قول العلاّمة الأميني في غديره ٢/٧١. وقال الكلبي في كتاب جمهرة النسب : ٤٣٨ [٢/١٤٥ طبعة دمشق] ، في عفاق ابن المسيح بن بشر بن أسماء : .. كان على شرطة الخميس مع علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه .. ثمّ قال : وكانوا يعرضون يوم الخميس ، أو يجمعون يوم الخميس .. وعليه ؛ فلا يكون المراد من الخميس : الجيش.

وقال أبو جعفر البغدادي في كتابه المحبر : ٣٧٣ ـ ٣٧٧ تحت عنوان : أصحاب شرط الخلفاء : أوّل من اتخذ صاحب شرط عثمان بن عفان ، وكان على شرطه عبد اللّه بن قنفذ التيمي من قريش على العدوي [كذا] وما أشبهها ، ولا يسار بين يديه بحربة ولا جماعة للشرط ، وكان صاحب شرط علي بن أبي طالب [عليه السلام] : معقل بن قيس الرياحي ، وصاحب شرط معاوية .. إلى آخره ، وعدّد شرط خلفاء بني امية وبني العباس.

٢٦

وقد كانت شرطة الخميس في زمان أمير المؤمنين عليه السلام خمسة آلاف رجل ، أو ستّة آلاف (١).

وقد قيل للأصبغ بن نباتة (٢) ـ الذي هو من الشّرطة ـ : كيف سمّيتم شرطة الخميس يا أصبغ؟

فقال : إنّا ضمنّا له ـ أي لأمير المؤمنين عليه السلام ـ الذبح ، وضمن لنا الفتح (٣).

__________________

(١) كما قال في بحار الأنوار ٤٢/١٥١ حديث ١٨ ، حيث رواه عن رجال الكشي : ٦ [ذيل حديث ١٠] ، وفيه : رجلا أنصاره عليه السلام.

وحكي عن ابن مسعود ـ كما في بحار الأنوار ٤٢/١٥١ ـ قوله : وتشرط شرطة للموت : لا يرجعون إلاّ غالبين.

وانظر ما جاء في الصحاح ٢/٣٦٨ ، وتاج العروس ٤/١٣٩ ـ ١٤٠ ، ولسان العرب ٩/٢٠٢ ـ ٢٠٣ ، والنهاية ٢/٢١٣ ، وسفينة البحار ٦/٨٥ عنه .. وغيرها.

(٢) كما جاء في الاختصاص : ٦٥ ، وحكاه عنه في بحار الأنوار ٤٢/١٨٠ ـ ١٨١ حديث ٣٧ ، ومجمع البحرين ٤/٢٥٨ ، وسفينة البحار ٤/٤١٨ ، وقد جاء بلفظه في اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) : ١٠٣ برقم ١٦٥.

(٣) جاء في كتاب صفين لنصر بن مزاحم : ٤٠٦ : .. فقام إليه الأصبغ بن نباتة التميمي ، فقال : يا أمير المؤمنين! إنك جعلتني على شرطة الخميس ، وقدّمتني في الثقة دون الناس ..

وروى في بحار الأنوار ٣٢/٥١٢ ، وعن الاختصاص : ٦٠ (طبعة النجف الأشرف) ، وعنه في بحار الأنوار ٣٤/٢٨٠ برقم (١٠٢٣) : الأصبغ بن نباتة كان من شرطة الخميس وكان فاضلا.

انظر : مستدرك مقباس الهداية ٦/١٥٥ ـ ١٥٩ [الطبعة المحقّقة الاولى].

٢٧

وفي البحار (١) عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : «كانوا شرطة الخميس ستّة آلاف رجل (٢) أنصاره عليه السلام».

محمّد بن الحسين (٣) ، عن محمّد بن جعفر ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه ، قال : قال علي بن الحكم : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام الذين قال لهم : «تشرّطوا ، فإنّي (٤) أشارطكم على الجنّة ، ولستم (٥) أشارطكم على ذهب ولا فضّة ، إنّ نبيّنا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال لأصحابه (٦) : «تشرطوا فإنّي لست أشارطكم إلاّ على الجنة» (٧) ، [وهم :] سلمان الفارسي ، والمقداد ، وأبو ذرّ الغفاري ، وعمّار بن ياسر ، وأبو سنان (٨) و [أبو] عمرو الأنصاريان ، وسهل البدري (٩) ، وعثمان بن حنيف الأنصاري ، وجابر بن

__________________

(١) بحار الأنوار ٣٤/٢٧١ [الحجرية ٨/٧٢٥] ، وقد رواه عن الاختصاص : ٢ (المقدمة) عن أبي عبد اللّه عليه السلام .. ومثله في رجال البرقي : ٣ ، وحكاه في تكملة الرجال ١/٤٩٤ عن بحار الأنوار.

(٢) إلى هنا نصّ عليه البرقي في رجاله : ٣.

(٣) لا زال الكلام للاختصاص : ٢ ـ ٣ .. وعنه في بحار الأنوار ، وعن الأخير في تكملة الرجال ١/٤٩٤ ـ ٤٩٥.

(٤) في الاختصاص : فإنا .. وكذا في التكملة.

(٥) كذا ، والظاهر : ولست .. وهو الذي جاء في الاختصاص والتكملة.

(٦) في رجال البرقي هنا زيادة : فيما مضى.

(٧) إلى هنا نقله البرقي في رجاله : ٣.

(٨) كذا ، وفي المصدر : وأبو ساسان .. وهو الصواب.

(٩) في الاختصاص : بدري ـ بدون ألف ولام ـ.

٢٨

عبد اللّه الأنصاري.

وفي البحار (١) ـ أيضا ـ عن جعفر بن الحسين ، عن محمّد بن جعفر المؤدب ، قال : .. قال أمير المؤمنين عليه السلام لعبد اللّه بن يحيى (٢) : «أ بشر يا (٣) بن يحيى (٤)! فأنت وأبوك (٥) من شرطة الخميس (٦) ، سماّكم اللّه به في السماء» (٧).

__________________

(١) بحار الأنوار ٣٤/٢٧٤ و ٤٢/١٥١ حديث ١٨ عن الكشي ، وجاء في الاختصاص : ٦ ، ورجال العلاّمة الحلّي رحمه اللّه : ١٠٤ ، وقد أخذها الجدّ من اختيار معرفة الرجال : ٤ [المحقّقة : ٦ برقم (١٠)].

(٢) كذا في الاختصاص ، وفي بحار الأنوار : بن نجي ، ولعلّه تصحيف ، وفي بحار الأنوار زيادة هنا : الحضرمي ، يوم الجمل ..

(٣) لا توجد : (يا) في رجال الكشي.

(٤) في بحار الأنوار : يابن نجي ، ولعلّه تصحيف.

(٥) في رجال الكشي والبرقي : فإنك وأباك ..

(٦) في رجال الكشي والبرقي وبحار الأنوار زيادة هنا : «.. حقا ، ثمّ قال : لقد أخبرني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس ، واللّه سماّكم : شرطة الخميس على لسان نبيه صلّى اللّه عليه وآله» ..

انظر : رجال البرقي : ٣ ـ ٤.

(٧) ثمّ قال في بحار الأنوار : وذكر أنّ شرطة الخميس كانوا ستة آلاف رجل أو خمسة آلاف.

وقريب منه ما حكاه في منتهى المقال : ١٩٥ [الطبعة المحقّقة ٤/٢٥٤ ـ ٢٥٥ برقم (١٨١٧)] ، وسفينة البحار ٤/٢٩٩ ، والكل أخذه من اختيار معرفة الرجال : ٦ برقم ١٠ ، ولاحظ : تعليقة الوحيد على منهج المقال : ٢١٤ (الطبعة الحجرية).

٢٩

وفيه (١) أيضا : كان الأصبغ بن نباتة من شرطة الخميس ، وكان فاضلا (٢).

وعن أبي الجارود (٣) ، قال : قلت للأصبغ بن نباتة : ما كان منزلة هذا الرجل ـ يعني أمير المؤمنين عليه السلام ـ فيكم؟ فقال : ما أدري ما تقول؟! إلاّ أنّ سيوفنا كانت على عواتقنا ، فمن أومى إليه (٤) ضربناه بها (٥) ..

__________________

(١) بحار الأنوار ٣٢/٥١٢ ، و ٣٤/٢٨٠ برقم (١٠٢٣) ، وقد رواه عن الاختصاص : ٦٥ [طبعة النجف : ٦٠].

وقد حكاه الكاظمي عن الأوّل في تكملة الرجال ١/٤٩٥.

(٢) جاء في وقعة صفين لنصر بن مزاحم : ٤٠٦ ـ في حديث ـ : .. فقام إليه الأصبغ بن نباتة التميمي ، فقال : يا أمير المؤمنين! إنك جعلتني على شرطة الخميس ، وقدّمتني في الثقة دون الناس ، وإنك اليوم لا تفقد لي صبرا ولا نصرا .. إلى آخره ممّا يظهر منه أنّه كان المقدم من الشرطة .. وهو أهل لذلك.

وانظر : ترجمته في تنقيح المقال ١/١٥٠ الحجرية [١١/١٢٧ ـ ١٤٠ برقم (٢٥٩٣) من الطبعة المحقّقة] ، ومنتهى المقال : ٦٠ [الطبعة المحقّقة ٢/١٠٢ ـ ١٠٤ برقم (٤٠١)] .. وغيرهما.

(٣) كما في الاختصاص : ٦٥ باختلاف يسير.

أقول : وجاءت هذه الرواية ـ أيضا ـ في رجال الكشي : ١٠٣ برقم ١٦٥ ، عن الأصبغ نفسه ـ ولم يذكر أبا الجارود ـ قال : قلت له : كيف سمّيتم شرطة الخميس يا أصبغ!؟ قال : إنّا ضمنّا له الذبح وضمن لنا الفتح .. يعني أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه).

(٤) في المصدر : إلينا ، وما هنا جاء في رجال الكشي ، وفي الاختصاص : ومن أومأ إليه ..

(٥) لا توجد (بها) في الاختصاص ، كما لم يذكر ما جاء بعده فيه ، ومنه يظهر أنّ المصنف قدّس سرّه رواه عن رجال الكشي. وإلى هنا تمّ كلام الكشي هنا من حديث ١٦٤.

٣٠

وكان يقول لنا : «تشرّطوا .. تشرّطوا (١) فو اللّه! ما اشتراطكم لذهب ولا فضّة (٢) ، ولا (٣) اشتراطكم إلاّ للموت ، إنّ قوما من قبلكم في بني إسرائيل تشارطوا فيما (٤) بينهم فما مات أحد منهم حتّى كان نبي قومه ، أو نبي قريته (٥) .. وإنّكم لبمنزلتهم غير أنّكم لستم أنبياء (٦)».

وفي هذا ونحوه من الأخبار دلالة على مدح عظيم لشرطة الخميس ، بل يأتي

__________________

(١) لم ترد : تشرطوا ـ التالية ـ في رجال الكشي حديث ٥.

(٢) ومثله جاء في رجال البرقي : ٣ ، وفيه : «تشرطوا ؛ فإنّما أشارطكم على الجنة ، ولست أشارطكم على ذهب ولا فضة إنّ نبيّنا (صلّى اللّه عليه وآله) قال لأصحابه فيما مضى : «تشرطوا ؛ فإني لست أشارطكم إلاّ على الجنة».

وقريب منها ما رواه البرقي في رجاله : ٤ بإسناده : .. عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد ابن جعفر ، عن أحمد بن عبد اللّه ، قال : قال علي بن الحكم : أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) الذين قال لهم : «تشرطوا ؛ فإني أشارطكم على الجنة ولستم [كذا] أشارطكم على ذهب وفضة».

(٣) في المصدرين : وما ، بدلا من : ولا ، وهو الظاهر.

(٤) لا توجد : فيما ، في رجال الكشي.

(٥) في بحار الأنوار والكشي زيادة : أو نبي نفسه.

(٦) في رجال الكشي : بأنبياء. أقول : إلى هنا جاء في اختيار معرفة الرجال : ٥ برقم ٨ ، باختلاف يسير أشرنا لبعضه .. وعنه في بحار الأنوار ٤٢/١٥٠ ـ ١٥١ باختلاف يسير أيضا.

وعلّق عليه المرحوم الدربندي في رجاله : ٦٦ (من النسخة الخطية) بقوله : ودلالته على التوثيق في غاية الوضوح.

٣١

إن شاء اللّه تعالى في ترجمة عبد اللّه بن يحيى الحضرمي (١) نقل استفادة المولى الوحيد (٢) من بعض هذه الأخبار عدالة عبد اللّه ، وأبيه يحيى.

وقد روى (٣) جعفر بن الحسين ، عن محمّد بن جعفر المؤدّب أنّ في لأركان من التابعين : عبد اللّه بن يحيى ، وأنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال له : «أبشر يابن يحيى! (٤) ، فأنت وأبوك من شرطة الخميس ، سماّكم اللّه به في السماء» (٥).

وعدّ في خبر (٦) من جملة شرطة الخميس : سلمان الفارسي ، والمقداد ، وأبا ذرّ

__________________

(١) تنقيح المقال ٢/٢٢٣ [الطبعة الحجرية] ، ولاحظ : منتهى المقال : ١٩٥ [الطبعة المحقّقة : ٤/٢٥٤ ـ ٢٥٥ برقم (١٨١٧)] ، وسفينة البحار ١/٦٩٥ الحجرية [الحروفية ٤/٤١٨] ، ورجال البرقي : ٣ و ٤ ، ورجال الكشي : ٦ برقم ١٠ ، وريحانة الأدب ٢/٣٠٤ .. وغيرها. وفي الخلاصة : ١٩٢ : الجرحي.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني على منهج المقال : ٢١٤ .. وتابعه عليه جمع ، فراجع.

(٣) هذه الرواية هي التي سلفت مع مصادرها الآن ولا وجه لتكرارها.

(٤) حكى في بحار الأنوار عن الاختصاص : يابن نجي ، وهو تصحيف ، وقد سلف.

(٥) قاله العلاّمة في الخلاصة : ١٠٤ برقم ٨ باختلاف ، وفيه : «واللّه سماّكم في السماء : شرطة الخميس على لسان نبيه محمّد صلّى اللّه عليه وآله».

(٦) جاء في رجال البرقي : ٤. والمهم في هذه اللفظة البحث في أنّ من وسم بها ، هل يكون أمارة على توثيقه أو مدحه ..؟ بكل قائل ، والأخير هو الأصح ؛ لأنّه القدر المتيقن في المقام ، وذلك للأخبار المستفيضة ، بل في حد التواتر ـ على حدّ قول الدربندي في كتابه القواميس : ٦٦ ـ خطي ـ

٣٢

الغفاري ، وعمّار بن ياسر ، وأبا سنان وعمرو الأنصاريين (١) ، وسهل البدري وعثمان ابني حنيف الأنصاري (٢) ، وجابر بن عبد اللّه الأنصاري (٣).

__________________

في مدح المتصف بها والثناء عليه.

ولذا ذهب هو رحمه اللّه في رجاله : ٦٠ إلى قوله : ثمّ لا يخفى عليك أنّ الأخبار الواردة في شأن المتصفين بكونهم شرطة الخميس ممّا يفيد عدالتهم ، بل شيئا فوق العدالة ، كما لا يخفى على المتدبر في فقه تلك الأخبار ، بل يمكن أن يقال : إنّ شأن هؤلاء لا ينقص عن شأن جمع من السفراء والوكلاء.

(١) في رجال البرقي : وأبو سنان وأبو عمرة و..

(٢) في رجال البرقي : وسهل وعثمان ابنا حنيف الأنصاريان.

(٣) قد عدّ من شرطة الخميس ـ بل لعلّه من رؤوساءهم ـ ؛ الأصبغ ابن نباتة ؛ حيث يخاطب أمير المؤمنين عليه السلام بقوله : يا أمير المؤمنين! إنّك جعلتني على شرطة الخميس وقدّمتني في الثقة دون الناس ، وإنك اليوم .. إلى آخره.

أقول : منهم : ثعلبة بن عمرو بن محض أبو عمرة الأنصاري.

ومنهم : نعيم بن دجاجة ؛ وله قصة أوردها الثقفي في الغارات ١/٧١ ـ حكاه عنه العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ٣٤/٣١٥ ـ ٣١٧ برقم ١٠٩٣ ـ ، فراجعها.

ومنهم : عبد اللّه بن أسيد الكندي ؛ وكان من شرطة الخميس ، كما في بحار الأنوار ٥٣/١٠٨ عن الاختصاص.

ومنهم : أبو يحيى حكيم بن سعيد الحنفي ؛ كان من شرطة الخميس ، قاله البرقي في رجاله : ٤ ، وكذا ابن داود رحمه اللّه في رجاله : ٤٠٧ برقم ٩٧ ، والعلاّمة في الخلاصة : ١٩٢ ، وفي رجال الشيخ الطوسي رحمه اللّه : ٣٨ برقم (٥) [طبعة النجف الأشرف ، وفي طبعة جماعة المدرسين : ٦١ برقم ٥١٤] : حكيم بن سعيد .. يكنّى : أبا يحيى [وفي طبعة

٣٣

__________________

جماعة المدرسين : أبا تحيى]! وجاء بعنوان : حكم بن سعد أبو يحيى الحنفي .. وعدّ من أولياء أمير المؤمنين عليه السلام ..

كما وقد ذكر ابن الأثير في اسد الغابة ٥/١٥٧ : أبو جحيفة وهب بن عبد اللّه السوائي ، وقال : إنّه كان على شرطة علي بن أبي طالب عليه السلام.

وذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب ٢/٢٦ برقم ٢٤٢ : ثعلبة بن يزيد الحماني (بن مرثد الجماني) من شرطة الخميس.

ومنهم : قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري ؛ فعن الطبري في تاريخه ٦/٩١ ، وابن كثير في تاريخه أيضا ٨/١٤ كلاهما عن الزهري أنّه قال : جعل علي [عليه السلام] قيس بن سعد على مقدمة أهل العراق إلى قبل أذربايجان وعلى أرضها ، وشرطة الخميس التي ابتدعتها العرب كانوا أربعين ألفا بايعوا عليا [عليه السلام] على الموت.

بل يظهر ممّا رواه الكشي في رجاله : ١١٠ برقم ١٧٧ ، وعنه العلاّمة المجلسي رحمه اللّه في بحاره ٤٤/٦١ ـ ٦٢ حديث ١٠ ، بإسناده عن الإمام الصادق عليه السلام يقول : «دخل قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري صاحب شرطة الخميس على معاوية ..»أنّه من رؤسائهم.

وحكى الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة أنّ أنس بن مالك كان يقول : كان قيس بن سعد من النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بمنزلة الشرط من الأمير ..

وانظر : مرآة العقول ٤/٧٩ ، والرسائل الرجالية للكلباسي ٣/٣٣ ـ ٣٧ (رسالة في أبي داود) ، وكذا كلام التقي المجلسي الذي نقله ولده في كتاب تهذيب الأخبار ١٠/٢٤٠ ذيل حديث ٨٢.

وروى في بحار الأنوار ٣٤/٢٧٢ عن الاختصاص : ٢ قوله : وكان من شرطة الخميس أبو الرضي [كذا ، والظاهر : الرضا] عبد اللّه بن يحيى [والظاهر : نجي ، كما في ـ

٣٤

__________________

تهذيب التهذيب ٦/٥٥] الحضرمي ، وسليم بن قيس الهلالي ، وعبيدة السلماني المرادي عربي.

وعدّ القهپائي في مجمع الرجال ٧/١٣٢ جمعا من شرطة الخميس ، منهم : يحيى الحضرمي وابنه عبد اللّه ، وقيس بن سعد بن عبادة ، وحكيم بن سعد الحنفي ، والأصبغ بن نباتة ، وبشر بن عمر الهمداني.

تنبيهان

الأوّل : يظهر من الروايات أنّ شرطة الخميس غير الحرس ، ألا ترى إلى ما ذكره ابن شهر آشوب في المناقب : .. أقبل رجل من باب الفيل عليه ثياب بيض ، فجاء الحرس وشرطة الخميس ، فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلام ..

ولذا كان شرطة السلطان : نخبة أصحابه الذين يقدّمهم على غيرهم من جنده ، كما سلف عن النهاية الأثيرية ، وبحار الأنوار ، والسفينة : أنّ الشرطة أول طائفة من الجيش تشهد الوقعة.

وعليه ؛ فهو معنى خاص أخصّ من الحرس والجند و..

الثاني : يظهر من بعض الروايات النهي عن كون الرجل شرطيا ، بل سيق مساق العشّار ومدمن الخمر .. ففي الخبر العلوي الذي رواه في الخصال ١/١٤٦ ـ وحكاه عنه في بحار الأنوار ٧٥/٣٤٢ حديث ٣٠ ، وجاء في ٧٧/٣٩٩ حديث ٢٢ ، و ٧٩/٢٥٢ حديث ٩ ـ وفيه : «يا نوف! إياك أن تكون عشّارا ، أو شاعرا ، أو شرطيا ، أو عريفا ، أو صاحب عرطبة ـ أي طنبور ـ ..»إلى آخره.

وفي الرواية النبوية أنّه : «لا يدخل الجنة ..»وعبّر عنه ب‌ : القلاع ، كما جاء في الخصال ٢/٥٤ ، وحكاه عنه في بحار الأنوار ٧٥/٣٤٣ حديث ٣١ و ٣٢.

٣٥

__________________

وقريب منه في نهج البلاغة : ٤٨٦ برقم ١٠ ـ طبعة صبحي صالح ـ وحكاه عنه في بحار الأنوار ٧٦/٣٥٩ حديث ٢٨ ، وقد فسّر (القلاع) ـ في رواية النوادر ـ ب‌ : الذي يسعى بالناس عند السلطان ليهلكهم .. كما جاء في بحار الأنوار ٨/١٩٩ ، و ٧٦/٣٥١.

وجاء ذمّ الشرطي أيضا في حديث المناهي الذي رواه في الخصال وغيره ، وأورده في بحار الأنوار ٥/١٠ و ٢٧٨ ، و ٨/١٣٢ ، و ٧٢/١٩٢ ، و ٧٩/١٣٠ ، ولاحظ ما جاء في بحار الأنوار ١٣/٣٧٨.

أقول : والذي ظهر لي من مجموع هذه الروايات وغيرها أنّ المراد ب (الشرطي) و (القلاع) معنى آخر مغاير لما أوردناه أولا ، ولعلّ إليه يشير هذا الخبر الشريف الذي أورده الكشي في رجاله : ٥ برقم ٩ (صفحة : ٤ من الطبعة الأولى) ، والمجلسي في بحاره ٤٢/١٥١ حديث ١٧ ، بسنده : .. عن بشر بن عمرو الهمداني ، قال : مرّ بنا أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال : «البثوا [في رجال الكشي : اكتتبوا] في هذه الشرطة ، فو اللّه لا تلي [خ. ل : لا غنى] بعدهم إلاّ شرطة النار إلاّ من عمل بمثل أعمالهم ..».

والشاهد على هذا ما يظهر من رواية حبابة الوالبية ـ المروية في اصول الكافي ١/٣٤٦ حديث ٣ ـ : أنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان يمشي أحيانا في السوق مع شرطة الخميس للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومثله في الحديث السابع في الكافي ٤/١٨١ ـ ١٨٣ ، وكذا فيه ٧/٣٧١ ـ ٣٧٣ ، وكذا في من لا يحضره الفقيه ٣/٢٤ .. وغيرها حيث يظهر منها أنّه عليه السلام كان يستعين بهم في إجراء حدود اللّه وأحكام الشريعة الغراء ، ولذا جاء في بعض الروايات ـ كما في باب زيادات القضاء من التهذيب ـ : «يا قنبر! ادع لي شرطة الخميس ..». كما في التهذيب ٦/٣١٦ حديث ٨٧٥.

ولاحظ : بحار الأنوار ٤٠/٢٥٩ حديث ٣٠ ، عن الإرشاد.

كما أنّهم كان لهم دور كبير في الحروب ؛ فقد روي أنّ أمير المؤمنين عليه السلام

٣٦

__________________

ندب الناس عندما أغاروا على نواحي السواد ، فانتدب لذلك شرطة الخميس.

لاحظ : كتاب الجمل في عدّة موارد ، منها في صفحة : ٤٠٧ ، ودعائم الإسلام ١/٣٧٢ .. وغيرها.

قال في تاريخ دمشق ١٣/٢٦٢ ، بإسناده : .. بايع أهل العراق الحسن بن علي [عليهما السلام] فسار حتى نزل المدائن ، وبعث قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري على المقدمة ـ وهم اثنا عشر ألفا ـ وكانوا يسمّون : شرطة الخميس .. ولاحظ منه ٤٩/٤٢٨ ، قال : وكانوا يبايعون للموت.

وعلى كل ؛ فهو منصب خاص في برهة خاصة تحت ضوابط معينة يمكن استكشافها من دراسة من وسم من الأصحاب بهذه الصفة ، إذ كانوا الخلّص من أصحاب علي عليه السلام وخيرتهم.

انظر : عن شرطة الخميس ـ غير ما مرّ ـ :

الغارات للثقفي ٢/٤٨٩ ، تفسير فرات الكوفي : ١٩١ ، اختيار معرفة الرجال ١/٢٤ ـ ٢٥ ، ١٦١ و ٣٢١ ، ٢/٧٠٨ ، الرسائل الرجالية (رسالة في أبي داود) للكلباسي ٣/٣٣ ـ ٣٧ ، بل غالب كتب الرجال ، كما في تكملة الرجال للكاظمي ١/٤٩٤ ـ ٤٩٥ باب الشرطاء ، خير الرجال : ١٣٩ ـ ١٤٠ (من النسخة الخطية عندنا) ، الغدير ٢/١٠٣ ، أعيان الشيعة ١/١٩ (الهامش) ..

ولاحظ : بحار الأنوار ١٤/١١ ـ ١٢ ، و ٢٥/١٧٦ ، و ٣٢/٥١١ ، و ٣٨/٦٠ .. وغيرها.

وكذا جاء في كتب العامة ؛ كالطبقات الكبرى ٦/٥٢ ـ ٥٣ ، وسير أعلام النبلاء ٣/٢١٣ ، وتهذيب التهذيب ٦/٢٤٤ ـ ٢٤٥ ، وتاريخ الطبري ٤/١٢٥ ، وفهرست النديم : ٢٢٣ .. وغيرها.

٣٧

ومنها :

الحواريّون (١) :

وهم جماعة ورد النّص في حقّهم بهذه اللفظة ؛ فقد روى الكشي (٢) ، عن محمّد ابن قولويه ، عن سعد بن عبد اللّه ، عن علي بن سليمان بن داود الرازي ، عن علي ابن أسباط بن سالم (٣) ، قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام : «إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين حواري محمّد بن عبد اللّه [رسول اللّه] صلّى اللّه عليه وآله وسلّم الذين لم ينقضوا العهد ، ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان ، والمقداد ، وأبو ذرّ [الغفاري ، قال :].

ثمّ ينادي المنادي : أين حواري علي بن أبي طالب (ع) وصي رسول اللّه (ص)؟ فيقوم عمرو بن الخثعمي (٤) ، ومحمّد بن أبي بكر ، وميثم

__________________

(١) أقول : هذه اللفظة ستأتي قريبا مكررة بنفس الحديث مع إضافات ، والمفروض حذفها هنا لو لا أمانة التحقيق ، لذا نحيل تحقيقها إلى هناك ، ولعلّه غفل طاب ثراه عن ذلك ، أو سها الناسخ مع بعثرة المسودات فكرّرها ، وحيث كان فيها زيادة لذا نحقّقها هناك ، فلاحظ.

(٢) اختيار معرفة الرجال : ٩ ـ ١٠ برقم (٢٠) [رجال الكشي : ٧] ، وحكاه في سفينة البحار ٢/٤٩٤ ـ ٤٩٥ باختلاف يسير ، وسيأتي.

(٣) الإسناد في تكملة الرجال ٢/٥٣٤ يختلف عمّا هنا مجملا ، وفيه زيادة هنا : (عن أبيه).

(٤) كذا ، والصحيح : عمرو بن الحمق الخزاعي ، كما في المصدر ، والتكملة ... وغيرهما.

٣٨

[بن يحيى] التّمار ـ مولى بني أسد ـ ، واويس القرني.

[قال :] ثمّ ينادي المنادي : أين حواري الحسن [بن علي بن فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله] (ع) (١)؟ فيقوم سفيان بن أبي ليلى الهمداني ، وحذيفة بن أسيد الغفاري.

[قال :] ثمّ ينادي المنادي : أين حواري الحسين؟ [بن علي (ع)]؟ فيقوم كلّ من استشهد معه ، ولم يتخلّف عنه.

[قال :] ثمّ ينادي المنادي : أين حواري علي بن الحسين (ع)؟ فيقوم جبر (٢) ابن مطعم ، ويحيى ابن أمّ الطويل ، وأبو خالد الكابلي ، وسعيد بن المسيّب.

[قال :] ثمّ ينادي المنادي : أين حواري محمّد بن علي (ع) [وحواري جعفر ابن محمّد (ع)]؟ فيقوم عبد اللّه بن شريك العادي (٣) [وزرارة بن أعين ، وبريد ابن معاوية العجلي ، ومحمّد بن مسلم ، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي] (٤) ، وعبد اللّه بن أبي يعفور ، وعامر بن عبد اللّه بن خداعة (٥) ، وحجر بن زائدة ،

__________________

(١) في المصدر : حواري الحسن بن علي بن فاطمة بنت محمّد بن عبد اللّه (عليهم السلام) ..

(٢) كذا ، والصحيح : جبير ، انظر ترجمته في تنقيح المقال ١/٢٠٨ [من الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ١٤/٢٥٧ ـ ٢٦٤ (برقم ٣٦٦٩ ـ ٣٦٧٠)].

(٣) كذا ، والصحيح : العامري ، انظر ترجمته في تنقيح المقال ٢/١٨٩ (من الطبعة الحجرية).

(٤) ما بين المعقوفين زيد من المصدر ، وستأتي الرواية تامة.

(٥) كذا ، والصحيح : جذاعة ، لاحظ ترجمته في تنقيح المقال ٢/١١٦ (من الطبعة الحجرية). وقال في ترجمة : عامر بن جذاعة [٢/١١٤] ـ بعد ضبطه لجذاعة ـ : .. وضبطه

٣٩

وحمران بن أعين ..

[قال :] .. ثمّ ينادي المنادي سائر الشيعة مع سائر الأئمّة عليهم السلام» (١).

__________________

العلاّمة تارة كذلك ، واخرى في الإيضاح بالدال المهملة ، ثمّ قال : وأمّا ما في بعض النسخ من كتابته بالخاء المعجمة والدال المهملة فغلط.

(١) انظر ترجمة : المقداد بن الأسود ، في تكملة الرجال ٢/٥٣٣ ـ ٥٣٥ ، حيث ذكر الرواية هذه كلا وناقشها هناك.

وسيرجع المصنف قدّس سرّه فيكرّر المصطلح ويذكر الرواية كاملة مع ذيلها ، فلاحظ.

٤٠