تنقيح المقال - ج ٢

الشيخ عبد الله المامقاني

تنقيح المقال - ج ٢

المؤلف:

الشيخ عبد الله المامقاني


المحقق: الشيخ محمّد رضا المامقاني
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-383-6
ISBN الدورة:
978-964-319-380-5

الصفحات: ٥٦٠

تذييل :

يتضمّن أمورا مهمّة :

الأوّل :

إنّ المستفاد من كلمات الشيخ رحمه اللّه في كتاب الغيبة (١) .. وغيره (٢) ،

__________________

(١) الغيبة للشيخ الطوسي رحمه اللّه : ٤١٥ ـ ٤١٧ ، وحكاه عنه العلاّمة في الخلاصة : ٢٧٥ (الفائدة الخامسة) ، وعنهما الجزائري في حاوي الأقوال ٤/٤٦١ ـ ٤٦٢ (التنبيه العاشر من الخاتمة) .. وغيرهم كثير.

(٢) كما في إعلام الورى : ٤٨٨.

وجاء في منهج المقال (الخاتمة)٧/٤٠١ ـ ٤٠٣ [من الطبعة المحقّقة] ، الفائدة الرابعة : في ذكر السفراء الممدوحين والمذمومين في زمن الغيبة ، وكذا في رجال الخاقاني : ١٥١ حيث عقد الفائدة الحادية عشرة لذلك ، وعمّم العنوان لكلّ الجماعة الممدوحين في زمن الأئمّة عليهم السلام بوكالة منه أو مدح أو ثناء أو ترحّم عليه أو بشارة منهم عليهم السلام له بالجنة .. أو غير ذلك ممّا يفيد مدحهم أو زيادة قربهم منهم ، أو رفعة منزلة عندهم .. وكرّر الحديث عنهم في صفحة : ١٧٨ ـ ١٧٩ ، ونقل عبارة الشيخ في كتابه الغيبة : ٢٥٧ ـ ٢٥٨ ، فلاحظ.

وفي عدّة الرجال للأعرجي ١/٧٥ ـ ٧٧ عدّ جمعا كبيرا من الوكلاء ، وحكاه عن ربيع الشيعة ـ الذي هو إعلام الورى للطبرسي رحمهما اللّه ـ : ٤٢١ ، كما وقد عدّ في

١٤١

وغيره في غيره ، أنّه كان للحجّة المنتظر ـ عجّل اللّه تعالى فرجه ، وجعلنا من كلّ مكروه فداه ـ وكلاء غير السفراء الأربعة ، وكان تخصيص هؤلاء الأربعة ؛ إمّا لأنّ غيرهم من الوكلاء كانوا يراجعون [كذا] إليهم ، فلا يأمرون ولا يؤمرون إلاّ بوساطتهم ، أو لأنّهم كانوا وكلاء عموما وغيرهم في الجزئيات.

ومن جملة كلمات الشيخ رحمه اللّه المفيدة ما استفدناه ، قوله قدّس سرّه في كتاب الغيبة (١) : قد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ، ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل (٢) .. ثمّ عدّ نفرا تأتي ترجمة كلّ منهم في محلّه ، كأبي الحسين محمّد بن جعفر

__________________

منتهى المقال ٧/٤٨٤ ـ ٤٨٦ جمعا ، وذكر في مقدمة كتابه أيضا جماعة من الوكلاء ١/٢١ ـ نقلا عن إكمال الدين : ٤٤٢ برقم ١٦ ـ وكذا في تكملة الرجال ١/١٣٢ ـ ١٣٣ .. وغيرهم ، فراجع.

انظر : بحث الوكالة ومدى دلالتها وكونها من الأمارات العامة في الجملة لا بالجملة كتابنا مقباس الهداية ومستدركاته ٢/٢٥٨ ـ ٢٦٠ ، و ٦/١٤٠ ، و ١٦٤ و ١٦٦ ـ ١٦٧ و ١٨٠ [من الطبعة المحقّقة الأولى].

(١) الغيبة للشيخ الطوسي : ٢٥٧ ـ ٢٥٨ [المحقّقة : ٤١٥] ، وعنه في بحار الأنوار ٥١/٣٦٢ ـ ٣٦٣ حديث ١٠.

(٢) لا توجد في بحار الأنوار : من الأصل ، ويراد منه هنا هو الإمام الحجة أرواحنا فداه ، انظر كتابنا : الكنى والألقاب (الأصل).

١٤٢

الأسدي (١) ، وأحمد بن إسحاق الأشعري (٢) ، وإبراهيم بن محمّد الهمداني (٣) ، وأحمد بن حمزة بن اليسع (٤).

وعدّ ابن طاوس (٥) من جملة السفراء : داود بن القاسم الجعفري ، ومحمّد بن علي بن بلال ، وعمر الأهوازي ، وأحمد بن إسحاق ، وأبا محمّد الوجاناني (٦) ، وإبراهيم بن مهزيار ، ومحمّد بن إبراهيم.

__________________

(١) انظر : الغيبة للشيخ الطوسي رحمه اللّه : ٤١٥ برقم ٣٩١ ، وقال في صفحة : ٤١٦ تحت رقم ٣٩٤ : ومات الأسدي على ظاهر العدالة ـ لم يتغير ولم يطعن عليه ـ في شهر ربيع الأوّل (في المصادر : ربيع الآخر) سنة اثنتين عشرة وثلاثمائة. ولاحظ : خاتمة منتهى المقال (الفائدة الثالثة)٧/٤٨٤ ، والتنبيه العاشر من الخاتمة في حاوي الأقوال ٤/٤٦١.

لاحظ عنه : تنقيح المقال ٢/٩٢ ـ ٩٣ (من الطبعة الحجرية ـ حرف الميم).

(٢) أدرج ترجمته المصنف رحمه اللّه في موسوعته ٥/٣٠١ ـ ٣٠٩ برقم (٧٧٩) [الطبعة المحقّقة].

(٣) راجع : تنقيح المقال ٦/٩٣ ـ ٩٦ برقم (٩٥٩).

(٤) جاءت ترجمته في موسوعتنا تنقيح المقال أخذا من رجال الكشي ٢/٨٣١ [صفحة : ٥٥٧] برقم ١٠٥٣ ، حيث ورد في الثلاثة أنّهم (ثقات) ، ومثله في الغيبة للشيخ الطوسي رحمه اللّه : ٤١٧ برقم ٣٩٥ ، وعنهما في منتهى المقال ٧/٤٨٤ ـ ٤٨٥ ، ورجال الخاقاني : ١٧٨ ـ ١٧٩ ، وحاوي الأقوال ٤/٤٦١ .. وغيرها.

(٥) كما حكاه في إعلام الورى : ٤٤٤ ـ ٤٤٨ [المحقّقة ٢/٢٥٩].

(٦) كذا ، وفي بحار الأنوار ٥١/٣٦٥ : الوجنائي ، وفي إعلام الورى : الوجناني ، وفي المنتهى : الوجناي ، وكذا في كشف الغمة ٢/٥٢٩.

١٤٣

وروى الشيخ الطوسي رحمه اللّه (١) ، عن محمّد بن محمّد الخزاعي ، عن أبي علي الأسدي ، عن أبيه ، [عن] محمّد بن [أبي] عبد اللّه الكوفي ، أنّه ذكر : إنّ ممّن (٢) وقف على معجزات صاحب الزمان عليه السلام ورآه من الوكلاء ببغداد : العمري ، وابنه ، وحاجز ، والبلالي ، والعطار.

ومن الكوفة : العاصمي.

ومن أهل الأهواز : محمّد بن إبراهيم بن مهزيار.

ومن أهل قم : أحمد بن إسحاق.

ومن أهل همدان : محمّد بن صالح.

ومن أهل الري : الشامي (٣) ، والأسدي ـ يعنى نفسه ـ.

ومن أهل آذربايجان : القسم [القاسم] بن العلاء.

ومن أهل نيسابور : محمّد بن شاذان النعيمي (*).

__________________

(١) كذا ، والظاهر الشيخ الصدوق رحمه اللّه ، كما في إكمال الدين ٢/٤٤٢ ـ ٤٤٣ حديث ١٦ ، وعنه في بحار الأنوار ٥٢/٣٠ حديث ٢٦.

(٢) في الإكمال : عدد من انتهى إليه ممّن ..

(٣) في الإكمال ـ وعنه في بحار الأنوار ـ : البسامي.

(*) وصفه به في إكمال الدين. [منه (قدّس سرّه)].

أقول : لم يرد هذا الوصف في مطبوع الإكمال ، فلاحظ ، وكذا في سائر المصادر.

١٤٤

ومن غير الوكلاء جمع كثير .. إلى آخره (١) ..

فإنّه نصّ في كون المذكورين وكلاء.

وعدّ الشيخ رحمه اللّه (٢) ـ أيضا ـ من الممدوحين :

حمران بن أعين (٣) ، والمفضل بن عمر (٤) ، ومعلّى بن

__________________

(١) وأورده أيضا في إعلام الورى : ٤٥٣ ، وكشف الغمة ٢/٥٣٢ .. وغيرهما.

(٢) كتاب الغيبة : ٢٠٩ ـ ٢٤١ (طبعة النجف الأشرف).

قال : فصل ؛ في ذكر طرف من أخبار السفراء الذين كانوا في حال الغيبة ..

ثمّ قال : وقبل ذكر من كان سفيرا حال الغيبة نذكر طرفا من أخبار من كان يختص بكل إمام ويتولى له الأمر ـ على وجه الإيجاز ـ.

ثمّ عقّب بقوله : ونذكر من كان ممدوحا منهم حسن الطريقة ، ومن كان مذموما سيّىء المذهب ليعرف الحال في ذلك ..

وحكاه عن الشيخ الطوسي رحمه اللّه جمع ؛ منهم : الأعرجي في عدّة الرجال ١/٨١ ـ ٨٣ ، والحائري في كتاب منتهى المقال : ٣٧٠ [من الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٧/٤٧٥] .. وغيرهما.

(٣) الغيبة : ٢٠٩ [صفحة : ٣٤٦ برقم (٢٩٦)] ، وأورد له رواية في منتهى المقال ٧/٤٧٥ ، الخاتمة (الفائدة الثانية) ، رجال الخاقاني : ١٥٢ ـ ١٥٥ ..

وانظر ترجمته في تنقيح المقال ١/٣٧٠ ـ ٣٧٢ [الحجرية ، وفي المحققة ٢٤/١٥٦ ـ ١٧٦ برقم ٧٠٠٢].

(٤) الغيبة : ٢١٠ [صفحة : ٣٤٦ حديث ٢٩٧ ـ ٢٩٩] ، وأورد الروايات في الخاتمة من منتهى المقال ٧/٤٧٥ ـ ٤٧٦ ، ورجال الخاقاني : ١٥٢ ..

وانظر ترجمته في تنقيح المقال ٣/٢٣٨ ـ ٢٤٢ (الطبعة الحجرية).

١٤٥

خنيس (١) ، ونضر (٢) بن قابوس اللخمي (٣) ، وعبد اللّه بن جندب البجلي (٤) ، وصفوان بن يحيى (٥) ..

__________________

(١) الغيبة : ٢١٠ [صفحة : ٣٤٧ حديث ٣٠٠ ـ ٣٠١] ، وعنه جمع ، منهم : الخاقاني في رجاله : ١٥٥ ، وانظر ترجمته في تنقيح المقال ٣/٢٣٠ ـ ٢٣٢ (الطبعة الحجرية).

قال الشيخ : وكان من قوّام أبي عبد اللّه عليه السلام ، وإنّما قتله داود بن علي بسببه ، وكان محمودا عنده عليه السلام ، ومضى على منهاجه ، وأمره مشهور.

(٢) في المتن : نضر ـ بالمعجمة ـ وفي المصدر : نصر ـ بالمهملة ـ وهو الصحيح ، وهو نصر بن قابوس اللخمي ، الذي كان وكيلا لأبي عبد اللّه عليه السلام عشرين سنة ، ولم يعلم أنّه وكيلا. انظر : الخاتمة من منتهى المقال ٧/٤٧٦ ، ورجال الخاقاني : ١٥٥ ـ ١٥٦ ..

(٣) الغيبة : ٢١٠ [صفحة : ٣٤٧ ـ ٣٤٨ حديث ٣٠٢] ، قال : وكان خيّرا فاضلا ، وانظر ترجمته في تنقيح المقال ٣/٢٦٩ (الطبعة الحجرية).

ومثله عبد الرحمن بن الحجاج الذي كان وكيلا لأبي عبد اللّه عليه السلام ، ومات في عصر الإمام الرضا عليه السلام على ولائه ، كما في الغيبة للشيخ الطوسي رحمه اللّه : ٣٤٧ ـ ٣٤٨ برقم ٣٠٢ [طبعة مؤسسة المعارف الإسلامية].

(٤) الغيبة : ٢١٠ ـ ٢١١ [المحقّقة : ٣٤٨] ، قال : وكان وكيلا لأبي إبراهيم وأبي الحسن الرضا عليهما السلام ، وكان عابدا رفيع المنزلة لديهما.

وانظر : ترجمته في تنقيح المقال ٢/١٧٥ ـ ١٧٦ (الطبعة الحجرية) ، ومنتهى المقال (الخاتمة) الفائدة الثانية ٧/٤٧٦ ـ ٤٧٧ ، وعنه في رجال الخاقاني : ١٥٦.

(٥) الغيبة للشيخ الطوسي رحمه اللّه : ٢١١ ، وانظر ما جاء في تنقيح المقال ٢/١٠٠ ـ ١٠٢ (الطبعة الحجرية).

١٤٦

ومحمّد بن سنان (١) ، وزكريا بن آدم (٢) ، وسعد بن سعد (٣) ، وعبد العزيز بن المهتدي القمّي الأشعري (٤) ، وعلي بن مهزيار

__________________

وأصل الحديث في الغيبة للشيخ الطوسي رحمه اللّه : ٢١١ هكذا هو : ما رواه أبو طالب القمي ، قال : دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السلام في آخر عمره فسمعته يقول : «جزى اللّه صفوان بن يحيى ، ومحمّد بن سنان ، وزكريا ابن آدم ، وسعد بن سعد .. عنّي خيرا ، فقد وفوا لي ، وكان زكريا بن آدم ممّن تولاهم ..».

ولاحظ : رجال الخاقاني : ١٥٦ ـ ١٥٧.

وجاء في أكثر من مصدر كما في منتهى المقال ٧/٤٧٧ .. وغيره.

(١) الغيبة : ٢١١ ، وفيها : قال عنه عليه السلام : «رضي اللّه عنه برضائي عنه ، فما خالفني وما خالف أبي قطّ».

وانظر ترجمته في تنقيح المقال ٣/١٢٤ ـ ١٢٩ (الطبعة الحجرية).

وقد ذكره مسهبا ـ مع ما فيه من اختلاف ـ في رجال الخاقاني : ١٥٧ ـ ١٧٢.

انظر : فيه والذي قبله وبعده الغيبة للشيخ : ٣٤٨ برقم ٣٠٣ و ٣٠٤.

(٢) الغيبة : ٢١١ ، وانظر ترجمته في تنقيح المقال ١/٤٤٧ ـ ٤٤٨ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٢٨/١٩٨ ـ ٢٠٦ برقم (٨٤٤٣)].

(٣) الغيبة : ٢١١ (صفحة : ٣٤٨ برقم ٣٠٣ من طبعة مؤسسة المعارف الإسلامية) ، ثمّ إنّه بعد ذكره للثلاثة السالفة جزّاهم اللّه خيرا ـ قال عليه السلام : «جزى اللّه صفوان ... عنّي خيرا ، فقد وفوا لي».

وانظر ترجمته في تنقيح المقال ٢/١٣ ـ ١٤ (الطبعة الحجرية).

(٤) الغيبة : ٢١١ [الطبعة المحقّقة : ٣٤٩ برقم (٣٠٥)] ، وورد فيه الدعاء : «غفر اللّه لك

١٤٧

الأهوازي (١) ، وأيّوب بن نوح بن دراج (٢) ..

وعلي بن جعفر الهماني (٣) ، وأبا علي بن راشد (٤).

ويأتي في ترجمة كلّ منهم ما ذكره الشيخ رحمه اللّه فيه إن شاء اللّه تعالى.

__________________

ـ ذنبك ، ورحمنا وإيّاكم ، ورضي عنك برضائي عنك ..» .. وغيره. وتعرّض لكلامه الشيخ الخاقاني في رجاله : ١٧٢ ـ ١٧٣.

وانظر ترجمته في تنقيح المقال ٢/١٥٥ ـ ١٥٦ (الطبعة الحجرية).

(١) الغيبة : ٢١١ ـ ٢١٢ [المحقّقة : ٣٤٩ برقم (٣٠٦)] ، قال : وكان محمودا ، وحكى عن الغيبة الخاقاني في رجاله : ١٧٣ .. وانظر ترجمته في التنقيح ٢/٣١٠ ـ ٣١٢ [الحجرية].

(٢) الغيبة : ٢١٢ [الطبعة المحقّقة : ٣٤٩ برقم (٣٠٧)] ، وما جاء في ترجمته في تنقيح المقال ١/١٥٩ ـ ١٦٠ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ١١/٣٨٧ ـ ٣٩٦ برقم (٢٨٤٨)].

(٣) الغيبة : ٢١٢ [الطبعة المحقّقة : ٣٥٠ برقم (٣٠٨)] ، قال : وكان فاضلا مرضيا من وكلاء أبي الحسن وأبي محمّد عليهما السلام.

وانظر ترجمته في تنقيح المقال ٢/٢٧٣ ـ ٢٧٤ (الحجرية) ، وتعرّض له في رجال الخاقاني : ١٧٣ ـ ١٧٤.

(٤) الغيبة : ٢١٢ [الطبعة المحقّقة : ٣٥٠ برقم (٣٠٩) و (٣١٠)] ، وحكى كلامه في رجال الخاقاني : ١٧٤ ـ ١٧٥ ، ولاحظ ترجمته في تنقيح المقال ٣/٢٧ ـ ٢٨ في فصل الكنى (الطبعة الحجرية).

ومنهم : عبد الرحمن بن الحجاج ؛ وكان وكيلا لأبي عبد اللّه عليه السلام ، ومات في عصر الإمام الرضا عليه السلام على ولائه ، كما في كتاب الغيبة للشيخ رحمه اللّه : ٢١٠ ، وعلق عليه الخاقاني في رجاله : ١٥٦ ، وذكر رواية الكليني رحمه اللّه في حقّه وغيرها.

١٤٨

وقال في آخر كلامه (١) :

فهؤلاء المحمودون ، وتركنا ذكر استقصائهم لأنّهم معروفون مذكورون في الكتب (٢).

الثاني :

إنّه قد ادّعى السفارة عن مولانا الحجّة المنتظر ـ عجّل اللّه تعالى فرجه ، وجعلنا من كلّ مكروه فداه ـ جماعة كذبا ، وادّعوا البابيّة (٣).

قال الشيخ رحمه اللّه (٤) : إنّ كلّ هؤلاء المدّعين إنّما يكون كذبهم

__________________

(١) أي الشيخ في آخر كلامه في الغيبة : ٢١٢ ـ ٢١٣ [المحقّقة : ٣١٠].

(٢) .. ثمّ تعرّض الشيخ قدّس سرّه في كتابه الغيبة : ٢١٣ ـ ٢١٤ إلى المذمومين من الوكلاء .. وعدّ منهم جماعة سيأتي بيانهم.

(٣) أقول : لقد عقد الشيخ الحائري في خاتمة رجاله (منتهى المقال) الفائدة الثالثة ٧/٤٧٣ ـ ٤٨١ ما يخص ما ذكرناه هنا ، وسبقه الأسترآبادي في خاتمة منهج المقال : ٤٠١ ـ ٤٠٢ (من الطبعة الحجرية) ، الفائدة السادسة : في ذكر المذمومين [من السفراء] الذين ادّعوا النيابة ، وقبلهم العلاّمة في الخلاصة الفائدة السادسة في خاتمتها : ٢٧٣ ، وبعده الخاقاني في رجاله : ١٧٩ ـ ١٨١ (آخر الفائدة الحادية عشرة) .. وغيرهم ممّن سيأتي.

(٤) الغيبة للشيخ الطوسي : ٣٩٧ برقم ٣٦٨ [طبعة مؤسسة المعارف ، وفي الطبعة الاولى : ٢٤٤ باختلاف يسير].

١٤٩

أوّلا على الإمام عليه السلام وأنّهم وكلاء ، فيدّعون الضّعفة بهذا القول إلى موالاتهم ، ثمّ يترقّى الأمر بهم إلى قول الحلاجيّة ، كما اشتهر من أبي جعفر الشلمغاني .. ونظرائه ، عليهم جميعا لعائن اللّه تعالى [تترى] (١).

وقد عدّ الشيخ رحمه اللّه منهم جمعا (٢) ، يأتي ترجمة كلّ في محلّها.

فمنهم :

الحسن الشريعي (٣) أبو محمّد (٤) ؛ وهو أوّل من ادّعى مقاما لم يجعله اللّه فيه ،

__________________

وقد عقد العلاّمة المجلسي رحمه اللّه في بحاره ٥١/٣٩٧ ـ ٣٨١ الباب (١٧) تبعا للشيخ في الغيبة ، في ذكر المذمومين الذين ادّعوا البابية والسفارة كذبا وافتراء لعنهم اللّه.

(١) الغيبة : ٢٤٤ باختلاف يسير.

(٢) انظر : الغيبة للشيخ الطوسي : ٣٥١ ـ ٣٥٣ حديث ٣١١ و ٣١٢ و ٣١٣ [صفحة : ٣٩٧ من طبعة اخرى] ، وعنه حكاه جمع ؛ كالأعرجي في عدّة الرجال (ضمن الفائدة الاولى في الوكلاء المذمومين)١/٨٤ ـ ٨٥ ، وقبله العلاّمة في الخلاصة : ٢٧٣ (الفائدة السادسة) ، وبعده الجزائري في حاوي الأقوال ٤/٤٥٩ ـ ٤٦١ (التنبيه التاسع من الخاتمة).

(٣) في حاوي الأقوال عن الغيبة : السريعي ـ بالسين المهملة ـ .. قال : وكان من أصحاب أبي الحسن علي بن محمّد عليهما السلام ، قال هارون : وأظنّ اسمه : الحسن.

(٤) ذكره الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة : ٢٤٤ (الطبعة المحقّقة : ٣٩٧ برقم ٣٦٨). أقول : المعروف منه هو : الشريعي ، المكنّى ب‌ : أبي محمّد ، قال التلعكبري : وأظنّ اسمه كان الحسن ، وكان من أصحاب أبي الحسن علي بن محمّد وأبي محمّد الحسن بن علي ـ

١٥٠

ولم يكن أهلا له ، وكذب على اللّه وعلى حججه عليهم السلام ، ونسب إليهم ما لا يليق بهم ، وما هم منه براء ، وخرج التوقيع بلعنه (١).

ومنهم :

محمّد بن نصير النميري (٢) ؛ المدّعي ما ادّعاه الشريعي بعد موته (٣) لعنة اللّه عليهما (٤).

__________________

ـ عليهما السلام ، لاحظ ترجمته من المصنف رحمه اللّه في رجاله تنقيح المقال ١/٢٨٤ ـ ٢٨٥ (من الطبعة الحجرية).

(١) قال هارون .. أي التلعكبري ـ كما في الغيبة : ٢٤٤ وغيرها عنها ـ : ثمّ ظهر منه القول بالكفر والإلحاد.

انظر : منتهى المقال ٧/٤٨٦ ـ ٤٨٧ ، عدّة الرجال ١/٨٤. ولاحظ آخر الاحتجاج للطبرسي رحمه اللّه .. وقد عدّ هؤلاء وغيرهم.

(٢) جاء ترجمته في تنقيح المقال ٣/١٩٥ ـ ١٩٦ ، كما ورد الحديث عنه في الغيبة : ٢٤٤ [الطبعة المحقّقة : ٣٩٨ برقم (٣٦٩)] ، وعنه في الخلاصة : ٢٧٣ ، وعنهما في الحاوي ٤/٤٥٩ ، وله هناك كلاما مفصّلا.

(٣) المقصود بعد موت الشريعي ، انظر : الغيبة : ٣٩٧ برقم ٣٦٩.

(٤) وقد تعرّض الشيخ الطوسي رحمه اللّه لجملة من آرائه وكفّره وذكر قوله بالتناسخ في كتابه الغيبة ، وعنه في بحار الأنوار ٥١/٣٦٨ ـ ٣٦٩. أقول : قال سعد بن عبد اللّه : فلمّا اعتلّ محمّد بن نصير العلة التي توفّي فيها ، قيل له ـ وهو مثقل اللسان ـ : لمن هذا الأمر من بعدك؟ فقال بلسان ضعيف ملجلج : أحمد .. فلم يدر من هو؟ فافترقوا بعده ثلاث فرق ، قالت فرقة أنّه أحمد ابنه ، وفرقة قالت : هو

١٥١

ومنهم :

أحمد بن هلال الكرخي (١) ؛ فإنّه توقّف في سفارة أبي جعفر محمّد بن عثمان ، وخرج التوقيع بلعنه ، ونعنونه إن شاء اللّه تعالى ب‌ : أحمد بن هلال العبرتائي (٢) ، تبعا للنجاشي (٣) .. وغيره (٤).

ومنهم :

أبو طاهر محمّد بن علي بن بلال (٥) ؛ المختلف فيه كلام الشيخ رحمه اللّه في

__________________

أحمد بن محمّد بن موسى بن الفرات ، وفرقة قالت : إنّه أحمد بن أبي الحسين بن بشر بن يزيد.

انظر : خاتمة منتهى المقال ٧/٤٨٧ (الطبعة المحقّقة) .. وغيرها.

(١) الغيبة : ٢٤٥ [الطبعة المحقّقة : ٣٩٩ برقم (٣٧٤)] ، وحكاه العلاّمة في رجاله : ٣٩٧ ، وعنه الجزائري في حاويه ٤/٤٥٩ ـ ٤٦٠ ، وله كلام مفصل هناك فلاحظه ، ونقل ما أورده الشيخ الصدوق رحمه اللّه في إكمال الدين وإتمام النعمة : ٧٦ : عنه ، قال : .. ما رأينا ولا سمعنا بشيعي رجع عن التشيع إلى النصب إلاّ أحمد بن هلال.

(٢) تنقيح المقال ١/٩٩ ـ ١٠١ [الحجرية ، وفي المحقّقة ٨/٢٠٧ ـ ٢٢٥ برقم (١٦٩٨)].

(٣) رجال النجاشي : ٨٣ برقم (١٩٩) [طبعة جماعة المدرسين ، وفي طبعة بيروت ١/٢١٨ ـ ٢١٩ برقم (١٩٧)].

(٤) لاحظ : رجال الشيخ الطوسي رحمه اللّه : ٣٨٦ برقم ٥٦٤٩.

انظر : خاتمة منتهى المقال ٧/٤٨٧ ـ ٤٨٨ ، والفائدة الاولى من مقدمة عدّة الرجال ١/٨٤ ـ ٨٥.

(٥) الغيبة للشيخ الطوسي رحمه اللّه : ٢٤٥ ـ ٢٤٦ [الطبعة المحقّقة : ٤٠٠].

١٥٢

رجاله (١) ، وغيبته (٢) ، كما يتّضح لك ذلك في ترجمته إن شاء اللّه تعالى (٣).

ومنهم :

الحسين بن منصور الحلاّج (٤) ؛ حيث ادّعى الوكالة عن صاحب الزمان أرواحنا فداه ، وفضحه اللّه تعالى على يد أبي سهل بن علي النوبختي ، ويأتي شرح ذلك في ترجمة إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت إن شاء اللّه تعالى (٥). والخبر مذكور في غيبة الشيخ (٦) رحمه اللّه ، و (٧) في باب ذكر المذمومين الذين ادّعوا البابية والسفارة ، من أوائل المجلّد الثالث عشر من بحار الأنوار (٨) ، نقلا عن غيبة الشيخ رحمه اللّه ، فلاحظ (٨).

__________________

(١) رجال الشيخ الطوسي رحمه اللّه : ٣٩٥ برقم ٥٨١٤.

(٢) الغيبة : ٢٤٥ ـ ٢٤٦ [المحقّقة : ٣٦٧].

(٣) تنقيح المقال ٣/١٥٣ (الطبعة الحجرية).

وانظر : خاتمة منتهى المقال ٧/٤٨٨ ، ومقدمة عدّة الرجال ١/٨٥ .. وغيرهما.

(٤) الغيبة للشيخ الطوسي : ٢٤٦ ـ ٢٤٨ [المحقّقة : ٤٠٦] ، قال في رجال الخاقاني : ١٨٠ : وقد ذكر الشيخ له أقاصيص.

(٥) تنقيح المقال ١/٣٤٦ ـ ٣٤٧ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ١٠/٢٢٥ ـ ٢٣٣ برقم (٢٣٥٦)].

(٦) الغيبة للشيخ الطوسي : ٤٠٢ برقم ٣٧٧ ، وعنه في بحار الأنوار ٥١/٣٦٩ ـ ٣٧٠.

(٧) كذا ، والظاهر زيادة الواو.

(٨) بحار الأنوار ٥١/٣٦٩ ـ ٣٧٠ ، ولاحظ ما بعده من الروايات.

(٩) ذهب الشيخ المفيد رحمه اللّه في كتابه تصحيح الاعتقاد : ٦٥ [وفي طبعه سلسلة مصنفات

١٥٣

ومنهم :

أبو جعفر محمّد بن علي الشلمغاني ، المعروف ب‌ : ابن أبي العزاقر (١) ؛ فإنّه قد ادّعى النيابة والسفارة كذبا وارتدّ وبدا منه الأكاذيب ، وبالغ الشيخ أبو القاسم العمري رضي اللّه عنه في الإنكار عليه ولعنه ، إلى أن خرج التوقيع بلعنه (٢) ، كما يأتي شرحه في ترجمته (٣) إن شاء اللّه تعالى.

ومنهم :

أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان المعروف ب‌ : البغدادي ؛ ابن أخي الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري رضي اللّه عنه.

__________________

الشيخ المفيد قدّس سرّه : ١٣٤ ـ ١٣٥] ، فقال : والحلاجية ضرب من أصحاب التصوف ، وهم أصحاب الإباحة والقول بالحلول ، ولم يكن [وكان] الحلاج يتخصّص بإظهار التشيع وإن كان ظاهر أمره التصوف ، وهم قوم ملحدة وزنادقة يموّهون بمظاهرة كل فرقة بدينهم ، ويدّعون للحلاج الأباطيل .. إلى أن قال : والمجوس والنصارى أقرب إلى العمل بالعبادات منهم ، وهم أبعد من الشرايع والعمل بها من النصارى والمجوس.

(١) الغيبة للشيخ الطوسي : ٢٤٨ ـ ٢٥٤ [الطبعة المحقّقة : ٤٠٣ ـ ٤١٢] ، وزاد في حاوي الأقوال ٤/٤٦٠ قوله : وذكر الشيخ له أقاصيص ..

(٢) الغيبة : ٢٤٨ ـ ٢٥٤ ، ولاحظ بحار الأنوار ٥١/٣٧٦ ـ ٣٧٧ ، وقد أورد فيه التوقيع مع ما فيه من نسخ ، وقد قتل اللعين سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة واستراحت الشيعة منه ، انظر : رجال الخاقاني : ١٨٠.

(٣) تنقيح المقال ٣/١٥٦ ـ ١٥٧ (الطبعة الحجرية) ، وانظر : منتهى المقال ٧/٤٨٨ (الطبعة المحقّقة).

١٥٤

عدّه الشيخ رحمه اللّه في كتاب الغيبة (١) من المذمومين ، الذين ادّعوا البابية والسفارة كذبا ، وروى ما يدلّ على شهادة عمّه العمري رضي اللّه عنه بعدم كونه من أصحابنا ، وحكى أنّه توكّل لليزيدي بالبصرة ، ونتيجة خدمته ذهاب آخرته ودنياه جميعا ، كما يأتي في ترجمته إن شاء اللّه تعالى (٢).

ومنهم :

أبو دلف الكاتب (٣) ؛ عدّه الشيخ رحمه اللّه في كتاب الغيبة (٤) ممّن ادّعوا البابية والسفارة كذبا ، ويأتي بعض ما ورد فيه في ترجمة محمّد بن المظفر أبي دلف (٥) إن شاء اللّه تعالى.

__________________

(١) الغيبة : ٢٥٤ ـ ٢٥٦ [الطبعة المحقّقة : ٤١٢ برقم (٣٨٥)] ، وتبعه العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ٥١/٣٧٧.

(٢) تنقيح المقال ٢/٧٢ ـ ٧٣ (الطبعة الحجرية).

(٣) كذا ، ولفظ الغيبة ومنتهى المقال وعدّة الرجال ورجال الخاقاني .. وغيرهم ـ والكل أخذ من الأوّل ـ هكذا : ومنهم : أبو دلف المجنون محمّد بن المظفر [في العدة ١/٨٥ مظتم ، وفي نسخة : نضر] الكاتب ، وكان ادّعى لأبي بكر البغدادي محمّد .. إلى آخره ، وزاد في عدّة الرجال : وحديث ابن قولويه فيه معروف .. إشارة إلى ما ذكره الشيخ رحمه اللّه في الغيبة : ٣٩٧ ـ ٤٠٩ ، فلاحظ.

(٤) الغيبة : ٢٥٤ ـ ٢٥٦ [الطبعة المحقّقة : ٤١٢ برقم (٣٨٥)] ، وعنه في بحار الأنوار ٥١/٣٧٨ ـ ٣٧٩ ، وقال الجزائري في الحاوي ٤/٤٦٠ ـ ٤٦١ : ومنهم : أبو دلف المجنون .. ثمّ ذكر روايات في ذمّه.

(٥) تنقيح المقال ٣/١٨٨ (الطبعة الحجرية).

١٥٥

ومنهم :

صالح بن محمّد بن سهل الهمداني ؛ حيث تصرّف في جملة من أموال الإمام أبي جعفر الثاني عليه السّلام بغير رضاه ، ثمّ استحلّه فأحلّه في الصورة دون الباطن (١) ، كما يأتي في ترجمته (٢) إن شاء اللّه تعالى (٣).

* * *

__________________

(١) الغيبة : ٢١٣ [الطبعة المحقّقة : ٣٥١ برقم (٣١١)] ، وفيه : فلّما خرج من عنده قال أبو جعفر عليه السلام : «يثبّ على مال آل محمّد صلوات اللّه عليه ..»إلى آخر ما في ترجمته.

(٢) تنقيح المقال ٢/٩٤ (الطبعة الحجرية).

(٣) أقول : ونزيد على ما ذكره قدّس سرّه جمع :

منهم : فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني ؛ حيث أورده الشيخ رحمه اللّه في كتاب الغيبة : ٣٥٢ برقم ٣١٢ (من الطبعة المحقّقة) ، وجاء فيه كتاب يأمر الإمام العسكري عليه السلام بلعنه والتبري منه.

منهم : أحمد بن هلال العبرتائي ؛ حيث خرج إلى العمري فيه توقيعا طويلا يتبرء منه عليه السلام ، كما في الغيبة : ٣٥٣ برقم ٣١٣.

منهم : علي بن حمزة البطائني ؛ وزياد بن مروان القندي ؛ وعثمان بن عيسى الرواسي .. حيث كلّهم كانوا وكلاء لأبي الحسن موسى عليه السلام ، وكان عندهم أموال جزيلة ، فلمّا مضى أبو الحسن موسى عليه السلام وقفوا طمعا في الأموال ، ودفعوا إمامة الرضا عليه السلام وجحدوها ، كما في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي رحمه اللّه : ٣٥٢ (من الطبعة المحقّقة) ، ورجال الكشي .. وغيرهما.

١٥٦

ثمّ إنّ من التوقيعات الخارجة من الناحية المقدّسة ، في لعن جمع من المنحرفين عن الحقّ والبراءة منهم إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح ، ما نسخته :

«عرّف ـ أطال اللّه بقاك ، وعرّفك الخير كلّه (١) ، وختم به عملك ـ من تثق بدينه ، وتسكن إلى نيّته ، من إخواننا ـ أدام اللّه سعادتهم (٢) بأنّ محمّد ابن علي المعروف ب‌ : الشلمغاني ، عجّل اللّه له النقمة ولا أمهله ، قد ارتدّ عن الإسلام وفارقه ، وألحد في دين اللّه ، وادّعى ما كفر معه بالخالق جلّ وتعالى ، وافترى كذبا وزورا ، وقال بهتانا وإثما عظيما ..

كذب العادلون باللّه وضلّوا ضلالا بعيدا وخسروا خسرانا مبينا ، وإنّا برئنا (٣) إلى اللّه تعالى وإلى رسوله وآله صلوات اللّه وسلامه ورحمته وبركاته عليهم منه ، ولعنّاه .. عليه لعائن اللّه تترى في الظاهر منّا والباطن ، في السر والجهر ، وفي كلّ وقت ، وعلى كلّ حال ، وعلى من شايعه وتابعه ، وبلغه هذا القول منّا فأقام على توليته بعده ..

__________________

(١) في الغيبة : «عرفك اللّه الخير ، أطال اللّه بقاءك وعرفك الخير كلّه ..».

(٢) في الغيبة : «من إخواننا أسعدكم اللّه ..».

وقال ابن داود : «أدام اللّه سعادتكم من تسكن إلى دينه وتثق بنيته جميعا ..». وحكاه عنه في مستدرك وسائل الشيعة ١٢/٣٢٠.

(٣) في الغيبة : «وإننا قد برئنا» ، وما هنا في بحار الأنوار.

١٥٧

وأعلمهم ـ تولاّكم اللّه ـ إنّنا ـ في التوقي والمحاذرة منه ـ على مثل ما كنّا عليه ممّن تقدّمه من نظرائه من : الشريعي ، والنميري ، والهلالي ، والبلالي .. وغيرهم ، وعادة اللّه ـ جلّ ثناؤه مع ذلك قبله وبعده عندنا ـ جميلة ، وبه نثق ، وإيّاه نستعين ، وهو حسبنا في كلّ أمورنا ونعم الوكيل» (١).

انتهت النسخة.

وأقول : أراد عليه السلام ـ واللّه العالم ـ ب‌ : الشريعي : الحسن أبا محمّد (٢) ، وب‌ : النميري : محمّد بن نصير النميري (٣) ، وب‌ : الهلالي : أحمد بن هلال العبرتائي (٤) ، وب‌ : البلالي : أبا طاهر محمّد بن علي بن بلال (٥).

وتأتي تراجمهم في محالّها إن شاء اللّه تعالى.

__________________

(١) كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : ٢٥٣ ـ ٢٥٤ [وفي الطبعة المحقّقة : ٤١٠ ـ ٤١١] باختلاف جاء من الجمع بين الروايات أشرنا لبعضه ، وهو بنصه في بحار الأنوار ٥١/٣٨٠ ـ ٣٨١ حديث ٢ عن الاحتجاج ، وبزيادة في منتهى المقال (الخاتمة ـ الفائدة الثانية) ٧/٤٨٠ ـ ٤٨١.

(٢) انظر عنه : تنقيح المقال ١/٢٨٤ ـ ٢٨٥ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ١٩/٣٠٧ ـ ٣٠٩ برقم (٥٢٣٠)].

(٣) تنقيح المقال ٣/١٩٥ ـ ١٩٦ [من الطبعة الحجرية].

(٤) تنقيح المقال ١/٩٩ ـ ١٠٠ [من الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٨/٢٠٧ ـ ٢٢٥ برقم (١٦٨٩)].

(٥) تنقيح المقال ٣/١٥٣ [الطبعة الحجرية].

١٥٨

الفائدة الثالثة عشرة (١)

[في عدم جواز اعتماد المجتهد على تصحيح الغير في الخبر مع ...] إنا قد نبهناك في أواخر الكلام في الحاجة إلى علم الرجال (٢) ، على عدم جواز اعتماد المجتهد في الخبر على تصحيح الغير مع إمكان مباشرته للتصحيح ، ونوضح لك ذلك هنا بأنّ : باب العلم منسد في الجملة في جميع الأعصار والأمصار ؛ ضرورة عدم إمكان تحصيل جميع الأحكام على وجه القطع واليقين حتى في زمان المعصومين صلوات اللّه عليهم أجمعين ؛ فإنّ السؤال منهم ـ ولو لشخص واحد في جميع الأحكام ، حتى مقتضيات الاستصحابات ـ مستحيل عادة ..

ولو سلّم الإمكان ؛ فلا نسلّم عدم العسر والحرج المنفيّين في الشريعة ..

ولو سلّم ؛ فذلك يحصل للنادر من الناس في زمانه لا لغيره ، سيّما لأهل البلاد البعيدة ، مع أنّ المنع في من بحضرتهم عليهم السلام واضح من جهات شتى ، منها : كون التفهيم بالألفاظ .. ولا ريب أنّها ظنية الدلالة ، فثبت من ذلك أنّ

__________________

(١) من الحري مراجعة ما كتبه الشيخ الكلباسي رحمه اللّه في رسالته عن جواز الاكتفاء في تصحيح الحديث بتصحيح الغير وعدمه .. المطبوعة ضمن الرسائل الرجالية ١/٢٣٧ ـ ٣٥٣ ، فقد فصل بل أطنب وكرر ، وذكر هناك مقدمات في معنى الصحة ـ لغة واصطلاحا ـ.

وسيأتي ما يرتبط بالموضوع ـ إلى حدّ ما ـ في الفائدة الثامنة عشرة ، فراجع.

(٢) صفحة : ١١١ من المجلّد الأوّل (قبل تذييل وتنقيح).

١٥٩

حجية الظن الاطمئناني لا محيص عنها في جميع الملل والنحل.

وإن شئت قلت : إنّ بناء العقلاء طرا على الاعتماد في أمور معاشهم ومعادهم على الظن المورث للاطمئنان ، فثبت أنّ أهل كلّ مذهب ونحلة يحتاجون في إثبات الأحكام الإلهية إلى الأخبار ، ويستحيل عادة التواتر في جميع الأحكام ـ تكليفيها ووضعيها ـ فلا بدّ لأهل كلّ دين في إثبات الأحكام من الاعتماد على الموثوق به من أخبار الآحاد ، ولا ريب في أنّ الخبر ـ من حيث هو خبر ـ يحتمل الصدق والكذب ، فلا يثبت شيء إلاّ بملاحظة حال المخبرين من الوثاقة ، والكثرة ، والاعتضاد .. ونحوها. وقد أوضحنا في الأمر الثالث ـ من الأمور الملحقة بالمقام الثالث (١) ـ فساد ما زعمه جمع من المحدثين من قطعيّة أخبار الكتب الأربعة ، وعدم الغناء معها عن علم الرجال ، مع أنّه على فرض قطعيتها فالحاجة إلى علم الرجال في الترجيح بالأعدلية والأوثقية باقية (٢).

__________________

(١) صفحة : ١١٤ ـ ١٥٤ من المجلّد الأوّل.

(٢) وأيضا ؛ لا يصحّ الرجوع إلى الغير ؛ لاحتمال رجوع الغير إلى الغير أيضا مع عدم معلومية حاله عندنا ، فيكون تعويلا على من لا يعلم حاله ، وهو غير جائز.

هذا ؛ مع ما هناك من اختلاف في كثير من الرجال أو الأكثر .. فلا يمكن التعويل على أحدهم دون الآخر ؛ إذ هو ترجيح بلا مرجح .. فلزم الترجيح اجتهادا .. ومع عدم العلم بالاختلاف فلا يعوّل لاحتمال وجود الجارح غالبا ـ كالعام قبل الفحص عن مخصصه ـ ليخرج عن عهدة ذلك العلم الإجمالي مع أصالة حرمة العمل بالظن إلاّ ما خرج يقينا فيقتصر عليه ..

١٦٠