تنقيح المقال - ج ١

الشيخ عبد الله المامقاني

تنقيح المقال - ج ١

المؤلف:

الشيخ عبد الله المامقاني


المحقق: الشيخ محمّد رضا المامقاني
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-382-9
ISBN الدورة:
978-964-319-380-5

الصفحات: ٥٢٨

١
٢

٣

٤

٥

٦

٧

٨

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

وبه ثقتي وعليه توكلي

الحمد للّه بجميع محامده كلّها على جميع نعمه كلّها .. الحمد للّه الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا اللّه .. وصلاة اللّه وسلامه على النبي الخاتم ، والوصي الحق ، وذريته الطاهرة عليه وعليهم السلام ، خاصه خاتم الأئمّة ، وولي الامة .. الخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل .. واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم ومناوئيهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ...

وبعد ؛ كنّا على موعدة تصدير هذه الموسوعة العظمى بما جاد به جامعها ومحبرها شيخنا المعظّم الجدّ المقدّس قدّس سرّه من فوائد رجالية ..

بعد أن كان لنا الشرف ـ وأيّ شرف ـ في الإعانة على تحقيقها ، والمبادرة إلى إخراجها ، فكان أن صدر من تلك الموسوعة حتّى يومك هذا نحو ثلاثين مجلّدا ، كنت فيها مخرجا ومراجعا ، ومستدركا ومنسقا .. كلّ ذاك برّا لشيخي الوالد دام ظله ، وحفظا لحرمة مولاي الجدّ قدّس سرّه .. واعتقادا بما لهذه الموسوعة من أهمية علمية ، ومفخرة دينية ، وفتح علمي ..

٩

والمفروض في هذه الإطلالة العاجلة أن ابادر بترجمة للمصنف قدّس سرّه ـ كالعادة ـ ثمّ الحديث عن عملنا في الكتاب وتحقيقه كما هو متعارف .. لو لا إنّي اكتفيت من ذا وذاك بما جمعته عن الأوّل وجمّعته في كتاب (مخزن المعاني) عن شيخنا الجدّ طاب رمسه واسرته ، وبما ذكرته في القسم الثاني من المقدّمة الذي جاء باسم (مسرد التنقيح) من دراسة حول الموسوعة وعملنا فيها ..

لذا لم أجد ثمّة مسوغا للتكرار أو داعيا للإسهاب ..

ولقد حدّثنا المصنف قدّس سرّه في ديباجة موسوعته الرجالية عن سيره وكيفية تبويب الكتاب مع فهرسته للفوائد ، وقد عبّر عنها هناك ب‌ : المقدمة .. وقال رحمه اللّه (١) :

وكتاب التنقيح ستّ مجلّدات (٢) ، وقد تضمّن : مقدّمة ، وفصولا ، وخاتمة ..

ثمّ قال عن الفوائد الرجالية هذه :

المجلّد الأول : في المقدمة ، وقد تضمّنت الكلام في مقامات أربعة :

الأول : في تعريف علم الرجال.

والثاني : في موضوعه.

والثالث : في فائدته ، ووجه الحاجة إليه وما يتعلّق به.

__________________

(١) تنقيح المقال ٣/١ من الطبعة الحجرية ، ولاحظ كتابنا : مسرد تنقيح المقال.

(٢) طبعت الموسوعة في ثلاث مجلّدات كبار ، كما لا يخفى ، وهذه التجزئة قد اختلّت عملا ، فلاحظ.

١٠

والرابع : في فوائد يلزم بيانها.

ثمّ قال : وفهرستها على ما يسطر :

الفائدة الأولى : في بيان كيفية الرجوع إلى كتب الرجال لإخراج أسامي رجال السند وتحصيل أحوالهم.

الفائدة الثانية : في مواليد النبيّ صلّى اللّه عليه وآله والأئمّة ووفياتهم صلوات اللّه عليه وعليهم أجمعين [وأسماءهم وكناهم وألقابهم].

الفائدة الثالثة : في بيان الرموز المستعملة في كتب الرجال (١) ، وبيان فساد استعمالها ، وبيان مسلك ابن داود في رمز(لم).

الفائدة الرابعة : في غناء المشايخ الثلاثة وأشباههم ـ بل جميع مشايخ الإجازة ـ عن التنصيص بالتوثيق في حقّهم ، وفي ذيله بيان المراد ب‌ : (شيخ الإجازة) ، والفرق بينه وبين : (شيخ الرواية).

الفائدة الخامسة : في بيان المراد بقولهم في حقّ جمع من رجالنا : (يعرف حديثه وينكر) ، وقولهم : (يعرف تارة وينكر اخرى).

الفائدة السادسة : في بيان عدم الوثوق بما في الكتب الفقهية الاستدلالية المختصرة والمطولة من القدح في الرجال.

الفائدة السابعة : في الكلام في روايات الفطحية والواقفية وكفاية الإستقامة أخيرا ، وسكوته عن إخباره حال استقامته في قبولها.

__________________

(١) وهي أعمّ ممّا كان منها رمزا لأصحاب أهل البيت عليهم السلام أولهم صلوات اللّه عليهم ، وكذا رموزا لجملة من مصنّفي الأخبار والرجال ، ورموزا لكتب الرجال.

١١

وتذييل ؛ يتضمن بيان أنّ الفطحية أقرب المذاهب الفاسدة إلى الحقّ.

الفائدة الثامنة : في دفع التنافي بين ذكر الشيخ رحمه اللّه في رجاله رجلا واحدا تارة من أصحاب أحد الأئمّة عليهم السلام واخرى في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام.

الفائدة التاسعة : في دفع التنافي بين ذكر الشيخ رحمه اللّه في رجاله رجلا واحدا تارة من أصحاب أحد الأئمّة عليهم السلام وتوثيقة إيّاه ، واخرى في باب أصحاب إمام آخر وسكوته في حقّه أو تضعيفه إيّاه.

الفائدة العاشرة : في لزوم الاهتمام في ضبط الأسماء والألقاب حتّى لا يشتبه رجل بآخر.

الفائدة الحادية عشرة : في الإشارة إلى عدّة من أصحاب الجرح والتعديل من القدماء.

الفائدة الثانية عشرة : في تفسير عدّة ألفاظ دائرة على ألسنتهم وأقلامهم ك‌ : شرطة الخميس ، والحواريين ، والزهّاد الثمانية ، والتابعين ، والفقهاء ، والسابقين الأولين ، والأركان الأربعة ، وثقات أمير المؤمنين عليه السلام ، وأصفيائه ، والباقين على منهاج نبيّهم من غير تغيير ولا تبديل ، والسفراء الأربعة ، ومدّعين السفارة كذبا ، والاثني عشر ، والسبعين المبايعين للرسول الأمين صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، والاثني عشر منافقا من الصحابة ، والاثني عشر من الصحابة الذين أنكروا على أبي بكر في غصبه الخلافة ..

١٢

الفائدة الثالثة عشرة : في تنقيح عدم جواز اعتماد المجتهد على تصحيح الغير مع إمكان مباشرته التصحيح.

الفائدة الرابعة عشرة : في إبطال ما زعمه جمع من الأخباريين من كون تنويع الأخبار من العلاّمة أو أستاده ابن طاوس قدّس سرّهما ، وكونه بدعة.

الفائدة الخامسة عشرة : في لزوم الاهتمام في تمييز الرجال المشتركين المختلفين وثاقة وضعفا .. وكيفية ذلك وأسبابه.

الفائدة السادسة عشرة : في بيان خطأ البناء على اتحاد رجلين بمجرّد اشتراكهما في الاسم أو الوصف [أو الكنية أو اللقب فقط].

الفائدة السابعة عشرة : في حكم الرجوع إلى أهل التواريخ والسير من العامة وغيرهم من أهل المذاهب الفاسدة فيما يرجع إلى أحوال الرجال .. وفي ذيله الإشارة إلى ما ارتكبوه في كتب رجال العامة من إعمال التعصّب وجعل التشيّع موجبا للضعف مطلقا أو في الجملة.

الفائدة الثامنة عشرة : في أنّ وصف خبير بأحوال الرجال حديثا بالصحّة المصطلحة شهادة منه بوثاقة رجال السند.

الفائدة التاسعة عشرة : في بيان مرادهم بقولهم(ثقة) ، وكشف سكوت النجاشي والشيخ عن الغمز في مذهب الرجل عن كونه إماميا .. وتذييله ببيان النكتة في إرداف قولهم : (ثقة) في بعض الرجال بقولهم : (صدوق) مع استلزام العدالة الصدق.

١٣

الفائدة العشرون : في حجية الخبر الموثّق وبيان عدم اجتماع فساد العقيدة مع العدالة.

الفائدة الحادية والعشرون : في لزوم التدقيق في الجرح كالتدقيق في التعديل ، وخطأ ما جروا عليه من المسامحة في الأوّل والتدقيق في الثاني ، وعدم قدح الخطأ في فروع الاصول في العدالة.

الفائدة الثانية والعشرون : في نقل عدّة عبائر(١) للشيخ المفيد رحمه اللّه تفيد توثيق جمع من أصحاب الباقرين والكاظم عليهم السلام.

الفائدة الثالثة والعشرون : في ردّ ما تداوله جمع من الأواخر من المبادرة إلى الحكم بإرسال الرواية بمجرد رواية راو عن آخر بغير واسطة لمجرّد غلبة روايته عنه بواسطة.

الفائدة الرابعة والعشرون : في جملة أمور يستفاد منها وثاقة الراوي.

الفائدة الخامسة والعشرون : في عدم صحّة ما صدر من جمع من نسبة الغلو إلى جمع من الرواة ، وكذا الوقف.

الفائدة السادسة والعشرون : في أنّ من ثبتت عدالته أو حسن حاله لا يناقش في حاله بالحرمان من حضور وقعة الطفّ ما لم يعلم وجه عدم حضوره.

__________________

(١) كذا ، والظاهر : عبارات.

١٤

الفائدة السابعة والعشرون : في عدم كون الخروج بالسيف من أولاد الأئمّة عليهم السلام على إطلاقه دليل الفسق ، وأنّ خروجهم قسمان : قسم يوجب الفسق ، وقسم آخر لا يوجبه ، وبذيله حكم خروج من خرج معهم من أصحاب الأئمّة عليهم السلام.

الفائدة الثامنة والعشرون : في أنّ صحبة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله بمجردها لا تثبت عدالة من اتّصف بها ، بل حال المتّصف بها في خبره حال غيره ، وفي ذيلها حال أهل بيعة الرضوان.

الفائدة التاسعة والعشرون : في حكم ما إذا دلّت الأخبار على عدالة رجل أو حسن حاله وقد جرحه علماء الرجال.

الفائدة الثلاثون : في فوائد مختصرة متفرقة :

إحداها : كفاية استقامة الرجل قبل موته بمقدار واعتداله في الاعتماد على حديثه.

الثانية : عدم كون رواية الرجل ما يستلزم وثاقته أو مدحه من باب الشهادة للنفس حتّى ترد لذلك روايته تلك.

الثالثة : في بيان مسلك العلاّمة في الخلاصة وابن داود في رجاله.

الرابعة : تأخّر زمان المحقّق الشيخ محمّد عن زمان الفاضل الجزائري ، وكون الأوّل متلقّيا من الثاني جملة من المطالب.

الخامسة : حال توثيقات ابن نمير.

١٥

السادسة : في بيان طريقة الشيخ رحمه اللّه في رجاله.

السابعة : في نقل كلام الشيخ الحرّ العاملي الباني على توثيق الأربعة آلاف أصحاب الصادق عليه السلام .. وردّه.

الثامن : نقل كلام العلاّمة المجلسي رحمه اللّه في أنّ جلّ تعبير العامة عن الإمام جعفر بن محمّد عليهما السلام هو : الصادق .. ومناقشة ذلك.

التاسع : المقصود من وصف بعض الرجاليين للرجل ب‌ : (المعدل).

العاشر : كانت العرب تنسب قديما إلى القبائل وبعد توطّنها المدن والقرى نسبت إليها وضاعت الأنساب ..] (١).

هذا هو فهرس مقدّمة الكتاب .. كما رتّبه رحمه اللّه ..

وكان بودّي أن أستدرك هذه الفوائد ـ لقناعتي بوجود فوائد اخرى كثيرة ـ أو نذكر ما هناك من مناقشات أو ملاحظات عليها منّا أو من الأعلام ـ كما هو صنيعنا مع كتاب دراية الشيخ الجدّ قدّس سرّه (مقباس الهداية) .. ـ فكان أن جمعت منها ورتبتها وأثبتّ الكثير .. إلاّ أنّ إنهماكي في تصحيح الموسوعة وإخراجها واستدراكها .. مع اقتصار الفوائد هذه على مجلّدين من السلسلة (١ و ٢) حال دون تحقيق هذه الامنية التي

__________________

(١) ما بين المعقوفين ممّا أضفته على متن المصنف طاب رمسه ، حيث جاء في فوائده الرجالية ، وسقط من قلمه هنا عند الفهرسة ، ولعلّه رحمه اللّه ألحقها بعد ما فهرس الفوائد. فتدبّر.

١٦

نسأل اللّه سبحانه وتعالى أن يوفّقنا لذلك في القريب العاجل .. حيث قد تطبع مستقبلا ـ مستقلا ومنفصلا ـ مفصّلا .. ومن اللّه التوفيق وعليه التكلان.

كما لا أتطرق للحديث عن هذا العلم تأسيسا أو تاريخا ، وأدواره وما مرّ عليه وجرى .. بل أقتصر على مقالة السيد الأمين رحمه اللّه في أعيانه حيث قال (١) : حصل التهاون في علم الرجال من المتأخّرين في عصرنا وما قرب منه وفي علم الحديث ، واشتغل الناس عنهما بعلم أصول الفقه ، وصاروا يكتفون في تصحيح الروايات وتضعيفها بما صححه غيرهم.

أما معرفة حدود تاريخ تأليف هذه الفوائد الثمينة ، فيظهر مما نصّ عليه قدّس سرّه في آخر الفائدة الثالثة والعشرين من فوائده حيث قال : وعليك بالمحافظة على ما ذكرناه ، فإنّه ممّا منح اللّه به عبده في الثلث الأخير من ليلة الجمعة ، من شهر شوال ، سنة ألف وثلاثمائة وثمان وأربعين.

والملاحظ أنّ طبع هذه الفوائد جاء متأخّرا عن طبع الموسوعة ـ مع أنّي كنت قد حقّقتها وصفّفتها منذ أكثر من خمسة عشر سنة .. ـ وذلك لسعي لإخراج مجلّدات الشيخ الوالد ـ حفظه اللّه ـ قبلها لإدخل السرور عليه حتما وكي أحظى برضاه دوما ..

ومع كل هذا اقتصرت في مسعاي على ما رأيته ضروريا أو مفيدا ـ كما قلت

__________________

(١) أعيان الشيعة ١٢٤/٩ في ترجمة محمد بن اسماعيل الحائري ، صاحب كتاب منتهى المقال.

١٧

ومع كل هذا اقتصرت في مسعاي على ما رأيته ضروريا أو مفيدا ـ كما قلت سابقا ـ فالمحقّق ـ مهما كان وأنّى كان ـ يحذو حذو المؤلف ويتبّع أثره ويسير على خطاه .. بعد أن كان النص يقيّده ، والكلمة تحدّده .. وفكرة المؤلف تشدّه ..

ولا يفوتني في هذه العجالة من تقديم العذر وطلب النصح عن كلّ زلاتي ونقائص عملي ـ وما أكثرها ـ مع تكرر رجائي من إخواني الأعلام الأفاضل أن لا يبخلوا عليّ بملاحظاتهم وإرشاداتهم .. سائلا من المولى عزّ اسمه لهم ولي التوفيق ورضاه والدار الآخرة ..

والحمد للّه أوّلا وآخرا.

محمّد رضا المامقاني

قم ١٤٢٦ ه‌

١٨

الفوائد الرجالية

١٩
٢٠