تراثنا ـ العددان [ 127 و 128 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 127 و 128 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٤٩٤

القائم(١) ، فإنّه قد مات في سنة (٣٤١ للهجرة) ، وعليه لن يكون هناك إيّ إشكال على استنتاجنا السابق ، ولكن يبعد أن يكون مراد النعماني هو المنصور.

إنّ عقدة هذا البحث رهن بالالتفات إلى مسألة أشار إليها المؤرّخون في مصادرهم ، إذ قالوا : بأنّ المنصور أخفى موت والده خوفاً من اشتداد أمر أبي يزيد ، فلم يسمّ نفسه خليفة ، ولم يغيّر في ضرب النقود ، ولم يغيّر في قراءة الخطب وسائر شؤون الخلافة الأخرى ، فلمّا قضى على تمرّد أبي يزيد أعلن عن موت أبيه ، ونصب نفسه خليفة عنه(٢).

وعليه من الطبيعي أن لا يطّلع النعماني على موت القائم حتّى سنة (٣٣٦ للهجرة) ، متصوّراً أنّه لا يزال على قيد الحياة.

وبعد ضمّ كلتا هاتين العبارتين مورد البحث من كتاب غيبة النعماني إلى بعضهما نصل إلى نتيجة مفادها أنّ كتابة الأجزاء الوسطى من هذا الكتاب تعود إلى سنة (٣٣٦ للهجرة) ؛ إذ مع أخذ موت أبي يزيد في شهر محرّم من سنة (٣٣٦ للهجرة) بنظر الاعتبار ، يبعد أن يبقى النعماني على جهله بموت القائم الفاطمي حتّى نهاية تلك السنة. وبعد إضافة هذه النقطة وهي أنّ الكتاب ليس كبير الحجم ، يمكن القول بأنّ الفراغ من تأليف الكتاب كان في تلك السنة (أي سنة ٣٣٦ للهجرة) أو السنة التي تليها مباشرة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) هذا وإنّ نفس ادّعاء المنصور المهدوية بحاجة إلى تحقيق في حدّ ذاته.

(٢) الكامل في التاريخ ، ج٨ ، ص ٤٣٤ و ٤٥٥ ، افتتاح الدعوة ، ص ٣٣٤ ، الفقرة ٣٠٠.

٤١

وبطبيعة الحال علينا أن لا نتجاهل حقيقة أنّ النعماني وإن كان قد أضاف بعض الروايات إلى الكتاب بعد تأليفه ، ولكن ليس لدينا دليل على أنّه قد أحدث تغييراً في بنية الكتاب ، ولذلك لا يمكن القول بأنّ الكتاب كان قد تمّ تدوينه وتأليفه مرّتين ، لنكون بحاجة إلى البحث في تاريخ تأليفاته المختلفة.

ونتيجة البحث هو : أنّ الأجزاء الوسطى من كتاب غيبة النعماني تعود إلى سنة (٣٣٦ للهجرة) ، وأمّا خاتمة الكتاب فيبدو أنّها تعود أيضاً إلى تلك السنة ، أو السنة التي تليها مباشرة.

حقيقة بشأن كتاب غيبة النعماني :

قام شرف الدين الأسترآبادي في كتاب تأويل الآيات بنقل بعض الروايات عن غيبة الشيخ المفيد ، وقد عمد إلى حذف بداية الأسانيد من أغلبها ، ولكنّه في موضع من كتابه هذا (الصفحة رقم ٢٠٨) وفي هامش سورة التوبة بادر إلى نقل روايتين بكامل سنديهما تخلّلهما توضيح من المؤلّف منقولة من ذلك الكتاب :

ـ «حدّثنا عليّ بن الحسين ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ... وأوضح من هذا ـ بحمد الله ـ وأنور وأبين وأزهر ...».

ـ «أخبرنا سلامة بن محمّد ، قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن معمّر ...».

٤٢

وقد روي هذان الحديثان على هذه الصيغة(١) في غيبة النعماني (ص٨٦/١٧ ، ٨٧/ ١٨).

كما تمّ نقل سائر الموارد المنقولة في كتاب تأويل الآيات عن كتاب غيبة الشيخ المفيد بأجمعها في كتاب غيبة النعماني أيضاً :

ـ تأويل الآيات ، ص ٨٧ (هامش سورة البقرة) ، غيبة النعماني (ص ٣١٤/٦ ، ٢٨٢/٦٧).

ـ تأويل الآيات ، ص ١٠٢ (هامش سورة البقرة) ، غيبة النعماني (ص ١٣٢ / ١٤).

ـ تأويل الآيات ، ص ١٢٣ (هامش سورة آل عمران) ، غيبة النعماني (ص ٤١ / ٢).

ـ تأويل الآيات ، ص ١٣٣ (هامش سورة آل عمران) ، غيبة النعماني (ص ٢٦ ، ص١٩٩/١٣).

ـ تأويل الآيات ، ص ٢٥٦ (هامش سورة النحل) ، غيبة النعماني (ص ١٩٨/٩ ،٢٤٣/٤٣).

ـ تأويل الآيات ، ٣٨٤ (هامش سورة الشعراء) ، غيبة النعماني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) بطبيعة الحال يمكن ملاحظة بعض الاختلافات الطفيفة في هذين النقلين ، من قبيل : إبدال «حدّثنا» في الحديث الأوّل ، في النسخة المطبوعة من غيبة النعماني بـ : «أخبرنا» ، ولكن ورد التعبير في الطبعة الحجرية (ص ٤١) بنفس عبارة «حدّثنا» في بداية الحديث.

كما لم يرد ذكر بعض أوصاف الرواة في كتاب تأويل الآيات ، حيث يمكن إرجاع سبب ذلك إلى حذفها من قبل المؤلّف رعاية للإختصار.

٤٣

١٧٤ / ١١).

وعليه ليس هناك من شكّ في أنّ النسخة التي نسبها شرف الدين الأسترآبادي إلى الشيخ المفيد ، لم تكن سوى نسخة عن كتاب غيبة النعماني! فما الذي أدّى إلى حدوث هذا الخلط؟

وللإجابة عن هذا السؤال لابدّ من الالتفات إلى أنّ الشيخ المفيد كان له كتاب في الغيبة ، وقد ورد ذكره في كتاب رجال النجاشي(١) ، ويبدو ـ بطبيعة الحال ـ أنّ هذا الكتاب هو من بين كتبه المفقودة ، وليس بأيدينا أيّ معلومات خاصّة عنه أيضاً ، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى فإنّ الشيخ المفيد يكنّى بـ : (أبو عبد الله) ، واسمه : (محمّد بن محمّد بن النعمان) ؛ ولذلك كان يتمّ التعبير عنه أحياناً بـ : (أبو عبد الله ابن النعمان)(٢) ، ومن هنا يبدو الشبه بين اسم الشيخ المفيد وبين اسم أبي عبد الله النعماني مؤلّف كتاب غيبة النعماني جليّاً ، ومن هنا فإنّ تحريف اسم (أبو عبد الله النعماني) إلى (أبو عبد الله بن النعمان) ، أو الخلط بين هذين الاسمين ، هو السبب في نسبة كتاب غيبة النعماني إلى الشيخ المفيد.

وبطبيعة الحال علينا أن لا نغفل عن اشتراك النعماني والمفيد في الاسم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) رجال النجاشي ، ص ٤٠١ / ١٠٦٧.

(٢) مسكّن الفؤاد ، ص ٣٨ (ونقلاً عنه في بحار الأنوار ، ج ٨٢ ، ص ١٢١) ، رجال النجاشي ، ص ٤٠٤ / ١٠٧٠ ، شرح نهج البلاغة ، ج ٢ ، ص ١٦٥ ، كما ورد التعبير بـ : (ابن النعمان) في رجال النجاشي في ص ١٦١ / ٤٢٥ ، ص ٤٣١ / ١١٦١ ، ص ٤٥٧ / ١٢٤٦.

٤٤

من تراث مدرسة الحلّة

(مختصر المراسم العلويّة)

للمحقّق الحلّي

(٦٠٢ ـ ٦٧٦ هـ)

أحمد علي مجيد الحلّي

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدّمة :

الحمد لله ربِّ العالمين الذي جعل مراسم دينه بالأحكام النبويّة ، واختصر لنا ذلك بالنبيّ وآله إذ أمرنا بسلوك الطريقة العلويّة المحمّديّة ، وصلّى الله على خير خلقه محمّد وآله خير البريّة.

وبعدُ : فإنّه لم يجُل في خاطري أن يحالفني الحظّ والتوفيق في يوم من الأيّام فأضَعَ بين يديّ نسخةً وُضِعَت بين يَدَي المحقّق الحلّيّ ، جعفر بن الحسن الهذليّ (ت ٦٧٦ هـ) نفسِه ، هي النسخة الخطّيَّة من كتاب مختصر المراسم كتبها لَه وقرأها عليه تلميذه السيّد محمّد بن مطرف الحسنيّ في سنة (٦٧٢ هـ) ، واستَلَمَتها الأيدي الكريمةُ بعدَ ذلك جيلا بعد جيل ، فمن المحقّق الحلّي إلى تلميذه السيّد محمّد بن مطرف الحسني (كان حيّاً سنة ٦٩٥ هـ) ، ثمَّ

٤٥

إلى السيّد رضيّ الدين محمّد بن الحسن الرزقيّ الداوديّ الحسنيّ (كان حيّاً سنة ٦٩٥ هـ) ، الذي قرأها على السيّد ابن مطرف وأجازه بروايتها ، ثمّ تملّكها الشيخ محمّد جواد البلاغيّ (ت ١٣٥٢ هـ) ، وبين الأخيرين ما خفي عنّا من أسماء الذين قرأوا الكتاب ودرسوه وحفظوه وتملّكوه ، ثمّ تملّكها بالشراء من الشيخ البلاغيّ الشيخُ عليّ آل كاشف الغطاء (ت ١٣٥٠ هـ) ، ثمّ تملّكها نجلُه الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء (ت ١٣٧٣ هـ) ، ثمّ الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ (ت١٣٨٩هـ) الذي عرّفَها في كتابِهِ الذريعة ، ثمَّ السيّد عليّ الحسينيّ السيستانيّ ونجله السيّد محمّد رضا السيستانيّ ، فقد رأياها قبل تحقيق كتاب الشرائع لابن بابويه المنضمّ إلى نسخة مختصر المراسم ، واستنسخ الأخير كتاب الشرائع هذا ، فرحم الله الماضين وحفظ الباقين وجزاهم الله جميعاً خيرًا على حفظهم لنا هذا الأثر اليتيم النفيس الذي هو من آثار عظيم من عظماء علماء الحلّة ، هو الفقيه المعظّم المحقّق الحلّيّ قدس‌سره ، الذي وُلِدتُ في جوارِ قبره.

وكان من التوفيق أيضاً أن أعود إلى مدينتي الحلّة السيفيّة بعد انتقالي إلى النجف الأشرف مع والدي قبل أربعين عاماً ؛ وذلك لإحياء هذا الأثر ، وغيره من الآثار الحلّيّة ، وقد وفّقتُ إلى تحقيقه بضيافة مركز تراث الحلّة التابع للعتبة العبّاسيّة المقدّسة.

وكتاب المختصر هذا عرفتهُ في أواخر سنة (١٤٣٢هـ) في مكتبة الإمام كاشف الغطاء العامّة(١) يوم كان اهتمام المرجعيّة الرشيدة بإخراج أثر مهمّ من

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) إِذا ما بِنَاءٌ شادَهُ العِلمُ والتُّقى

تَهَدَّمَتْ الدّنيا وَلَم يَتَهَدَّمِ

٤٦

آثار الشيعة الإماميّة ، هو كتاب الشرائع لوالد الشيخ الصدوق عليّ بن الحسين ابن موسى ابن بابويه (ت ٣٢٩ هـ) والمنضمّ مع مختصر المراسم في مجموعة خطّيّة واحدة ، والذي حُقّق وطُبع ونُشر بجهود مضنية قلّ نظيرها.

وما إن كُلِّفتُ بإحياء بعض تراث مدينة الحلّة ـ العريقة الذكر ـ من سماحة الحجّة السيّد أحمد الصافي ـ دام تأييده ـ ، وذلك بالعمل في مركز تراث الحلّة الذي فُتح برعايته واهتمامه ، حتّى سارعتُ في الإجابة ، وانتهزت الفرصة في أن أُحيي هذا الأثر الذي لم يُطبع من قبل ، والذي كتبه تلميذ المؤلّف قدس‌سره.

وحاولت في مقالتي هذه أن أتناول كلّ شاردة وواردة تتعلّق بالكتاب ونسختيه علّني أستطيع أن أضع بين يديّ القارئ ما جاد به قلمي خدمة للتراث.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مكتبةُ الإمامِ الشيخِ محمَّد الحسين آل كاشف الغطاء العامَّة المسمّاة بـ : (مكتبة عليّ والحسين) ـ الوالدِ والولدِ ـ أسّسَها الشيخُ علىُّ ابن الشيخ محمَّد رضا ابن الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء (ت١٣٥٠هـ) فَضَمَّت أمَّات الكتبِ التّراثيَّة ، كتب الأجداد والآباء التي توارثوها خلفاً عن سَلَف ، ثمّ زادَ مؤسِّسُها على إرثها العريق كتباً بالشّراءِ والنّسخ ، فهو رحمه‌الله على ما استنسخه حقيقٌ بأن يلقّبَ بـ : (شيخ التراث) ، وزادَ عليها بعدَه نجلُه الشيخ محمَّد الحسين آل كاشف الغطاء وحفيده الشيخ شريف عامِلَيْنِ بنهجِ مؤسِّسِها في جمعِ التّراث وحفظه ، وشاءَ اللهُ تعالى أن يحفظَ هذه المكتبةَ على الرّغم من الظروف القاهرة التي ألمَّت بالعراق الجريح ، فرُعاتُها كما رأينا وسمعنا يحنّون عليها كحنوِّ الأمّ على طفلها.

وشعَّ نورُها من جديد يوم جدّدَ بناءَها آية الله العظمى السيِّد عليّ الحسينيّ السيستانيّ (دام ظلّه) سنة (١٤٢٨هـ) فازدادَ النورُ نورًا والخيرُ خيرًا ، وهي اليوم بحمد الله تعالى عامرةٌ بعمارتها الجديدة الواقعة بجنب مقبرة ومسجد الشيخ جعفر الكبير ، وموردٌ عذبٌ لطالبي العلم ومحيي التراث.

٤٧

المبحث الأوّل

سلاّر الديلميّ

مؤلّف كتاب (المراسم العلويّة في الأحكام النبويّة)

* التعريف به :

هو الفقيه الأعظم ، والشيخ الأجلّ ، الشيخ أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز الديلميّ(١) الطبرستانيّ(٢) ، المعروف بـ : (سلاّر) أو (سالار) ، وقد اشتهر بلقبه حتّى ذكره جملة من أصحاب الرجال والتراجم في باب السين(٣).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الدَيْلَمِيّ (بفتح الدال المهملة وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحتها ، وفتح اللام وكسر الميم) : نسبة إلى الديلم ، وهي بلاد معروفة ، ينسب إليها جماعة من أولاد الموالي ، ينظر : الأنساب (السمعاني) : ٢/٥٢٧.

(٢) طَبَرِستان (بفتح أوّله وثانيه ، وكسر الراء) : معناها ناحية الطَبَر ، والنسبة إلى هذا الموضع (الطَبَرِيّ) ، وهي بلدان في إيران واسعة كثيرة يشملها هذا الاسم ، خرج من نواحيها ما لا يحصى كثرة من أهل العلم والأدب والفقه ، والغالب على هذه النواحي الجبال ، فمن أعيان بلدانها : دهستان وجرجان وإستراباذ وآمل ـ وهي قصبتها ـ وسارية ، وشالوس ، وطبرستان في البلاد المعروفة بمازندران. (ينظر : معجم البلدان : ٤/١٣ باختصار).

(٣) هذه الترجمة أوردتها على سبيل الاختصار ، وهي خالية من بعض المطالب العلميّة ، وأوكلت الأمر إلى جملة من كتب التراجم ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ينظر ترجمته في : فهرست منتجب الدين : ٦٧ الرقم ١٨٣ ، معالم العلماء : ١٦٩ الرقم ٩٢٣ ، خلاصة الأقوال : ١٦٧ الرقم ١١ ، رجال ابن داود : ١٠٤ الرقم ٧١١ ، أمل الآمل : ٢ / ١٢٧ الرقم ٣٥٧ ، نقد الرجال : ٢/٣٤١ ، أعيان الشيعة : ٧/١٧٠ ، طبقات أعلام

٤٨

* ما قيل فيه :

١ ـ منتجب الدين ابن بابويه (ت ٥٨٥هـ) في الفهرست : «الشيخ أبو يعلى سالار بن عبد العزيز الديلميّ ، فقيهٌ ، ثقةٌ ، عين»(١).

٢ ـ السيّد المرتضى ، عليّ بن الحسين الموسويّ (ت ٤٣٦هـ) ـ أستاذه ـ في مفتتح أجوبة المسائل السلاّريّة التي سأله عنها الديلميّ ، قال : «قد وقفت على ما أنفذه الأستاذ ـ أدام الله عزّه ـ من المسائل وسأل بيان جوابها ، ووجدته ـ أدام الله تأييده ـ ما وضع يده من مسائله إلّا على نكتة وموضع شبهة».

٣ ـ السيّد محمّد مهديّ بحر العلوم (ت ١٣١٢هـ) : قال بعد إيراد كلام الشريف المرتضى المتقدِّم بشأن المسائل السلاّريَّة ما نصّه : «وناهيك بهذا النعت له من السيّد ، ولعمري لقد سأل هذا الفاضل في مسائله المذكورة عن أمور عويصة بتحرير متقن سديد يدلّ على كمال فضله واقتداره في صنعة الكلام وغيره ، وقد تعمّق السيّد الأجلّ المرتضى بما يعلم منه مقدار فضيلة السائل وتمهّره وتسلّطه على العلم ، وقد كان سؤاله عن ذلك حال تحصيله على السيّد وقراءته عليه.

فإنّه قال ـ في ابتداء المسائل ـ : (أمّا نِعَمُ الله تعالى على الخلق بدوام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشيعة : ٢/٨٦ ، الأعلام : ٢/٢٧٨ ، معجم رجال الحديث : ٨ / ٨ الرقم ٤٩١٩ ، موسوعة طبقات الفقهاء : ٢/٢٦٧ الرقم ١٥ و ٥/١٢٢ الرقم ١٨٠٣ ، وغيرها.

(١) فهرست منتجب الدين : ٦٧ الرقم ١٨٣.

٤٩

بقاء سيّدنا الشريف السيّد الأجلّ المرتضى علم الهدى ـ أطال الله بقاه وأدام علوّه وسموّه وبسطته ، وكبت أعداءه وحسدته ، فالألسُنُ تقصر عن أداء شكرها ، والمنن تضعف عن تعاطي نشرها ، فلا أزال الله عنّا وعن الإسلام ظلّه ، وحرس أيّامه من الغِيَر ، وبعد : فمن كان له سبيل إلى إلقاء ما يعرض له ويعتلج في صدره من الشبه إلى الخاطر الشريف ، واستمداد الهدى من جهته ، فلا معنى لإقامته على ظلمتها ، والغاية اقتباس نور الله سبحانه ؛ ليقف على الطريق النهج والسبيل الواضح والصراط المستقيم ، والخادم ـ وإن كان متمكّناً من إيراد ذلك في المجلس الأشرف وأخذ الجواب عنه على ما جرت به عادته ـ فإنّه سائل الإنعام بالوقوف على هذه المسائل ، وإيضاح ما أشكل منها ، ليعمّ النفع بها ، فيحصل بذلك المبتغى بمجموعه من الوقوف على الحقّ ، وعموم النفع للمؤمنين كافّة ، والتنويه باسم الخادم ، ولرأي سيّدنا الشريف السيّد المرتضى علم الهدى ـ أدام الله قدرته في ذلك وعلوّه إن شاء الله ..) ، ثمّ أخذ في ذكر المسائل»(١).

٤ ـ العلاّمة الحلّيّ (ت ٧٢٦هـ) في خلاصة الأقوال : «سلاّر بن عبد العزيز الديلميّ ، أبو يعلى ـ قدّس الله روحه ـ شيخنا المقدّم في الفقه والأدب وغيرهما ، كان ثقة وجهاً .. قرأ على المفيد ١١ ـ رحمه الله ـ وعلى السيّد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) المسائل السلاّريّة (مخطوط في مكتبة مجلس الشورى بطهران ، الرقم ٢/١٠٠٠٧) ، الفوائد الرجاليّة (بحر العلوم) : ٣/١٥ ، الذريعة : ٥/٢٠٦ الرقم ٩٦٠.

٥٠

المرتضى ـ رحمه الله ـ»(١).

٥ ـ ابن داود الحلّيّ (ت ٧٤٠هـ) في رجاله : «سلاّر بن عبد العزيز الديلميّ ، أبو يعلى ، فقيهٌ جليل معظّم ، مصنِّف ، من تلامذة المفيد والسيّد المرتضى»(٢).

٦ ـ الحرّ العامليّ (ت ١١٠٤هـ) في أمل الآمل : «الشيخ أبو يعلى سالار بن عبد العزيز الديلميّ ، فقيهٌ ، ثقةٌ ، ديّن .. ثقة ، جليل القدر ، عظيم الشأن ، فقيه ، يروي عنه الشيخ أبو عليّ [ابن الشيخ الطوسيّ]»(٣).

٧ ـ السيّد محمّد باقر الخوانساريّ (ت ١٣١٣هـ) في روضات الجنّات : «الشيخ المتفقّه الإمام أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز ، الملقّب بسلاّر الديلميّ ، أحد أعاظم المتقدّمين من فقهاء هذه الطائفة ، بل واحدهم المشار إليه في كتب الاستدلال .. وهو من كبار تلامذة المرتضى والمفيد»(٤).

٨ ـ السيّد محسن الأمين العامليّ (ت ١٣٧١هـ) في أعيان الشيعة : «كان متكلّماً ، أصولياً ، فقيهاً ، أديباً ، نحويّاً ، ذا شهرة واسعة بين العلماء ، فكانوا يقفون عند أقواله ، وينقلونها في كتبهم ، وحسبه شرفاً أنّه يعدّ من أجلّة تلامذة المفيد والمرتضى»(٥).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) خلاصة الأقوال : ١٦٧ الرقم ١١.

(٢) رجال ابن داود : ١٠٤ الرقم ٧١١.

(٣) أمل الآمل : ٢/١٢٤ ، و ١٢٧ الرقم ٣٥٧.

(٤) روضات الجنّات : ٢/٣٧٠.

(٥) أعيان الشيعة : ٧/١٧٠ تحت الرقم ٥٤٧.

٥١

* تصانيفه :

١ ـ الأبواب والفصول ، في الفقه(١).

٢ ـ الأسئلة السلاّريّة ، مسائل في الفقه سأل عنها أستاذه السيّد المرتضى ، مخطوط(٢).

٣ ـ التذكرة في حقيقة الجوهرة ، مفقود(٣).

٤ ـ التقريب في أصول الفقه ، مفقود(٤).

٥ ـ الردّ على أبي الحسن البصريّ في نقضه كتاب الشافي في الإمامة ، مفقود(٥).

٦ ـ المراسم العلويّة ، مطبوع.

٧ ـ المقنع في المذهب ، مفقود(٦).

* وفاته وموضع دفنه :

قال الصفديّ (ت ٧٦٤هـ) : مات في صفر سنة (٤٤٨ هـ)(٧).

وذكر السيّد محسن الأمين العامليّ (ت ١٣٧١هـ) والشيخ آقا بزرك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) ينظر : كشف الحجب والأستار : ٢ الرقم ٤ ، الذريعة ١/٧٣ الرقم ٣٦٣.

(٢) ينظر : الذريعة : ٢/٨٣ الرقم ٣٣١ (والأجوبة لأستاذه).

(٣) ينظر : الذريعة : ٤/٢٤ الرقم ٧٥.

(٤) ينظر : كشف الحجب والأستار : ١٣٦ الرقم ٦٧٧ ، الذريعة : ٤/٣٦٥ ١٥٩١.

(٥) ينظر : كالذريعة : ١٠/١٧٩ الرقم ٣٧٨.

(٦) ينظر : كشف الحجب والأستار : ٥٤٧ الرقم ٣٠٨٢ ، الذريعة : ٢٢/١٢٤ الرقم ٦٣٦٦.

(٧) الوافي بالوفيات : ١٦/٣٣.

٥٢

الطهرانيّ (ت ١٣٨٩هـ) نقلا عن نظام الأقوال(١) أنَّه : «مات بعد الظهر من يوم السبت لستّ خلون من شهر رمضان سنة (٤٦٣ هـ)»(٢) ، وهو الصحيح.

وقال الميرزا عبد الله الأفندي (ت حدود ١١٣٠هـ) في كتابه رياض العلماء وحياض الفضلاء نقلا عن تذكرة الأولياء(٣) : «إنّ سلاّر بن عبد العزيز الديلميّ مدفون في قرية خسرو شاه من قرى تبريز».

وقال الأفندي : «وقد وردتُ عليها أيضاً وسمعتُ من بعض أكابرها بل من جميع أهلها أنَّ قبره ـ قدّس سرّه ـ بها ، وكان قبره هناك معروفاً ، وقد زرته بها ، وخسرو شاه : كان (كانتـ ظ) في الزمن القديم بلدة كبيرة معروفة من بلاد آذربيجان ، والآن صارت قرية .. وهي من تبريز على مرحلة بقدر ستّة فراسخ»(٤).

وقال السيّد محمّد حسين الجلاليّ : «حدّثني السيّد محمّد عليّ القاضي التبريزيّ أنّ مزاره معروف ، وتزوره الطائفة»(٥).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) كتاب (نظام الأقوال في معرفة الرجال) لنظام الدين محمّد بن الحسين الساوجيّ ، نزيل عبد العظيم بالري ، وتلميذ البهائيّ ، توفّي بعد الشاه عبّاس (ت ١٠٣٨هـ) ، ينظر : الذريعة : ٢٤/١٩١ الرقم ٩٩٤.

(٢) ينظر : أعيان الشيعة : ٧/١٧٠ ، طبقات أعلام الشيعة : ٢/٨٦.

(٣) تذكرة الأولياء : في تراجم العلماء والصلحاء والأكابر والمشاهير المدفونين في تبريز ونواحيها ، للمولى حشري الأديب الشاعر الصوفيّ التبريزيّ (ق١١) .. طبع قبل سنين كما ذكره بعض المطّلعين ، ينظر : الذريعة : ٤/٢٩ الرقم ٩٩.

(٤) رياض العلماء : ٢/٤٤١ ـ ٤٤٢.

(٥) فهرس التراث : ٥٣٤.

٥٣

المبحث الثاني

كتاب (المراسم العلويّة في الأحكام النبويّة)

* التعريف به :

مختصر فتوائيّ معروف من أحكام الطهارة إلى الديات(١) ، في قسمين : العبادات والمعاملات ، في بعض مسائله إشارة إلى بعض الأدلّة ، ألّفه باسم أحد السلاطين لم يذكر اسمه تصريحاً في مقدّمة المؤلّف ، سُمّي في بعض الفهارس الأحكام النبويّة والمراسم العلويّة ، واشتهر بـ : المراسم ، وقد يعبّر عنه بـ : الرسالة اختصارًا(٢).

أوّل الكتاب : «الحمد لذي القدرة والسلطان ، والكرم والإحسان .. أمّا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) اشتمل الكتاب على : (كتاب الطهارة ، وكتاب الصلاة ، وكتاب الصوم ، وذكر الاعتكاف ، وكتاب الحجّ ، وكتاب الزكاة ، وكتاب الخمس ، وكتاب النكاح ، وكتاب الفراق ، وكتاب المكاسب ، وذكر الشركة والمضاربة ، وأحكام الشفعة ، وكتاب الأيمان والنذور والعهود والكفّارات ، وكتاب العتق والتدبير والمكاتبة ، وأحكام الديون ، وأحكام الوديعة ، وأحكام العاريّة ، وأحكام المزارعة ، وأحكام الإجارة ، وذكر الصلح ، وأحكام الوقوف والصدقات ، وأحكام الضمانات والكفالات ، والحوالات والوكالات ، وذكر الإقرار في المرض ، وأحكام الوصيّة ، وذكر اللقطة ، وذكر الصيد والذبائح ، وذكر الأطعمة والأشربة ، وكتاب المواريث ، وأحكام القضاء ، وأحكام الجناية ، وكتاب الحدود ، وباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).

(٢) ينظر : كشف الحجب والأستار : ٥٠١ الرقم ٢٨١٧ ، الذريعة : ٢٠/٢٩٨ الرقم ٣٠٦٥ ، التراث العربيّ المخطوط : ١١/٢٧٥ ، فنخا : ٢٩/٥٦.

٥٤

بعد على أثر ذلك أطال الله للحضرة العالية المظفّرة المنصورة الوزيريّة السيديّة الأجلّيّة السعادة والبقاء ، وأدام لها السلطان والعلاء ، والنور والسناء ، وكبت لها الحسدة الأعداء ، فإنّ أحقّ ما اشتغل به العارفون ، وعمل به العاملون ، الرسوم الشرعيّة والأحكام الحنيفيّة ، إذ بها ينال جزيل الثواب .. وقد عزمت على جمع كتاب مختصر يجمع كلَّ رسم ويحوي كلَّ حتم من الشريعة ، وأتيته على القسمة ؛ ليقرب حفظه ويسهل درسه ..»(١).

آخر الكتاب : «فقد أتينا في هذا الكتاب على كتب الفقه مع الاختصار ، وجنّبنا الإطالة والإكثار ، وجعلناه تذكرةً للعالمِين ، وإماماً للدارسين ، ومقنعاً للطالبين ، ورحمةً للعالمَين ، مع قلّة حجمه وصغر جسمه حاو للعبادات ، متضمّن للشرعيّات ، لا يفوته إلاّ القليل ، ولا يرجع البصر عن نظره وهو كليل ، فهو مليح المباني غزير المعاني ، ولم نصنّفه لقصور الكتب المصنّفات عمّا فيه ، بل لأنّ أصحابنا رضوان الله عليهم إذا اختصروا ، أثبتوا العبادات ، ولم يذكروا المعاملات ، ولأنّه على طريقة من القسمة غير مألوفة ، وملية غير معروفة ، فلذلك برّز على الأقران ووجب بفضله الإقرار والإذعان .. ويجعل عاقبتنا أجمعين إلى الجنّات ، إنّه جواد كريم ، بارٌّ رحيم»(٢).

* شروحه :

١ ـ شرحٌ لبعض المقاربين لعصر المصنِّف مختصرٌ على نحو التعليق ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) المراسم العلويّة : ٢٧.

(٢) المراسم العلويّة : ٢٦٥ ، وقد ذكرتُ النصّ بطوله لأنّ المؤلّف أورد فيه هنا علّة الاختصار في كتابه هذا.

٥٥

بعناوين (قوله ـ قوله) ، ذكره ورآه الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ عند الشيخ محمّد السماويّ ضمن مجموعة عليها إجازة بخطّ قطب الدين الراونديّ ، سعيد بن هبة الله الحسنيّ (ت ٥٧٣هـ) ، كتبها لولده نصير الدين حسين الشهيد ، وهو ناقص الأوّل ، من ذكر النسيان من أفعال الحجّ(١) إلى آخر الحدود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي ينتهي به كتاب المراسم(٢) ، والكتابُ سوف يُحقّق وينشر في مجلّة (دراسات علميّة) ، وقد أشار الشيخ عزّ الدين الحسن بن أبي طالب اليوسفيّ المعروف بالفاضل الآبيّ (ت ٦٩٠هـ) إلى هذا الشرح في كتابه كشف الرموز(٣).

وقد انتقلت هذه النسخة إلى مكتبة الإمام كاشف الغطاء وتسلسلها (٣١٦) ، رأيتها ضمن مجموعة مع كتاب الجواهر في الفقه لابن البرّاج ، ولِقدَمها أرى من المفيد أن أذكر مواصفاتها ، وهي على النحو الآتي :

النسخة ضمن مجموعة ضمّت ثلاثة كتب :

الأوّل : الجواهر في الفقه : للقاضي سعد الدين أبي القاسم عبد العزيز ابن نحرير بن عبد العزيز بن البرّاج ، قاضي طرابلس (ت٤٨١ هـ) ، ناقص

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) في الذريعة : (من أوّل الزكاة) ، فلاحظ.

(٢) ينظر : الذريعة : ١٤/٦٣ الرقم ١٧٥٢ ، و ٢٠/٢٩٨.

(٣) قال في كشف الرموز (٢ / ٤٠) ما نصّه : «... فإنّ كتب الأصحاب خالية عن حديث وارد في هذا المعنى ، واعتبرت كتب الأحاديث فما ظفرت بشيء ، وكذا ذكر شيخنا وصاحب البشرى ـ قدّس الله روحيهما ـ وتوهّم بعض الشارحين لرسالة سلاّر وجود حديث مرويّ بذلك ، فقال : إنّ الخبر الوارد بذلك للتقيّة ، والحديث المشار إليه موجود في هذا الشرح».

٥٦

الآخرـ ينتهي بالمسألة ذات الرقم (٧٣٣) من المطبوع ـ ويقع في ٤٥ ورقة ـ ورقتان منها بياض ـ وعليه إجازة السيّد سعيد بن هبة الله الراونديّ المذكورة ، ونصّها : «كتاب الجواهر في الفقه : تأليف القاضي أبي القاسم عبد العزيز بن نحرير ابن البرّاج(١) ـ رضي الله عنه ـ قرأه عليّ ولدي نصير الدين أبو عبد الله الحسين(٢) ـ أبقاه الله ومتّعني به(٣) ـ قراءة إتقان ، وأجزت له أن يرويه عنّي ، عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن المحسن الحلبيّ ، عنه ، كتبه : سعيد بن هبة الله»(٤).

الثاني : المراسم العلويّة : لسلاّر بن عبد العزيز الديلميّ(ت ٤٦٣هـ) ، ناقص الأوّل والآخر ، يبدأ بباب ذكر ما يتطهَّر به من الأحداث وينتهي بذكر أحكام الجنايات في القضاء ، ويقع في (٣١) ورقة ، بعض أوراقه مخرومة(٥).

الثالث : شرح المراسم العلويّة : لمجهول ، ناقص الأوّل ، ويبدأ من ذكر النسيان من أفعال الحجّ(٦) ، ويقع في (١١) ورقة ، واستنسخ عن هذه النسخة أوّلا : الشيخ محمّد بن محمّد بن عليّ الفراهانيّ المحمّد آباديّ في شعبان سنة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) في الذريعة زيادة : (الطرابلسيّ) ، وفي الطبقات غير موجودة ، فلاحظ.

(٢) في الذريعة : (الحسينيّ) ، وفي الطبقات صحيح مثل ما هو مثبت أعلاه ، فلاحظ.

(٣) لم يرد في الذريعة : (الله) ، التي بعدها تقرأ : (ونفعني به).

(٤) ينظر : طبقات أعلام الشيعة : ٣/٧٥ ، الذريعة : ٥/٢٥٧ ، و ١٤/٦٣ ، و ٢٠/ ٢٩٨ ، وهذه الإجازة لم يذكرها الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ في مجلّد الإجازات من الذريعة فهي ممّا يستدرك عليه ، فلاحظ.

(٥) ذكر الشيخ الطهرانيّ النسخة هذه في كتابه الذريعة : ٢٠/٢٩٨.

(٦) في الذريعة : (من أوّل الزكاة) ، فلاحظ.

٥٧

(٦١٨ هـ) ، ثمّ استنسخ عنها في شهر رمضان من تلك السنة أيضاً الشيخ أبو جعفر عليّ بن الحسين بن أبي العباس(١) الجاسبيّ الوارنيّ وكتبا ذلك بخطّهما في إنهاء النسخة.

ونصّ ما كتبه الأوَّل : «انتسخ منه أضعف عباد الله وأحوجهم إلى رحمته محمّد بن محمّد بن عليّ الفراهانيّ المحمّد آباديّ في عشر الأواخر من شهر الله المبارك رمضان(٢) سنة ثمان عشر وستّمائة داعياً لصاحبه ومستغفرًا لمصنِّفه»(٣).

ونصُّ ما كتبه الثاني : «انتسخ من هذا الكتاب العبد الضعيف الفقير المحتاج إلى رحمة الله تعالى أبو جعفر عليّ بن الحسين (الحسن) بن أبي الحباب الحسينيّ الوارانيّ في شهر الله المبارك رمضان عظَّم الله بركته سنة ثمان عشر وستّمائة داعياً لصاحبه بالخير».

والنسخة عليها ختم مكتبة مجد الدين [مجد الدين محمّد النصيريّ الأمينيّ (ت ١٣٩٠ هـ) ظاهرًا] ، وختم مكتبة الشيخ السماويّ ، (٨٧) ورقة ، مختلفة السطور ، (٧ / ١٣ × ٢٠) سم ، الغلاف : جلد ، أسود.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) في الذريعة : (الحسين) ، بدل : (الحباب) ، فلاحظ.

(٢) (رمضان) في النسخة تقرأ : (شعبان) ، وأثبتّها على ما ورد من الحديث في المقنعة (ص ٣٧٣) عن أمير المؤمنين عليه السلام : «شهر رمضان شهر الله ، وشعبان شهر رسول الله صلّى الله عليه وآله ، ورجب شهري» ، وعلى ما أثبته الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ في الذريعة ، فلاحظ.

(٣) ذكر الشيخ الطهرانيّ هذه النسخة في كتابه الذريعة : ٥/٢٥٧ ، و ١٤/٦٣ الرقم ١٧٥٢.

٥٨

٢ ـ شرح في زمن المحقّق الحلّيّ (ت ٦٧٦هـ) أو قبله بيسير ، نقل عنه الشهيد الأوّل (ت ٧٨٦هـ) في كتابه ذكرى الشيعة بعض الفوائد في باب التسليم ، وهو غير الشرح الأوّل(١) ، ولعلّه متّحد مع السابق ، والأمر يحتاج إلى تحقيق(٢).

٣ ـ شرح في زمن فخر المحقّقين الحلّيّ (ت ٧٧٠هـ) أو قبله بيسير ، فإنّه نقل عنه في كتابه إيضاح الفوائد في كتاب الطلاق ، وهو غير الشرح الأوّل(٣) ، ولعلّه متّحد مع السابِقَينِ ، والأمر يحتاج إلى تحقيق أيضاً(٤).

٤ ـ شرح السيّد ضياء الدين بن الفاخر : ويعبّر عنه بـ : (السيّد الفاخر) ، نقل عنه الشيهد الأوّل (ت ٧٨٦هـ) في كتابيه الدروس الشرعية وغاية المراد ، ونقل عن الشيهد الأوّل جملة من المتأخّرين ، ونقل عن شرح الفاخر هذا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) ثبت ذلك لي بعد مقابلة المطلب الذي نقله الشهيد الأوّل مع الشرح الأوّل ، فلاحظ.

(٢) ينظر : ذكرى الشيعة : ٣/٤٢٧ ، وقال فيه ما نصّه : «ومنها : إلزامه [المحقّق الحلّيّ] بوجوب صيغة : (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) تخييرًا ، وهذا قول حدث في زمانه فيما أظنّه أو قبله بيسير ، لأنّ بعض الشراح رسالة سلاّر أومأ إليه».

(٣) ثبت ذلك لي بعد مقابلة المطلب الذي نقله الشهيد الأوّل مع الشرح الأوّل ، فلاحظ.

(٤) إيضاح الفوائد : ٣/١٦١ ، وقال فيه ما نصّه : «ونقل صاحب شرح رسالة سلاّر من أصحابنا بأنّه وجد بعض فتاوى المفيد بأنّ العقد وحده لا يوجب كلّ المهر بل إنّما يجب كلّ المهر بالعقد والدخول أو الموت فعلى هذا لا يتوجّه كلام ابن إدريس ، والحقّ عندي اختيار والدي المصنِّف».

٥٩

جملة من الأعلام ، منهم : حسين بن موسى العامليّ (ق٩) في كتابه نزهة الأرواح فيما يتعلّق بأحكام النكاح(١) ، والشهيد الثاني (ت ٩٦٥هـ) في كتابه مسالك الأفهام ، والسيّد محمّد العاملي في كتابه غاية المرام ، والفاضل الهندي (ت ١١٣٧هـ) في كتابه كشف اللثام ، والسيّد محمّد جواد العامليّ (ت ١٢٢٨هـ) في كتابه مفتاح الكرامة(٢) ، وقرنه الأخير بأعاظم العلماء ، وعصره غير معروف لديّ ، وكلّ ما أعرفه عنه وهو أنّه متقدّم على الشهيد الأوّل(٣).

قال الشيخ محمّد حسن النجفي (ت ١٢٦٦هـ) في كتابه جواهر الكلام : «.. والسيّد الأجلّ عليّ بن موسى ابن طاووس صاحب الكرامات ، والعلاّمة طاب ثراه في جملة من كتبه ، ووالده وولده وابن أخته السيّد العميد ، والسيّد ضياء الدين ابن الفاخر ، والشهيدين والمقداد وتلميذه محمّد بن شجاع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) ينظر : فنخا : ٣٣ / ٢٨٧.

(٢) ينظر : الدروس الشرعيّة : ١ / ٤٦٥ ، غاية المرام : ١ / ١٠٠ ، مسالك الأفهام : ٩ / ٢٧٩ ، نهاية المرام : ٢ / ١٠١ ، كشف اللثام : ٨ / ١٢٤ ، مفتاح الكرامة : ٩ / ٦١٦.

(٣) في كتاب (الأنوار اللوامع في شرح مفاتيح الشرائع) للشيخ حسين آل عصفور (ت ١٢١٦هـ) ما نصّه : «وقال أبو الصلاح الحلبيّ والسيّد الفاخر السيّد أحمد بن طاوس : (لا يحتسب من العدّة ما لا يحصل فيه الحداد من الزمان ؛ للإخلال بمراد الشارع فلا يحصل الامتثال ويجب الاستيناف وهو نادر ..). ومن المعلوم أنّ هذه العبارة نقلها الشهيد الأوّل في (الذكرى) عن شرح المراسم للسيّد الفاخر ، وقد تفرّد الشيخ حسين آل عصفور بهذا القول ، فلم ينصّ أحد على أنّ السيّد الفاخر شارح المراسم هو السيّد أحمد ابن طاووس (ت ٦٧٣هـ) ، ويبقى لديّ السيّد الفاخر مجهول فاخرٌ ، فلاحظ».

ينظر : الأنوار اللوامع : ١٠ ق٢ / ١٥٩.

٦٠