تراثنا ـ العددان [ 127 و 128 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 127 و 128 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٤٩٤

لا غير»(١).

* أما الشيخ عليّ بن يونس العاملي النباطي البيّاضي (ت ٨٧٧ هـ) ، فقد قال في تعليقه على الحديث : «وفي هذا الحديث دليل ظاهر ، على نصّ قاهر من الله تعالى ومن رسوله على عليٍّ بالإمامة ، حيث قال الرسول الذي لا ينطق عن الهوى : أو ليبعثنّ الله عليكم ، وفي قوله : (يضرب رقابكم) إشارة أخرى لأنّ ضرب الرقاب لا يكون إلاّ للرئيس دون المرؤوس ، وفي تشبيه المقاتلة على تأويله بالمقاتلة على تنزيله إشارة أخرى ؛ لأنّ التشبيه بالفعل الذي لا يكون إلاّ من النبيّ لا يكون إلاّ من الإمام الذي هو مشابه النبيّ ، فإنّ جاحد العمل بالتأويل كجاحد العمل بالتنزيل ومرجع قتال الفريقين ليس إلاّ إلى النبيّ أو الإمام ، فمراد النبيّ بذلك القول الإمامة لا غير»(٢).

* ويقول الشيخ الماحوزي : «وفي هذه الأخبار المتضمّنة لخصف النعل كلّها دلالة على استحقاقه عليه‌السلام للإمامة»(٣).

* وأورد السيّد المرعشي النجفي نقلاً عن القاضي التستري قوله : «وقول الرسول(صلى الله عليه وآله) : يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله يقتضي التشبيه والمماثلة ، لأنّ الكاف للتشبيه ، ومشابه الرسول لابدّ وأن يكون حقّاً للموادّ المتّصلة إليه من الله سبحانه ، فلا يجوز أن يشبّه الشيء بخلافه ولا يمثّله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) نهج الإيمان ص٥٢٣.

(٢) الصراط المستقيم ٢ / ٦٣.

(٣) الأربعون حديثاً ص٢٤٢.

١٨١

بضدّه ، بل يشبّه الشيء بمثله ، ويمثّله بنظيره ، فيكون عليه‌السلام مشابهه(صلى الله عليه وآله) في الولاية ، لهذا ولاية التنزيل ، ولهذا ولاية التأويل ، ويكون قتاله على التأويل مشبّهاً بقتاله على التنزيل ، لأنّ إنكار التأويل كإنكار التنزيل ، لأنّ منكر التنزيل جاحد لقبوله ، ومنكر التأويل جاحد للعمل به ، فهما سواء في الجحود ، وليس مرجع قتال الفريقين إلاّ إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) أو الإمام ، فدلّ على أنّ المراد بذلك القول الإمامة لا غير ، وحديث خاصف النعل حديث مشتهر بين الفريقين»(١).

* ومن المعاصرين أورد الشيخ محمّد السند قائلاً : «والجدير بالإشارة أنّه قد قُرن في مفاد الروايات بين دور الرسول(صلى الله عليه وآله) وبين دور أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وأنّ الدور الثاني عدل للأوّل ، نظير ما في حديث الثقلين من عدلية أهل البيت عليهم‌السلام للكتاب ، إلاّ أنّ هاهنا قد جُعلت القيمومة على تنزيل القرآن للنبيّ(صلى الله عليه وآله) ، والقيمومة على تأويله مهمّة على عاتق أمير المؤمنين وولده المعصومين عليهم‌السلام وراثة من قيمومة النبيّ(صلى الله عليه وآله) على التأويل. وكما أنّ دور النبىّ(صلى الله عليه وآله) في التنزيل هو انتداب من الغيب إلى الشهادة ، فكذلك الحال في دورهم في التأويل ، فالحديث يدلّ على المشاطرة بين التنزيل والتأويل في اكتمال بيان حقيقة القرآن ، وبالتالي مشاطرتهما في تأليف مجموع الشريعة ومشاركتهما في مجموع أبواب الدين»(٢).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) شرح إحقاق الحق ٧ / ٤٥٠.

(٢) الإمامة الإلهية ٢ ـ ٣ / ٢٤٢.

١٨٢

السلفية واستعمال التأويل مرة أخرى!

لم يستطع التيّار السلفي من المتقدّمين والمتأخّرين التشكيك أو الطعن في طرق حديث (القتال على التأويل) ، إذ يبدو أنّ تعدّد طرق الحديث ، وكثرة أسناده ، وقوّة رواته ، ووثاقة مصادره ، وشهرة ألفاظه ، قد منعتهم من سلوك لعبة تضعيف الأسانيد ، فراحوا يلعبون على وتر آخر ، وهو تمييع النصّ من خلال تأويلات باردة ، وتخريجات مفضوحة لحرف مسار الحديث في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وفضح أعدائه ومناوئيه ، فقالوا إنّ المقصود هو قتال الخوارج (أهل النهروان) ؛ لأنّهم تأوّلوا القرآن ، وكانت معركة النهروان نتيجة سوء التأويل لآيات القرآن الكريم ، فيكون قتال أمير المؤمنين عليه‌السلام في معركة النهروان هو التصديق الخارجي لحديث القتال على التأويل ، وأنا قبل أن أستعرض بعض أقوالهم في المسألة ، أودّ الردّ على هذا القول بما يلي :

أولاً : إنّ التأويل الخاطئ للقرآن الكريم لم يقتصر على الخوارج ، فأصحاب الشورى تأوّلوا آية الشورى خطأً ونتج عن ذلك سلسلة الحكومات التي انقلبت على صريح النصّ ، ثمّ قيام حربي الجمل وصفّين على أنقاض التأويلات التي أنتجت تلكم الحكومات ، وكثير من بدع أهل الزيغ وأئمّة الجور وأباطيلهم إنّما جاءت من تأويلات النصوص القرآنية أو الروائية ، فلا خصوصية للخوارج ههنا.

ثانياً : إنّ مقارنة قتال التأويل بقتال التنزيل في عهد النبيّ ، يكشف أنّ

١٨٣

المقصود أعمّ من قتال الخوارج ، ولاسيّما مع ورود كاف التشبيه ، فإنّ النبيّ لم يقاتل فئةً بعينها ، أو عدوّاً واحداً ، وإنّما قاتل قريش ، واليهود ، والروم ، والأعراب ومن يتحالف معهم ، فالاقتصار على حرب الخوارج في تأويل الحديث أمر تكذّبه النصوص وأحداث التأريخ الإسلامي.

ثالثاً : إنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام لم يكن الوحيد الذي قاتل الخوارج ، فقد جرت معارك بين الخوارج وبين الدولة الأموية ، والدولة العبّاسية ، ومعارك جانبية مع فئات إسلامية متنوّعة ، وهذا يتعارض مع ظاهر الحديث الذي يشير إلى خصوصية الأمير عليه‌السلام في قتالهم.

رابعاً : إنّ في بعض النصوص تلميحاً أنّ من يقاتلهم أمير المؤمنين عليه‌السلام هم أتباع أبي بكر ومن كان معهم ، ومن ما رواه ابن أبي شيبة الكوفي : «إنّ منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قوتلتم على تنزيله»(١) ، فقوله : (كما قوتلتم على تنزيله) يكشف أن المقاتَلين ـ بالفتح ـ هم الحزب القرشي ، من بني تيم وعدي وبني أمية آل العاص وآل الحكم وآل أبي معيط ومن يدور في فلكهم.

أمّا أهمّ الشواهد التاريخية على التمحّلات السلفية فكما يأتي :

* الحافظ الذهبي : أورد حديث القتال على التأويل ثمّ علّق عليه قائلاً : «قلت : فقاتل الخوارج الذين أوّلوا القرآن برأيهم وجهلهم»(٢).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٧.

(٢) تاريخ الإسلام ٣ / ٦٤٢.

١٨٤

* أبو جعفر الطحاوي : ذكر في كتابه شرح مشكل الآثار : أنّ الذين قاتلهم الأمير عليه‌السلام على تأويل القرآن هم أهل حروراء (الخوارج)(١).

* فضل الله بن روزبهان الأصفهاني(٢) : «صحّ هذا الحديث ، وهذا يدلّ على أنّه يقاتل البغاة والخوارج ، وكان مقاتلة البغاة والخوارج على تأويل القرآن ؛ حيث كانوا يؤوّلون القرآن ويدّعون الخلافة لأنفسهم ، فقاتلهم أمير المؤمنين ، وعلم الناس قتال الخوارج والبغاة ... ، وهذا لا يدلّ على النصّ بخلافته ، بل إخباره عن مقاتلته في سبيل الله مع العصاة والبغاة»(٣).

* عبد العزيز الدهلوي(٤) ، قال : «ولا دلالة في هذا الحديث على أنّ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) شرح مشكل الآثار ١٠ / ٢٤١.

(٢) هو «فضل الله بن روزبهان بن فضل الله الخنجي الأصفهاني المعروف بـ : (پاشا) كان من أعاظم علماء المعقول والمنقول ، حنفيّ الفروع وأشعريّ الأصول ، متعصّباً لأهل مذهبه وطريقته ، متصلّباً في عداوة أولياء الله وأحبّته ، له كتب ومصنّفات ورسائل ومؤلّفات منها كتاب المقاصد في علم الكلام وكتاب إبطال الباطل في نقض كشف الحقّ الذي كتبه العلاّمة في مخالفات أهل السنّة والإمامية في العقايد والأحكام ، وهو الذي رد عليه القاضي نور الله التستري الشهيد الموثّق الموفّق في كتابه الموسوم بإحقاق الحقّ». شرح إحقاق الحقّ ١ / ٧٥.

(٣) شرح إحقاق الحقّ ٧ / ٤٥٠.

(٤) عبد العزيز ، العمري ، الدهلوي ، الملقّب سراج الهند. كان فقيهاً حنفيّاً ، محدّثاً ، من مشاهير علماء الهند. صنّف كتباً ، منها : تفسير القرآن المسمّى بفتح العزيز ، الفتاوى في المسائل المشكلة ، بستان المحدّثين وهو فهرس كتب الحديث ، العجالة النافعة في أصول الحديث ، ميزان البلاغة ، حاشية على شرح هداية الحكمة لصدر الدين الشيرازي ، والتحفة الإثنا عشرية ، وفي كتابه الأخير أنكر جملة من الأحاديث

١٨٥

الأمير إمام بلا فصل ، إذ لا ملازمة بين المقاتلة على تأويل القرآن والإمامة بلا فصل بوجه من الوجوه ، بل لو استدلّ به على مذهب أهل السنّة لأمكن ، لأنّه يفهم منه بالصراحة أنّ الأمير قد يكون إماماً في عصر يقاتل فيه على تأويل القرآن ووقت قتاله معلوم متى كان ، وهو من دلائل أهل السنّة على أنّ الحقّ كان في جانب الأمير وكان مقاتلوه على الخطأ ، حيث لم يفهموا معنى القرآن وأخطأوا في اجتهادهم ، وإنكار تأويل القرآن ليس بكفر إجماعاً. وإنْ أنكر أحد معنى القرآن الظاهر بسوء فهمه ففي كفره تأمّل ...»(١).

أقول : إنّ في ما ذكرناه من قول ، وما نقلناه من أقوال في دلالة الحديث على إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام كفاية إن شاء الله تعالى في ردّ هذه التأويلات الباردة ، والتخريجات البائسة ، التي لا تكن على قراءة أو تحقيق ، وإنّما مغالطات يفرضها التعصّب الأعمى ، والانغلاق النفسي عن قبول الحقّ والرضوخ لأحكامه وبراهينه.

الفائدة الثالثة : تقسيم مراحل الرسالة الإسلامية :

من أهمّ دلالات الحديث الإشارة النبوية الواضحة إلى تقسيم حركة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في فضل أمير المؤمنين عليه‌السلام وإمامته ، فردّ عليه السيّد حامد حسين اللكهنوي (١٢٤٦ ـ ١٣٠٦ هـ) في إثبات صحّة وتواتر هذه الأحاديث في موسوعته الكبيرة والقيّمة (عبقات الأنوار في إمامة الأئمّة الأطهار) ـ راجع : خلاصة عبقات الأنوار ١ / ٢٣ ؛ موسوعة طبقات الفقهاء ١٣ / ٣٤٣.

(١) استخراج المرام ٣ / ١٨٨.

١٨٦

الرسالة الإسلامية إلى مرحلتين ، الأولى (مرحلة التنزيل) ، والثانية هي (مرحلة التأويل) ، وواضح من هذا التقسيم أنّه جاء بلحاظ الدور القرآني في مسيرة الرسالة الإسلامية ، وحركة الشريعة الخاتمة ، فالقرآن يتجلّى بمستويين مختلفين من الحضور في الحياة المجتمعية ، والفكر العقدي والفقهي ، والسلوك الفردي والاجتماعي للأمّة الإسلامية ، مستوى التنزيل ومستوى التأويل ، وبسبب اختلاف مستوى ظهور وتجلّي المعارف الدينية بين المرحلتين ، وطبيعة النصّ الديني ، ومستوى المسؤوليّات ، وحجم التحدّيات ، فإنّ لكلّ مرحلة معالمها ، وشخصيّاتها ، ومميّزاتها ، واستحقاقاتها التي ينبغي أن توصف بشكل واضح للأمّة الإسلامية الفتية حتّى تكون على هدىً وبصيرة من أمرها ، وحتّى لا تقع في متاهات الزيغ والضلال كما وقعت الأمم السابقة عليها.

الفائدة الرابعة : موقف أبي بكر وعمر!

من أهمّ دلالات حديث القتال على التأويل ، ما ورد في جملة الروايات أنّ أبا بكر وعمر استشرفا لمنقبة القتال على التأويل ، وبادر كلٌّ منهما للقول : «أنا هو يا رسول الله؟» ، فردّهما النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأشار إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام الذي كان يخصف نعله ، وفي هذا المشهد دلالات كبيرة وفوائد مهمّة عن شخصيّة هذين الرجلين ، ومن أهمّها :

١ ـ إن في هذا الموقف دلالة على عدم المبالاة بشخص النبيّ(صلى الله عليه وآله) ،

١٨٧

فإنّهما سبقاه إلى القول قبل أن ينهي كلامه ، بينما وجدنا أنّ بقية الصحابة التزموا الصمت ، ولم يبدوا رأياً ، ولم يتّخذوا موقفاً حتّى ينهي رسول الله(صلى الله عليه وآله)كلامه ، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(١) ، ومثل هذا الموقف في التسرّع وعدم المبالاة بشخصيّة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ليس غريباً عليهما ، فهما اللذان تنازعا في محضر النبيّ ، ورفعا صوتيهما فوق صوته ، حتّى نزل قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْض أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ)(٢) ، وهما اللذان كانا يفرّان في المعارك خلافاً للتوجيهات والأوامر ، وقد أغضبوه في معركة بدر حين أطلقوا عبارات التهويل والتخويف من قريش ، وأغضبوه في صلح الحديبية ، وأغضبوه في مرضه وقبيل وفاته ، وأغضبوه عندما تخلّفوا عن جيش أسامة ، وعليه فإنّ هذا الموقف يضاف إلى بقيّة مواقفهما.

٢ ـ إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) ذكر الجهاد والقتال ، والكلّ يعرف أنّهما لم يكونا من أهل القتال ، ولم يسجّل التاريخ لهما أو لأحدهما بطولة تُذكر في المعارك والغزوات ، وقد تناقل الرواة فرارهما يوم أحد وخيبر وحنين ، فعلام قيامهما؟! ولماذا يصرّان على الظهور بمظهر المقاتلين الأشدّاء؟!!

٣ ـ إنّ قيام أبي بكر وعمر دون غيرهما يدلّ على تحزّبهما سويّة في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الحجرات : ١.

(٢) الحجرات : ٢.

١٨٨

حياة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وتخطيطهما المبكّر للانقلاب ، وتفكيرهما بالحكم والأمارة ، وإلى هذا أشار أمير المؤمنين عليه‌السلام في خطبته الشقشقية المعروفة : «لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا»(١) ، قال ابن ميثم البحراني رحمه‌الله : «وقد استعار عليه السّلام لفظ الضرع هاهنا للخلافة ، وهي استعارة مستلزمة لتشبيهها بالناقة ، ووجه المشاركة المشابهة في الانتفاع الحاصل منها ، والمقصود وصف اقتسامهما لهذا الأمر المشبّه لاقتسام الحالبين أخلاف الناقة بالشدّة على من يعتقد أنّه أحقّ بها منهما أو على المسلمين الَّذين يشبهون الأولاد لها»(٢).

الفائدة الخامسة : حروب الردّة والفتوحات لم تكن جهاداً!

من النتائج الملفتة التي يمكن للباحث المحقّق أن يستنبطها من بين السطور في ألفاظ هذا الحديث الشريف أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) لم يعطِ الشرعية لأي معركة يقوم بها غير أمير المؤمنين عليه‌السلام من بعده ، فقد علمنا أن الجهاد بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) إنّما هو جهاد التأويل ، لانحصار جهاد التنزيل برايته الشريفة ، فالقتال تحت راية النبيّ هو قتال التنزيل ، وما يحدث بعده من جهاد أو قتال يقوم به وصيّه أو خليفته إنّما هو جهاد على تأويل القرآن الكريم ، وقد ثبت بهذا الحديث المستفيض عند الفريقين أنّ المختصّ بمنقبة القتال على التأويل هو أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فأيّ مشروعية للحروب التي خاضها أبو بكر وعمر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) نهج البلاغة ١ / ٣٣.

(٢) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ١ / ٢٥٨.

١٨٩

وعثمان؟! وأيّ شرعية للحركات والانتفاضات والمعارك التي خاضها المسلمون ـ على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ـ بعيداً عن راية الإمام ، وقيادة الإمام ، وتوجيه الإمام ، سواء ما كان منها حروباً داخليةً بين المسلمين ، أو المعارك التي حدثت مع الدول والمجموعات غير المنتحلة للإسلام؟

ومن المهمّ هنا أن نشير إلى أن سياسة حكومة أبي بكر باستعمال الحسم العسكري في قمع احتجاجات قبيلة مالك بن نويرة اليربوعي كانت من أوائل التصفيات الجماعية الظالمة التي شهدتها الأمّة الإسلامية بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، ولم يكن مالك وجماعته من المرتدّين أو المنكرين للرسالة الإسلامية ، وإنّما تأوّلوا فوجدوا مبدأ الشورى أو الانتخاب الصوري الذي استندت إليه حكومة السقيفة خطأ ، وكان تأويلهم في محلّه ، ويدلّ على صحّته عدم صلاحية أبي بكر لخوض حروب التأويل بنصّ هذا الحديث الشريف.

١٩٠

المصادر

١ ـ إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل (مع شرح إحقاق الحقّ) : نور الله الحسيني المرعشي التستري الشهيد في بلاد الهند سنة ١٠١٩. منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ، قم ـ إيران ، ١٤١١ هـ.

٢ ـ استخراج المرام من استقصاء الإفحام : علي الحسيني الميلاني. الناشر : المؤلّف ، المطبعة والتجليد : صداقت ، الطبعة الأولى ، قم ، ـ ١٤٢٥ هـ.

٣ ـ الأربعون حديثاً في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام : سليمان بن عبد الله الماحوزي البحراني (ت ١١٢١ هـ). تحقيق : السيّد مهدي الرجائي ، مطبعة أمير ، الطبعة الأولى ، قم ، ١٤١٧ هـ.

٤ ـ الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد : الشيخ المفيد أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان العُكبري البغدادي ، (٣٣٦ ـ ٤١٣ هـ). تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، لتحقيق التراث ، دار المفيد للطباعة والنشر ، الطبعة الثانية ، بيروت ، ١٤١٤ هـ ـ ١٩٩٣ م.

٥ ـ الإصابة في تميز الصحابة : أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، (ت ٨٥٢ هـ).

دراسة وتحقيق وتعليق : الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمّد معوّض. دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، بيروت ، ١٤١٥ هـ ـ ١٩٩٥ م.

٦ ـ الأمالي : أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠ هـ). تحقيق : قسم

١٩١

الدراسات الإسلامية ، مؤسّسة البعثة للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، قم ، ١٤١٤ هـ.

٧ ـ الإمامة الإلهية (بحوث الشيخ محمّد السند) : محمّد علي بحر العلوم. منشورات لسان الصدق ، الطبعة الأولى ، قم ، ١٤٢٧ هـ ـ ٢٠٠٦ م.

٨ ـ الإيضاح : الفضل بن شاذان الأزدي (ت ٢٦٠ هـ). تحقيق : السيّد جلال الدين الحسيني الأرموي ، الناشر : مؤسّسة انتشارات وچاپ دانشگاه ، طهران.

٩ ـ الجرح والتعديل : أبو محمّد عبد الرحمن بن أبي حاتم التميمي الحنظلي الرازي ، (ت٣٢٧ هـ). مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية ، الطبعة الأولى ، بحيدر آباد الدكن ـ الهند ، ١٣٧١هـ ـ ١٩٥٢م.

١٠ ـ الجمل : محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي الشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ). مكتبة الداوري ، الطبعة الأولى ، قم ، ١٤١٣ هـ.

١١ ـ الخصال : الشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت٣٨١ م). صحّحه وعلّق عليه : علي أكبر الغفاري. منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية ، الطبعة الثانية ، قم المقدّسة ، ١٤٠٣ هـ.

١٢ ـ السنن الكبرى : أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت ٣٠٣ هـ). تحقيق الدكتور عبد الغفّار سليمان البنداري وسيّد كسروي حسن ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، بيروت ـ لبنان ، ١٤١١ هـ ـ ١٩٩١ م.

١٣ ـ السيرة الحلبية : علي بن برهان الدين الحلبي (ت ١٠٤٤ هـ). دار المعرفة ، بيروت ، ١٤٠٠ هـ.

١٤ ـ الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم : زين الدين أبو محمّد علي بن يونس العاملي البياضي النباطي (ت ٨٧٧ هـ). تحقيق : محمّد باقر البهبودي ، المكتبة

١٩٢

المرتضوية ، الطبعة الأولى ، طهران ، ١٣٨٤ هـ.

١٥ ـ الصواعق المحرقة في الردّ على أهل البدع والزندقة : أحمد بن حجر الهيتمي المكّي (ت ٩٧٤ هـ). خرج أحاديثه وعلّق حواشيه وقدّم له : عبد الوهّاب عبد اللطيف ، كتبة القاهرة ، الطبعة الثانية ، القاهرة ، ١٣٨٥ هـ ـ ١٩٦٥م.

١٦ ـ الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف : أبو القاسم علي بن موسى الحلّي ، ابن طاووس ، (ت ٦٦٤ هـ). مطبعة الخيّام ، الطبعة الأولى ، قم ، ١٤٠٠ هـ.

١٧ ـ العلل ومعرفة الرجال : أحمد بن محمّد بن حنبل ، (١٦٤ ـ ٢٤١ هـ). تحقيق وتخريج : الدكتور وصيّ الله بن محمّد عبّاس ، دار الخاني ، الطبعة الأولى ، الرياض ، ١٤٠٨ هـ ـ ١٩٨٨ م.

١٨ ـ الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستّة : أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت ٧٤٨ هـ). مؤسّسة علوم القرآن ، جدّة ـ السعودية ، الطبعة الأولى ، ١٤١٣ ـ ١٩٩٢.

١٩ ـ الكافي : أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي ، (ت ٣٢٩ هـ). صحّحه وعلّق عليه : علي أكبر الغفاري. الناشر : دار الكتب الإسلامية ، الطبعة الثالثة ، طهران ، ١٣٨٨ هـ.

٢٠ ـ الكامل في ضعفاء الرجال : أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني ، (ت٣٦٥ هـ). تحقيق : الدكتور سهيل زكّار ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الثالثة ، بيروت ، ١٤٠٩ هـ ـ ١٩٨٨ م.

٢١ ـ المستدرك على الصحيحين : أبو عبد الله الحاكم النيسابوري ، (ت٤٠٥ هـ). إشراف : د. يوسف عبد الرحمن المرعشلي ، دار المعرفة ، بيروت ، ١٤٠٦ هـ.

٢٢ ـ المصنّف في الأحاديث والآثار : أبو بكر عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة

١٩٣

العبسي الكوفي (ت ٢٣٥ هـ). تحقيق : سعيد محمّد اللحّام. دار الفكر ، بيروت ـ لبنان ، ١٤٠٩ هـ.

٢٣ ـ المناقب : الموفّق بن أحمد البكري المكّي الحنفي الخوارزمي ، (ت ٥٦٨ هـ). تحقيق : الشيخ مالك المحمودي ، طبع ونشر : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية ، قم ، ١٤١١ هـ.

٢٤ ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة : أبو الحسن عزّ الدين علي بن أبي الكرم محمّد بن محمّد الشيباني ، ابن الأثير الجزري (ت ٦٣٠ هـ). الناشر : دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ لبنان.

٢٥ ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة : أبو الحسن عزّ الدين علي بن أبي الكرم محمّد بن محمّد الشيباني ، ابن الأثير الجزري (ت ٦٣٠ هـ). الناشر : دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ لبنان.

٢٦ ـ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار : محمّد باقر المجلسي ، (ت١١١١ هـ). مؤسّسة الوفاء ، الطبعة الثانية ، بيروت ، ١٤٠٣ هـ ـ ١٩٨٣ م.

٢٧ ـ بصائر الدرجات الكبرى : أبو جعفر محمّد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار ، (ت ٢٩٠ هـ). الناشر : مؤسّسة الأعلمي ، المطبعة : مطبعة الأحمدي ، طهران ، ١٤٠٤ هـ.

٢٨ ـ تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام : أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت٧٤٨ هـ). تحقيق : عمر عبد السلام تدمري. بيروت ، دار الكتاب العربي ، ١٤١١ هـ.

٢٩ ـ تاريخ بغداد أو مدينة السلام : أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ، (ت ٤٦٣ هـ). دراسة وتحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ١٤١٧ هـ.

١٩٤

٣٠ ـ تاريخ مدينة دمشق : أبو القاسم عليّ بن الحسين بن هبة الله المعروف بـ : ابن عساكر الدمشقي ، (ت ٥٧١ هـ). تحقيق : علي الشيري. دار الفكر ، الطبعة الأولى ، بيروت ، ١٤١٥ هـ.

٣١ ـ تذكرة الحفّاظ : شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، (ت ٧٤٨ هـ). دار إحياء التراث العربي ، بيروت.

٣٢ ـ تفسير العيّاشي : أبو النظر محمّد بن مسعود بن عيّاش السلمي السمرقندي المعروف بالعيّاشي (ت٣٢٠). وقف على تصحيحه وتحقيقه والتعليق عليه : السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي. المكتبة العلمية الإسلامية.

٣٣ ـ تفسير الفرات الكوفي : فرات بن إبراهيم الكوفي (ت٣٥٢ هـ). تحقيق : محمّد الكاظم. الناشر : مؤسّسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، الطبعة الأولى ، طهران ، ١٤١٠ هـ ـ ١٩٩٠ م.

٣٤ ـ تفسير القمّي : أبو الحسن علي بن إبراهيم القمّي (توفي بعد ٣٠٤ هـ). صحّحه وعلّق عليه وقدّم له السيّد طيّب الموسوي الجزائري. مؤسّسة دار الكتاب للطباعة والنشر ، قم ـ إيران ١٤٠٤ هـ.

٣٥ ـ تقريب التهذيب : أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ هـ (. دار المعرفة ، بيروت ١٣٨٠ هـ.

٣٦ ـ تهذيب التهذيب : أحمد بن علي بن أحمد بن حجر العسقلاني ، (ت ٨٥٢ هـ). دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، بيروت ، ١٤٠٤ هـ ـ ١٩٨٤ م.

٣٧ ـ تهذيب الكمال في أسماء الرجال : جمال الدين أبو الحجّاج يوسف بن عبد الرحمن المزّي ، (ت ٧٤٢ هـ). حقّقه وضبط نصّه : بشّار عوّاد معروف ، مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الرابعة ، بيروت ، ١٤٠٦ هـ.

١٩٥

٣٨ ـ خصائص الوحي المبين : شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي ابن البطريق (ت ٦٠٠ هـ). تحقيق الشيخ مالك المحمودي ، دار القرآن الكريم ، الطبعة الأولى ، قم ، ١٤١٧ هـ.

٣٩ ـ خصائص أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (كرّم الله وجهه) : أبو عبد الرحمان أحمد بن شعيب النسائي الشافعي (ت ٣٠٣ هـ). حقّقه وصحّح أسانيده ووضع فهارسه : محمّد هادي الأميني ، مكتبة نينوى الحديثة ـ طهران.

٤٠ ـ خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمّة الأطهار : علي الحسيني الميلاني. مؤسّسة البعثة ، قسم الدراسات الإسلامية ، طهران ، ١٤٠٥ هـ.

٤١ ـ دلائل الإمامة : أبو جعفر محمّد بن جرير بن رستم الطبري الصغير ، (من أعلام القرن الخامس الهجري). تحقيق : قسم الدراسات الإسلامية ، مؤسّسة البعثة ، الطبعة الأولى ، قم ، ١٤١٣ هـ.

٤٢ ـ دلائل النبوّة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة : أحمد بن الحسين البيهقي (ت ٤٥٨ هـ). ك تحقيق : الدكتور عبد المعطي قلعجي ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، بيروت ، ١٤٠٥ هـ ـ ١٩٨٥ م.

٤٣ ـ سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد : محمّد بن يوسف الصالحي الشامي (ت ٩٤٢ هـ). تحقيق وتعليق : الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمّد معوّض ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، بيروت ، ١٤١٤ هـ ـ ١٩٩٣ م.

٤٤ ـ سير أعلام النبلاء : شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، (ت ٧٤٨ هـ). مؤسّسة الرسالة ، الطبعة التاسعة ، بيروت ، ١٤١٣ هـ ـ ١٩٩٣م.

٤٥ ـ شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار : أبو حنيفة القاضي النعمان بن محمّد التميمي المغربي (ت ٣٦٣ هـ). تحقيق : محمّد الحسيني الجلالي ، قم ، مؤسّسة

١٩٦

النشر الإسلامي ، الأولى ، ١٤١٢ هـ.

٤٦ ـ شرح السنّة : الحسين بن مسعود البغوي (ت ٥١٦ هـ). تحقيق : شعيب الأرنؤوط ، منشورات المكتب الإسلامي ، الطبعة الثانية ، بيروت ، ١٤٠٣هـ ـ ١٩٨٣م.

٤٧ ـ شرح مشكل الآثار : أحمد بن محمّد بن سلامة الطحاوي (ت ٣٢١ هـ). تحقيق : شعيب الأرنؤوط ، مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الأولى ، ١٤٢٥ هـ ـ ١٩٩٤ م.

٤٨ ـ شرح نهج البلاغة : ابن أبي الحديد المعتزلي (٥٨٦ ـ ٦٥٦ هـ). تحقيق : محمّد أبو الفضل إبراهيم. دار إحياء الكتب العربية. الطبعة الأولى ، بيروت ، (١٣٧٨ هــ ١٩٥٩م).

٤٩ ـ شرح نهج البلاغة : كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني (ت ٦٧٩ هـ). مركز النشر مكتب الإعلام الإسلامي ، الطبعة الأولى ، قم ، ١٣٧٨ هـ.

٥٠ ـ صحيح ابن حبّان بترتيب ابن بلبان : علاء الدين علي بن بلبان الفارسي المتوفّى (ت ٧٣٩ هـ). حقّقه وخرّج أحاديثه وعلّق عليه : شعيب الأرنؤوط ، مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الثانية ، ١٤١٤ هـ ـ ١٩٩٣ م.

٥١ ـ فهرست ابن النديم : أبو الفرج محمّد بن أبي يعقوب إسحق المعروف الورّاق (ت ٤٣٨ هـ). تحقيق رضا تجدّد ، مكتبة أهل البيت عليهم السلام الالكترونية ، الإصدار الثاني ، ١٤٣٣ هـ ـ ٢٠١٢ م.

٥٢ ـ كتاب الولاية : أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي المعروف بابن عقدة (ت٣٣٣ هـ). جمعه ورتّبه وقدّم له : عبد الرزاق حرز الدين.

٥٣ ـ كتاب سليم بن قيس : سليم بن قيس الهلالي (ت٧٦). تحقيق محمّد باقر الأنصاري الزنجاني ، منشورات دليل ما ، قم ـ ١٣٨٥ هـ.

٥٤ ـ كشف الغمّة في معرفة الأئمّة : علي بن عيسى الأربلي ، (ت ٦٨٧ هـ). دار

١٩٧

الأضواء ، الطبعة الثانية ، بيروت ، ١٤٠٥ هـ ـ ١٩٨٥ م.

٥٥ ـ كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الإثني عشر : أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الخزّاز القمّي الرازي ، (من علماء القرن الرابع). حقّقه : عبد اللطيف الحسيني الكوه كمري الخوئي ، الناشر : بيدار ، مطبعة الخيّام ، قم ، ١٤٠١ هـ.

٥٦ ـ لسان الميزان : شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، (ت ٨٥٢ م). منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، الطبعة الثانية ، بيروت ، ١٩٧١ م ـ ١٣٩٠ هـ.

٥٧ ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت ٨٠٧ هـ). دار الكتب العلمية ، بيروت ـ لبنان ، ١٤٠٨ هـ. ـ ١٩٨٨ م.

٥٨ ـ مسند أبي يعلى : أحمد بن علي بن المثنّى التميمي (٢١٠ ـ ٣٠٧ هـ). حقّقه وخرّج أحاديثه : حسين سليم أسد ، دار المأمون للتراث.

٥٩ ـ مسند أحمد : أحمد بن حنبل (ت ٢٤١). الناشر : دار صادر ـ بيروت ـ لبنان.

٦٠ ـ مطالب السؤول في مناقب آل الرسول : كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي (ت ٦٥٢ هـ). تحقيق : ماجد أحمد العطية.

٦١ ـ معرفة الثقات : أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي (ت ٢٦١ هـ). دراسة وتحقيق عبد العليم عبد العظيم البستوي. الناشر : مكتبة الدار ـ المدينة المنورة ، الطبعة الأولى ، ١٤٠٥.

٦٢ ـ مناقب آل أبي طالب : مشير الدين أبو عبد الله محمّد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني ، (ت ٥٨٨ هـ). قام بتصحيحه وشرحه ومقابلته على عدّة نسخ خطّية لجنة من أساتذة النجف الأشرف ، المطبعة الحيدرية ، النجف ، ١٣٧٦ هـ ـ ١٩٥٦ م.

١٩٨

٦٣ ـ مناقب الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : محمّد بن سليمان الكوفي القاضي (م ٣٠٠ هـ). تحقيق : محمّد باقر المحمودي ، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ، قم ، الأولى ، ١٤١٢ هـ.

٦٤ ـ مناقب عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : علي بن محمّد بن محمّد الواسطي الجُلاّبي الشافعي الشهير بابن المغازلي (ت ٤٨٣ هـ). انتشارات سبط النبي(صلى الله عليه وآله) ، الطبعة الأولى ، ١٤٢٦ هـ.

٦٥ ـ مناقب عليّ بن أبي طالب وما نزل من القرآن في عليٍّ عليه السلام : أبو بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الأصفهاني (ت ٤١٠ هـ). جمعه ورتّبه وقدّم له : عبد الرزّاق محمّد حسين حرز الدين. مؤسّسة دار الحديث الثقافية ، مركز الطباعة والنشر ، قم ـ ١٤٢٤ هـ.

٦٦ ـ موسوعة طبقات الفقهاء : الشيخ جعفر سبحاني (معاصر). مطبعة اعتماد ، قم ـ إيران ، ١٤١٨ هـ.

٦٧ ـ نوادر المعجزات في مناقب الأئمّة الهداة : محمّد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي (ت القرن ٤). مؤسّسة الإمام المهدي عليه‌السلام ـ قم المقدّسة ـ إيران ، ذو الحجّة ١٤١٠ هـ.

٦٨ ـ نهج الإيمان : زين الدين عليّ بن يوسف بن جبر (القرن السابع). تحقيق : السيّد أحمد الحسيني ، نشر : مجتمع الإمام الهادي عليه‌السلام ، الطبعة الأولى ، مشهد ، ١٤١٨ هـ.

٦٩ ـ نهج البلاغة : خطب الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (ت٤٠ هـ) جمعها الشريف الرضي. شرح : الشيخ محمّد عبده. المطبعة : النهضة ـ قم. الناشر : دار الذخائر ـ إيران ، ١٤١٢هـ.

١٩٩

الأُسر الخاقانيّة ... تاريخ ورجال

السيّد محمّد حسن الموسويّ آل قارون الزّاهد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين ، ولعنة الله تعالى على أعدائهم أجمعين.

تمتدّ بعض الأسر العلميّة الإماميّة في عطائها وإنجازاتها الخالدة إلى عدّة قرون ، ولايزال بعضها حيّاً ـ ولله الحمد ـ إلى يومنا هذا.

ومنها : الأسر الخاقانيّة.

وقد ذكرت المصادر والمعاجم التي اختصّت بتراجم العلماء والأعيان ستّة بل سبعة(١) من الأُسر العلميّة الخاقانيّة يأتي ذكرها تباعاً إن شاء الله تعالى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) آل الشروقي وآل المحاويلي وآل الحولاوي وآل علي الخاقاني وآل عبد المحسن الخاقاني وآل شبير الخاقاني ويتفرّع منهم آل الصغير والسابعة آل الشيخ أحمد ثامر البوصالح الخاقاني.

وتأتي تراجم الأسر المزبورة تباعاً إن شاء الله سوى الأخيرة حيث لم تتوفّر لنا المعلومات الكافية عنها ، ينظر : طبقات أعلام الشيعة ١٦/١٣٤٢.

٢٠٠