تراثنا ـ العددان [ 121 و 122 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 121 و 122 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٥١٠

الصفحة

الخطأ

الوجه

١٦٨

١٦٩

١٨٢

١٨٧

١٨٧هامش

المفضّل بن محمّد بن يعلى بن عامر

الضبّي ... توفّي سنة ١٦٨.

إن كان ما بُلِّغتَ عنّي فلامني

صديقي وشَلَّت من يميني الأنامل

العَمْرُ ، العَمْرو)

وكان ... أوّل من ينهزمَ

عُمارة بن عقيل بن بلال بن جرير

ابن عطية الكلبي اليربوعي ...

ولا يَصِحّ ذلك مع اتّصاله بما بعده إذ هو

في حكم المضاف من عدم جواز تنوينه ،

فلا يصحّ أن يقال: زُرت عليّاً بن أبي

طالب ، بل يُقال: زُرت عَلِيَّ بن أبي

طالب ، نعم إذا لم يُذكر من بعده مَن

الآباء جاز بل وجب التنوين في مثل هذا

الاسم ، نحو : زُرت عليّاً عليه‌السلام

ذكر المحقّقون في ص ٩ الهامش ١: أنّه

توفّي في سنة ١٧٨هـ وهو الصواب كما

جاء في مصادر ترجمته بلا خلاف.

إنّ البيت دخله الخرم.

لا معنى لهذا التقسيم ، والظاهر أنّ

الأصل : العَمْر : العُمُرُ ، ما هو معروف

في اللغة.

ينهزمُ (بضمّ الميم).

الكلبي هنا تصحيف. والصواب :

الكُلَيْبِي : نسبة إلى بني كليب بن يربوع

ابن حنظلة ، وهم من بطن من بني تميم

العدنانيين المضريين. أمّا بنو كلب فهم

من قضاعة ومن بعض بطون العرب.

٣٦١

الصفحة

الخطأ

الوجه

١٨٨ هامش

٢٠١

٢٠٣

٢٠٣

٢١٣

٢١٩

الأصمعي: هو عبد الملك بن قريب

ابن علي بن أصمع

قال عمرو بن معديكرب (الكامل) :

ليس الجمال بمئزر

فاعلم وإن ردّيت بردا

البيت الخامس من الحماسيّة

لمّا رأيت الأمر جِدّ

اًلّم أجد لي منه بُدّا

هو كعب بن عمرو ... ابن مذحَج

وكنت امرِءاً لا أسمع الدّهر سبّه

وقال الفرّار السلمي:

عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن

علي بن أصمع. وجدّه علي بن أصمع

الناصبي الأفّاك ، صاحب الحكاية

المشهورة مع الحجّاج بن يوسف

الثقفي.

هو من مجزوء الكامل.

والصواب في تدوير وزنه :

لمّا رأيت الأمر جِدْ

دَاً لّم أجد لي منه بُدّا.

مذحِج.

وكنت امرَءاً. وإنّما تُكسر الراء في هذه

الكلمة إذا جاءت مجرورة ، نحو : كتبت

عن امرىء القيس ، وتكون مضمومة إذا

جاءت مرفوعة ، نحو : قال امرؤ القيس.

كذا جاء ، كأنّه منسوب إلى سلمة ، والصواب : السَلمي ، نسبة إلى بني سُليم

بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن

٣٦٢

الصفحة

الخطأ

الوجه

٢٢٧

٢٢٧

٢٢٧

٢٢٧هامش

٢٢٧هامش

وقال الشدّاخ بن يعمر الكناني :

نسخة : يعمر الليثي

والبَطّيخ

إنّ الشدّاخ لقب ليعمُر [كذا] بن

عوف بن كعب بن ليث بن عبد مناة

بن كنانة.

والليثي نسبة إلى الليث ابن كنانة.

هو كنانة بن خزيمة ... جد قريش ،

أولاده : النضر ، وملك ، وملكان ،

وعبد مناة ، وهم بطون قرشية ،

عدنان ، وهو من أشراف بني سُليم

وأخباره في المحبّر لابن حبيب

والاستيعاب وأُسدُ الغابة والإصابة.

أقول : يَعْمَرُ ، بفتح الياء وسكون العين

المهملة وفتح الميم لا ضمّها كما شاع

في كثير من الكتب ولا منافاة بين وصفه

بـ: الكناني ووصفه بـ : الليثي؛ لأنّ بني ليث

بطن من بني كنانة ، والشدّاخ المذكور

كناني ثمّ ليثي ، وَقَدْ تكرّر ضمّ

الميم من يعمر فنكتفي بالتنبيه عليه هنا.

البِطّيخ (بكسر الباء الموحّدة).

... ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة.

أقول : وعبد مناة هو جدّ ليث ، وليس

أباه.

نسبة إلى ليث بن بكر بن عبد مناة بن

كنانة ، كما مرّ نقله.

هذا القول على إطلاقه غير صحيح؛ لأنّ

بني ملك وبني ملكان وبني عبد مناة لا

يُعدّون من بطون قريش (١) ، وإنّما يُطلق

__________________

(١) وممّا جاء على غير الوجه في هذا الباب ما نقله القاسم الحريريّ في كتابه درّة

٣٦٣

الصفحة

الخطأ

الوجه

٢٢٨

٢٤٠

٢٤٠هامش

٢٤٧

٢٤٩هامش

٢٥٢

٢٥٢

٢٥٣

٢٥٣

٢٥٧ هامش

٢٦١

٢٦٨

مضرية ، عدنانية

الدِيَّة

وقال ابن حبيب

ضمن ديوان اللصوص

فاقرعي لي عصاً بعصاً ، فأرجَعَ

قيس بن خالد بن عبدالله ، ذوالجدّين

ما ولدتني حاضن ربعية

لئن أنا مالأت الهوى لاتّباعها

كانت أمّه أمامةُ

قولَهُ : لاتّباعها

وقيل الهاء في اتّباعُها

له ديوان مطبوع ضمن

نصلة بن الأشتر

أرسل عبدالله إذ حان يومه

اسم قريش على بني النّضر بن كنانة فقط

ثمّ على بني فهر بن مالك بن النضر

المذكور.

الدِيَة.

قيل إنّه اسم أمّه ، فيمنع من الصرف

حينئذ ويكون صوابه (ابن حبيبَ)

في ضمن

فأرجِع (بكسر الجيم)

ذي الجدّين

هذا البيت دخله الخرم.

أمامةَ

قولُهُ (بضمّ اللام)

اتّباعِها

في ضمن

نضلة (بالضاد المعجمة)

هذا البيت دخله الخرم

__________________

الغوّاص عن حكاية عروة بن أذينة الليثي الشاعر مع هِشام بن عبدالملك بن مروان عندما قصده الليثي المذكور ومدحه بقصيدة كان قد أعدّها فلم يعطه هشام شيئاً بل ذكره بأبيات له يذكر فيها طلب الرزق من الله تعالى وحده ، وعندما أوى هشام إلى فراشه في الليل تذكّر الليثي وقال : رجل من قريش قَصَدَني ... الخ وقد سمعتَ أنّ بني ليث لا يُقال لهم قريش.

٣٦٤

الصفحة

الخطأ

الوجه

٢٦٨

٢٧٠

٢٨٢

٢٨٧

٢٩٧

٣٠٠ هامش

٣٠١

٣٠٤ هامش

٣٠٥

٣٠٧

٣٠٨

٣٠٨

٣١٣

٣١٣

٣١٣

٣١٤ هامش

إلى قومه لا تعقلو له دمي

عزمت عن جنايته

أحلّكم الله محلّ مَن ذا صفته

واضطَرّ

كقول إمرىء القيس

لا ضبّ بها ، فينجحر

كان الجلاء بسبب عام قحط

وبعث رجلا يخطُب إليه

سعد ابن هُذِيم

فأقام ما له مَقام القطر

تبع دِيّات

غيرَ مؤتّل

وهذا للقدماء مَسَلَمٌ

وقال المرزقي

قوم إذا ما جنى جانيهم أمنوا

من لؤم أحسابهم أن يقتلوا قِوَدا

ونسبه لأبي الزيّات

ولكنّ الحين ومصارع السوء

على اصطلاح العروضيين

غَرِمْتُ بالغين المعجمة والراء المهلمة

من ذي صفته

اضطُرّ بضمّ الطاء ، قال تعالى :

(فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بِاغ)

امرىء القيس بوصل الهمزة

فينجَحِرَ (لمكان الفاء السببية)

بسبب سنة قحط

يخطِبُ

سعد هُذَيْم على الإضافة ، وليس هذيل

أبا سعد. وإنّما هو عبد حبشي حضن

سعداً فنسب إليه كما ذكره النسّابون.

مُقام ؛ لأنّه من (أقام) لا من (قام).

ديات بتخفيف الياء.

غيرُ

مُسَلَّمٌ

المرزوقي

قَوَدا بفتح القاف وانتصب لكونه

مفعولا من أجله

ونسبه إلى أبي الزيّات

وأظنّ أصل العبارة : ولكنّه الحَين ...

٣٦٥

الصفحة

الخطأ

الوجه

٣١٨

٣١٨

٣١٩

٣١٩

٣٢٢ هامش

٣٢٧ هامش

٣٣٠

٣٤٠

٣٤٠ هامش

٣٤١

٣٤١ هامش

٣٤١ هامش

٣٤٢

٣٤٥

٣٤٧ هامش

لِحيٍّ سِوانا صدور الأسل

وبالآلآت

وقادهم يوم أَحُد

ورأينا أبا سفيان بنِ حرب

حُريث بن عناب النبهاني

ونبهان ابن عمرو

نسبها لإبراهيم

كم مرّةً دهمتني خطوب

وهي ذُرْوَته بمعنى أعلاه

منسوب إلى إياس ابن قتادة

لا تعذلي في حندج إنّ حُندجاً

وليث عفرين لديّ سواء

نسب الجاحظ هذه الأبيات

لزيد كثوة

نقل عنه في معاجم اللغة

وقال أبو الندى عِفرّيت: دابّة وربّما

تبعت الراكب ، فأنزلته ، تعضُّ

عُرْقوب البعير ، فينفر فَيَصْرَعَه

لا يألو في بري ، فأعيبُ عليه

الحسين بن مطر الأسدي

سُِوانا بضمّ السّين وكسرها

وبالآلات

يوم أُحُد

أبا سفيان بنَ حرب

ونبهان ابنُ عَمرو. باثبات الألف؛ لأنّ

كلمة ابن هنا خبرية وليست وصفية.

نسبها إلى إبراهيم

كم مرّة

ذُِروته

إياس بن قتادة (بحذف الألف)

هذا البيت دخله الخرم.

نسب الجاحظ ... إلى زيد كثوة

معجمات اللغة

فَيَصْرَعُهُ ، فتثب عليه.

فأعِيْبَ

أقول : هو من موالي بني أسد بن خزيمة ،

وليس من أنفسهم.

٣٦٦

الصفحة

الخطأ

الوجه

٣٤٩

٣٤٩

٣٥٣

٣٥٣ هامش

٣٥٦

٣٦٧

٣٧١

٣٧٢

٣٧٣

٣٧٧

٣٨٦

٣٨٦

٣٩٤

٤٠٠

والله لهممت أن أفارقك لا رجعة

بعهد

إذاً أقولُ

رجاؤك أنساني تذكَّر إخوتي

عاصر جرير والفرزدق

وتنزَع إلى غذائها

لولا أَميمة لم أجزع من العدم

مَناسبة بينهما

يعني بناتَه وبناتَ وُلْدِه

فاطمة بِضْعةَ منّي

كلّما مضت سنةٌ بدّلهم بآخرين

ونسبها في الوافي لأحمد بن ربيع

في نهاية الإرَب

حتّى أنّ ...

ليت لنا من ماء زمزم شربة

مبرّدة باتت على الطهيان

أرى أنّ في هذا الكلام سَقْطاً وأنّ الأصل

أن أفارقك فراقاً لا رجعة بعده.

إذن أقولَ.

تذكُّرَ

عاصر جريراً.

تنزِعَ (بكسر الزاي).

أُميمة بضمّ الهمزة.

مُناسبة

الراجح معاملة كلمة (بنات) معاملة

جمع المؤنّث السالم ، وعليه الذكر

الحكيم في قوله تعالى: ويجعلون لله

البناتِ سبحانه).

اللغة العالية أنّها بفتح الباء بَضعة ، وعليها

اختصر الجَوْهَرِيُّ في الصحاح ، وقد

يقال : بِضعَـة ، لكنّهـا ليست بفصاحـة

الأولى كلّما مضت سنةٌ بدّل بهم آخرين

ونسبها ... إلى أحمد بن ربيع

نهاية الأرَب.

حتّى إنّ بكسر الهمزة.

هذا البيت دخله الخرم.

           

           

 

 

٣٦٧

الصفحة

الخطأ

الوجه

٤٠٥

٤١٥

٤١٥هامش

٤٢٠هامش

٤٢٦

٤٢٨

٤٢٩هامش

٤٣١

٤٣٧

٤٤١

٤٤٥

٤٤٩هامش

٤٥٠هامش

٤٥٨

٤٦٩

٤٥٧هامش

نسبها لعَمرو

وإن كنت لا أرمي وتُرمى كنانتي

تصبّ جائحات النبل كشحي ومنكبي

ونسبها للأحوص

ونسبها الخالديّان ... لمساور

وهو أنّ العرب ذو إبِل كثيرة

مخرَّبة ابن أبير

قلت : حديثَ السّن

وأجرى مَجرى

يا بثينَ

إلْوَةَ الفتى الهُبيرة

ونسبها النمريّ ... لبعض بني فقعس

يُقال لهم بني عبد مناة

جاءت إلى تُهامة   تِهامة (بكسر التاء).

وإن كنت أرفع نفسي عن أن أفدي

وقال القُطامي التغلبي

مريد بن مالك

نسبتها إلى عَمرو

في البيت خرم ، أمّا على رواية (إذا كنت)

فلا خرم فيه.

ونسبها إلى الأحوص.

إلى مساور.

ذوو إبل.

مخرِّبة ، كما جاء في مادّة (خرمَ)

في القاموس وجمهرة ابن حزم.

حديثُ السنّ.

مُجرى.

بثينَُ.

هُبيرة (بحذف الألف واللام).

ونسبها ... إلى بعض بني فقعس.

بنو عبد مناة.

سواهم الفصيح أفدي من سواهم.

القَطامي بفتح القاف. والتغلَبي بفتح

اللام منسوباً إلى تغلِب وذلك استيحاشاً

من توالي الكسرتين.

مَرْثِد بن سعد بن مالك.

           

٣٦٨

الصفحة

الخطأ

الوجه

٤٧٩

٤٩٢ هامش

٤٩٣ هامش

ويجوز أن يكون البائتون هم المغارُ

عليهم

فنسبها لضرار بن الأزور

ضِرار بن مالك الأزور بن أوس بن

خزيمة

هم المغارَ.

فنسبها إلى ضرار.

جَذِيْمَة على وزن حليمة.

هذا آخر ما علّقته على الجزء الأوّل من كتاب الحماسة ذات الحواشي

للعلاّمة الشريف السيّد فضل الله الراوندي المتوفى سنة (٥٧١هـ)

وكان أكثر هذا التعليق في المدرسة المهدية الدينية العلْميّة

الواقعة بجوار مسجد الشيخ الطوسي في النجف الأشرف

وكان الختام في أصيل يوم الجمعة سلخ شهر

ربيع الأوّل من سنة (١٤٣٥هـ).

ويليه التعليق على الجزء الثاني إن شاء الله تعالى

وأنا الأقل عبد الستّار عفا عنه المليك الغفار

٣٦٩

تخريج حديث (عليٌّ سيّد العرب)

قراءة في سند الحديث ودلالته

د. علي الفحّام

بسم الله الرحمن الرحيم

ملأت الأحاديث الشريفة في فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام كتب الحديث والسيرة والتاريخ ، وبالرغم من الحملة القاسية التي واجهتها هذه الأحاديث سياسيّاً وفكريّاً وإعلاميّاً فقد استطاعت أن تفرض نفسها بقوّة وتخترق منظومة الحديث السنّية لتشكّل رقماً صعباً جدّاً في معادلة الصراع على الشرعية ، والسبب في ذلك قوّة الزخم الذي تمتّعت به هذه الأحاديث في سلسلة الأسانيد ومصادر الحديث لمدرسة المخالفين منذ عهد الصحابة وحتّى يومنا هذا.

ورغم أنّ الحديث الشريف (عليٌّ سيّد العرب) لم يحض بما يستحقّ من العناية والإهتمام كما غيره من الأحاديث الشريفة ، فإنّه يمثّل واحداً من الأحاديث المهمّة ـ سنداً ودلالة ـ ويكشف عن أهمّية هذا الحديث الشريف

٣٧٠

شراسة حملات التوهين غير المنصفة التي واجهها من قبل بعض المحدّثين وأرباب الجرح والتعديل الذين أدركوا خطورة الإعتراف بهذا النصّ المقدّس على نظريّات عقدية مهمّة عندهم كنظرية الخلافة وعدالة الصحابة.

موارد الحديث :

أوّل ما يلفت النظر في هذا الحديث الشريف أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كرّر ذكره في مناسبات عديدة ومواطن مختلفة ؛ ربّما حرصاً منه (صلى الله عليه وآله) على ترسيخ دلالته التفضيلية في مجتمع الصحابة ، فقد ورد أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذكر هذه المنقبة الشريفة أمام زوجته عائشة(١) ، ومنها أمام خادمه أنس بن مالك(٢) ، ومنها عندما أرسل عليّاً عليه‌السلام لفتح خيبر(٣) ، ومنها أمام جمع من الصحابة بمنى(٤) ، ومنها في بيت زوجه أمّ حبيبة بنت أبي سفيان(٥) ، ومنها في مرضه الذي قبض فيه(٦) ، وهذا الأمر يدلّ بشكل واضح على أهمّية ترسيخ مفردات وعبارات هذا الحديث الشريف في عقلية الصحابة وذهنية المجتمع الإسلاميّ الفتيّ ، ويبدو أنّ هذا الأمر جاء ضمن سلسلة الإجراءات التي اتّخذها رسول الله (صلى الله عليه وآله)

__________________

(١) تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٠٤ ـ ٣٠٥.

(٢) المعجم الكبير للطبراني ٣ / ٨٨.

(٣) السيرة الحلبية ٢ / ٧٣٦.

(٤) بشارة المصطفى : ٢٣٤.

(٥) اليقين لابن طاووس : ١٣٥.

(٦) أمالي الطوسي : ٦٠٦.

٣٧١

بشأن ترسيخ إمامة وخلافة أمير المؤمنين عليه‌السلام من بعده وإلقاء الحجّة على المتربّصين به الدوائر بما يقطع معاذيرهم ويخرس ألسنتهم ، وهذه الإجراءات النبوية تعدّ حجّة أيضاً على كلّ باحث وكاتب ومحقّق يقرأ حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويدرس أحاديثه الشريفة.

مصادر الحديث من الفريقين :

ورد الحديث في أمّهات مصادر الحديث عند الشيعة والسنّة ، فعند الشيعة رواه سُليم بن قيس الهلالي (ت بحدود ٧٣هـ) في كتابه ، والصدوق (ت٣٨١هـ) في الأمالي ومعاني الأخبار ، والشيخ المفيد (ت٤١٣هـ) في جملة من كتبه ، ومحمّد بن أحمد بن عليّ القمّي (كان حيّاً ٤١٢هـ) في مناقبه ، والطوسي (ت٤٦٠هـ) في أماليه ، كما ورد في كتاب روضة الواعظين للفتّال النيسابوري (ت٥٠٨هـ) ، والراوندي في مناقبه (ت٥٨٨هـ) ، وفي كتب أخرى كثيرة ، أمّا من الزيدية فرواه يحيى بن الحسين (ت٢٩٨هـ) في التحفة العسجدية ، ومحمّد بن سليمان الكوفي (ت بحدود ٣٠٠هـ) في مناقبه ، ومن الإسماعيلية رواه القاضي النعماني المغربي (ت٣٦٣هـ) في شرح الأخبار ، ومن العامّة رواه جمع كبير من الحفّاظ وأصحاب المسانيد منهم الطبراني (ت٣٦٠هـ) في معجمه ، والحاكم (ت٤٠٥هـ) في مستدركه ، والخطيب البغدادي (ت٤٦٣هـ) في تاريخ بغداد ، وابن عساكر (ت٥٧١هـ) في تاريخ دمشق ، وأحمد بن عبد الله الطبري الشافعي (ت٦٩٤هـ) في ذخائر العقبى ،

٣٧٢

وأبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ، وآخرون(١).

طرق الحديث وأسانيده :

روي الحديث الشريف مسنداً أو مرسلاً عن اثني عشر صحابيّاً ، بينهم ثلاثة من أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ، وهؤلاء الصحابة هم : (أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام(ت٤٠هـ) ، الإمام الحسن بن عليّ المجتبى عليه‌السلام (ت٤٩هـ) ، الإمام الحسين بن عليّ الشهيد عليه‌السلام (ت٦١هـ) ، عائشة بنت أبي بكر (ت٥٧هـ) ، أنس ابن مالك (ت٩٣هـ) ، أبو سعيد الخدري (ت ٧٣هـ) ، سلمان الفارسي المحمّدي رضوان الله عليه (ت٣٦هـ) ، عبد الله بن عبّاس (ت ٦٨هـ) ، جابر بن عبد الله الأنصاري رضوان الله عليه (توفّي بعد ٧٧هـ) ، حذيفة بن اليمان رضوان الله عليه (ت٣٦هـ) ، أبو الطفيل عامر بن واثلة (توفّي بعد ١٠٠هـ) ، أبو الحمراء خادم رسول الله (صلى الله عليه وآله)).

أمّا رواة الحديث من التابعين فبلغوا تسعة عشر تابعيّاً ، ثلاثة عشر تابعيّاً منهم رووه عن الصحابة ، والبقية إمّا رفعوه لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أو رووه عن تابعين مثلهم ، وبين هؤلاء التابعين ثلاثة من أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام وهم : (الإمام عليّ ابن الحسين السجّاد عليه‌السلام (ت٩٤هـ) ، الإمام محمّد بن عليّ الباقر عليه‌السلام (ت١١٤هـ) ، الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام (ت١٤٨هـ)) ، أمّا سائر التابعين فهم : (سعيد

__________________

(١) راجع شرح إحقاق الحقّ للسيد المرعشي ٤ / ٣٦ ، ٢١ / ١٦١.

٣٧٣

ابن جبير (ت٩٥هـ) ، عروة بن الزبير (ت٩٤هـ) ، النزّال بن سبرة الهلالي (وقيل بصحبته) ، عبد الرحمن بن أبي ليلى (ت٨٣هـ) ، حميد الطويل ، عبد الله بن عبد الرحمن اليشكري ، عطية بن سعيد العوفي (ت١١١هـ) ، القاسم بن عوف الشيباني ، محمّد بن مسلم الزهري (ت١٢٤هـ) ، أبو الزبير محمّد بن مسلم الأسدي (ت ١٢٨هـ) ، المسيّب بن عبد الرحمن ، جابر بن يزيد الجعفي (ت١٢٨هـ) ، جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي القمّي ، سلمة بن كهيل (ت ١٢١هـ) ، إسماعيل بن عبد الرحمن السدّي الكوفي (ت١٢٧هـ) ، نافع بن الحارث الهمداني).

سند الحديث عن عائشة :

وقد رواه عنها إثنان من كبار التابعين : (سعيد بن جبير وعروة بن الزبير).

أوّلاً : طريق سعيد بن جبير عن عائشة :

التابعي الكبير سعيد بن جبير (ت٩٥هـ) هو من كبار الثقات عند الجمهور وموثّق عند الشيعة أيضاً ، فقد روى الكشّي ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه قال : «أنّ سعيد بن جبير كان يأتمّ بعليّ بن الحسين عليه‌السلام وكان عليّ عليه‌السلام يثني عليه ، وما كان سبب قتل الحجّاج له إلاّ على هذا الأمر ، وكان مستقيماً» (١) ، أمّا عند

__________________

(١) رجال الكشي ١ / ٣٣٥.

٣٧٤

العامّة فننقل قول الذهبي : «الإمام الحافظ المقرئ المفسّر الشهيد أبو محمّد ، ويقال : أبو عبد الله الأسدي الوالبي ، مولاهم الكوفي ، أحد الأعلام ، روى عن ابن عبّاس فأكثر وجود ، وعن عبد الله بن مغفّل ، وعائشة ..»(١).

روى الحديث عن سعيد بن جبير أبو بشر الثقة عند العامّة وتابعه من الشيعة أبو الجارود زياد بن المنذر ـ وهو ثقة عند الشيعة على التحقيق ـ كما في معاني الأخبار(٢) للشيخ الصدوق رحمه‌الله.

رواية أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة :

وأبو بشر هو : «جعفر بن إياس بن أبي وحشية ، ثقة ، من أثبت الناس في سعيد بن جبير»(٣) ، وقد ورد الحديث عن أبي بشر بطريقين :

١ ـ طريق أبي عوانة ، وهو وضّاح بن عبد الله اليشكري ، الحافظ الثبت ، ثقة متقن (ت ١٧٦هـ) كما في الكاشف(٤).

٢ ـ طريق يعقوب بن عبد الله القمّي الأشعري (صدوق ت ١٧٢هـ) ، ورد في رواية ابن المغازلي ، وقد روى عنه عبد الله بن عمر الفزاري.

وطريق أبي عوانة هو أقوى الطريقين وأكثرهما شهرة ، فقد روى

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٢١.

(٢) معاني الأخبار : ١٠٣.

(٣) تقريب التهذيب ١ / ١٦٠.

(٤) الكاشف ٢ / ٣٤٩.

٣٧٥

الحديث عن أبي عوانة كلّ من : (يحيى بن عبد الحميد الحماني (ثقة ت٢٢٨هـ) ، عمر بن الحسن الراسبي (صدوق) ، أحمد بن عبد الملك الحرّاني (ثقة ت٢٢١هـ) ، عبد الله بن صالح بن أبي سلمة النصيبيني (مجهول) ، عبد الله ابن عمر الفزاري (مجهول)) وفي أدناه تفصيل هذه الطرق :

أ ـ طرق الحديث عن يحيى بن عبد الحميد :

وقد روى الحديث عن يحيى بن عبد الحميد كلّ من : (الخضر بن أبان ، محمّد بن عمرو بن الموجّه) ، فأمّا الخضر فهو ابن أبان بن عبيدة ، أبو القاسم الكوفي الهاشمي بالولاء ، روى عنه الثقات وصحّح حديثه الحاكم على شرط الشيخين في مواضع عدّة(١) ، ووافقه الذهبي فلا صحّة لما أورده الدارقطني من أنّ الحاكم ضعّفه(٢) ، وقد وردت رواية خضر بن أبان الهاشمي في كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام(٣) رواها عنه صاحب الكتاب أبو جعفر محمّد بن سليمان الكوفي ، وهو من أجلاّء علماء الزيدية الذي لم أجد أحداً من محدّثي السنّة قد غمزه أو طعن فيه ، والحديث ينتهي إلى عائشة قالت : «كنت جالسة عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأقبل عليٌّ فقال : هذا سيّد العرب. فقلت : بأبي أنت وأمّي ألست سيّد العرب؟ قال : أنا سيّد العالمين

__________________

(١) انظر مثلا مستدرك الحاكم ١ / ١٢٢ ، ١ / ٥٣٣.

(٢) سؤالات الحاكم : ١١٦.

(٣) مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ٢ / ٥١٢.

٣٧٦

وهذا سيّد العرب» ، فهذا أوّل الأسانيد القوية المتّصلة.

وأمّا رواية محمّد بن عمرو بن الموجّه ، وهو الحافظ الفزاري الثقة(١) ، فقد أوردها ابن عساكر في تاريخ دمشق(٢) قال : أخبرناه إسماعيل بن أبي صالح (حافظ مشهور وثّقه الذهبي) أنا محمّد بن أحمد بن أبي جعفر (وثّقه الذهبي) أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الصدقي (فقيه مشهور روى عنه الثقات) أنا الحسن بن محمّد بن [حليم] (صحّح حديثه الحاكم ووافقه الذهبي) نا أبو الموجّه محمّد بن عمرو بن الموجّه (ثقة حافظ) أنا يحيى يعني الحماني (ثقة) أنا أبو عوانة (ثقة) عن أبي بشر (ثقة) عن سعيد بن جبير (ثقة) عن عائشة ... الحديث. وقد روى الذهبي الحديث بهذا الإسناد ولم يطعن فيه إلاّ أن قال : «وهو غريب»(٣)!! فالغرابة في المتن الذي لم يرق للذهبي أمّا إسناده فهو قويٌّ ـ كما ترى ـ وهو الطريق الصحيح الثاني للحديث.

ب ـ طرق الحديث عن (عمر بن الحسن الراسبي) :

أمّا طريق (عمر بن الحسن الراسبي البصري) فقد رواه عنه أربعة من الرواة : (محمّد بن معاذ ، عثمان بن أبي شيبة ، محمّد بن أبي سمينة ، محمّد ابن النعمان) ، ولم يجد الذهبي وابن حجر وسواهما مطعناً في هذه الطرق إلاّ

__________________

(١) تذكرة الحفّاظ ٢ / ٦١٥.

(٢) تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٠٤ ـ ٣٠٥.

(٣) راجع : تاريخ الإسلام ٣ / ٦٣٦.

٣٧٧

(عمر بن الحسن الراسبي البصري) نفسه ، إذ وصفوه بالجهالة ورموه بوضع الحديث!!(١) ، وكان الذهبي قد اتّهمه بوضع الحديث في تعليقه على المستدرك للحاكم فقال : (أظنّ أنّه هو الذي وضع هذا)!!

أقول : لعمري ما جرّ الذهبي لهذا الحكم وهذا (الظنّ) إلاّ الإنغلاق النفسي وشدّة التعصّب لأنّ (الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً) ، ووثاقة الرجل ثابتة بعدّة جهات :

١ ـ تصريح الحاكم في المستدرك أنّه (صدوق) إذ قال(٢) : «وأرجو أنّه صدوق».

٢ ـ إنّه (بصري) والتشيّع في البصرة قليل ، ولا يقلّ النصب فيها عن نصب أهل الشام ، وهذا الحديث ظاهر في فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ولا يتمكّن وضّاع كذّاب أن يحدّث بهذا الحديث في أجواء علمية متشدّدة كأجواء مجالس البصرة وحلقاتها.

٣ ـ إنّ ابن أبي حاتم الرازي ذكره ولم يطعن فيه(٣) ، وهو من قدماء النقّاد ولو وجد فيه مغمزاً لذكره أو لمّح إليه.

٤ ـ روى عنه ثلاثة من الثقات هم (عمر بن شبة ، عثمان بن أبي شيبة ، محمّد بن أبي سمينة) فرواية الثقات عنه مع شهادة الحاكم بصدقه وخلوّه من

__________________

(١) لسان الميزان ٤ / ٢٨٩.

(٢) مستدرك الحاكم ٣ / ١٢٤.

(٣) الجرح والتعديل ٦ / ١٠٣.

٣٧٨

الجرح أدلّة كافية لتوثيقه ، وهذه من القواعد المعروفة عند علماء الجرح والتعديل(١).

٥ ـ أنّه لم يتفرّد برواية الحديث حتّى يُتّهم بوضعه ، فللحديث أسانيد كثيرة من غير طريقه.

٦ ـ إنّ روايته هذه تقبّلها عنه الثقات ونقلوها في الكتب والمصنّفات بطرق عديدة وهم كما ذكرنا ثلاثة من الثقات.

فأمّا طريق محمّد بن أبي سمينة (محمّد بن يحيى بن أبي سمينة) واسمه مهران ، (ثقة مات سنة ٢٣٩هـ)(٢) فهو من الطرق الجيّدة ورواة السند معروفون بالفقه والرواية ، وقد أورده ابن النجّار البغدادي (ت٦٤٣هـ)(٣) ، قال : «أنبأ أحمد بن طارق (ثقة ت٥٩٢هـ) ونقلته من خطّه أنبأ أبو البركات عمر بن عبد الله بن محمّد بن الحسن بن الطويلة (روى عنه الثقات والحفّاظ كأحمد بن طارق وأبي المحاسن القرشي) بقراءتي عليه أنبأ الشريف أبو العزّ محمّد بن المختار بن المؤيّد بالله الهاشمي (ثقة) حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الحسن الحربي إملاء (صدوق) حدّثنا عمر بن محمّد الزيّات (ثقة ت٣٧٥هـ) حدّثنا محمّد بن صالح بن ذريح (ثقة ت١٣٧هـ) حدّثنا محمّد بن أبي سمينة

__________________

(١) راجع : صحيح ابن حبان ١ / ٣٩ مقدّمة المحقّق.

(٢) تاريخ بغداد ٤ / ١٨٣.

(٣) في ذيل تاريخ بغداد ٥ / ٦٠.

٣٧٩

(ثقة) حدّثنا عمر بن الحسن الراسبي (صدوق) حدّثنا أبو عوانة (ثقة) عن أبي بشر (ثقة) عن سعيد بن جبير (ثقة) عن عائشة ...» الحديث.

وأمّا طريق محمّد بن معاذ فقد أورده الحاكم في المستدرك(١) ، قال : «حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبي (ثقة عندهم توفّي سنة ٣٤٦هـ) ثنا محمّد بن معاذ (صحّح حديثه الحاكم ووافقه الذهبي) ثنا أبو حفص عمر ابن الحسن الراسبي (صدوق) ثنا أبو عوانة (ثقة) عن أبي بشر (ثقة) عن سعيد ابن جبير (ثقة) عن عائشة ...» الحديث.

وأمّا طريق عثمان بن أبي شيبة عن عمر بن الحسن الراسبي فقد رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق(٢) ، قال : «أخبرنا أبو العزّ بن كادش (مختلف فيه) قال نا أبو محمّد الجوهري إملاء (ثقة أمين من بحور الرواية)(٣) ، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن يحيى العطشي (ثقة مأمون ت٣٧٤هـ)(٤) ، نا محمّد ابن صالح بن ذريح (ثقة متقن ت٣٠٧)(٥) ، نا عثمان بن أبي شيبة (ثقة

__________________

(١) المستدرك ٣ / ١٢٤.

(٢) تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٠٥.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٦٩.

(٤) تاريخ بغداد ١ / ٣٩٦.

(٥) سير أعلام النبلاء ١٤ / ٢٥٩.

٣٨٠