تراثنا ـ العددان [ 121 و 122 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 121 و 122 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٥١٠

١

تراثنا

صاحب الامتیاز

مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث

المدير المسؤول :

السيّد جواد الشهرستاني

العددان الأوّل والثاني [١٢١ ـ ١٢٢]

السنة الواحد والثلاثون

محتويات العدد

* كلمة العدد :

* أَسلَمَةُ التَطَرُّفِ.

.................................................................... هيئة التحرير ٧

* حلب بين مدرستي المرتضى والطوسي (دراسة حول غنية النزوع)

.......................................................... محمّد عمادي الحائري ١٠

* دراسة في تراث الشهيدين العامليّين (١)

....................................................... السيّد عليّ محمود البعّاج ٥٦

* تاريخ الحوزات العلميّة (الحوزة العلمية في الحلّة)

........................................................... الشيخ عدنان فرحان ٧٦

* تعليقاتٌ مستطردةٌ على كتاب الحماسة

..................................................... السيّد عبد الستّار الحسني ٢٥٤

٢

* تخريج حديث (عليٌّ سيّد العرب)

.............................................................. د. علي الفحّام ٣٧٠

* معقل بن قيس بن حنظلة الرياحي

.................................................. د. صلاح مهدي الفرطوسي ٤١٢

* آل يقطين ودورهم السياسي والإداري والفكري

.............................................. محمّد جواد نور الدين فخر الدين ٤٣٢

* من ذخائر التراث :

* مناظرةٌ في الإمامة للسيّد ماجد البحراني رحمه‌الله

............................................... تحقيق : عبد الحليم عوض الحلّي ٤٦٥

* من أنباء التراث.

................................................................ هيئة التحرير ٤٩٣

* صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة (مناظرةٌ في الإمامة) للسيّد ماجد البحراني رحمه‌الله والمنشورة في هذا العدد.

٣
٤

٥
٦

كلمة العدد :

أَسلَمَةُ التَطَرُّفِ

هيئة التحرير

بسم الله الرحمن الرحيم

(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)

كلمات كتاب الله العزيز الذي لا زالت آياته تطرق مسامعنا آناء الليل وأطراف النهار (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ) ، هو محمّد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله) نبيّ الرحمة التي قالت عنه كلمات الله (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) ، فبلّغ وأنذر ، وهدى وبشّر ، وهلّل وكبّر ، وهو يدعو قومه وسائر الأمم بالحكمة والموعظة الحسنة ، ويرشدهم إلى دار السّلام بخلق انفرد به حتّى قال الله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظِيم) ، ولكن سرعان ما تقهقرت القيم والأخلاق بعد فقدان نبيّها وعادت إلى ظلمات سنيّها في جاهليّتها التعساء ، حيث سارت بطخية عمياء في سبل ضعيفة وساسة سخيفة ، حيث تركت إمامها وارتكبت آثامها من أجل السقيفة ، فصدّقت الأمّة ما لا يُعقل من قتل الجن سعد بن عبادة ، ومن تضييع خالد بن الوليد رشاده ، حيث قتل مالك بن النويرة الصحابي الجليل

٧

وقطع رأسه وحرقه وأباد قومه ونزا بامرأته ، وما حدث من حرق الفجاءة السلمي وقتل أمّ فرقد الفزارية وقتل عبد الله بن خباب وبقر بطن امرأته الحامل ، وسيول دماء سفكت في وقعة الحرّة ونساء سبين وحوامل بقرت بطونهنّ واستباحة حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وقتل أهل مكّة ورمي الكعبة بالمنجنيق ، وقتل الصحابة وحزّ الرؤوس كسعيد بن جبير وعمرو بن الحمق الخزاعي ، والمصيبة الكبرى وأدهى من ذلك خطباً قتل سبط الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) الإمام الحسين بن عليّ عليهما‌السلام وأهل بيته وأنصاره ، وحمل الرؤوس على القنا يطاف بها ، وسبي حرائر الرسالة ، حتّى يتساءل السائل أحقّاً هذه هي أمّة محمّد (صلى الله عليه وآله) وإسلامه الممجّد وقرآنه الممهّد لكلّ رحمانية وإنسانية وعدل وسداد وحكمة ورشاد وعبادة الله ربّ العباد.

فلمّا ضَعُفَت سطوة الأمّة وكُسِرَت شوكتها وتشتّت كلمتها وتهافتت وتساقطت كقزع الخريف وصارت تتلاعب بها كلّ زوبعة ويعصف بها كلّ ريح ، أعاد الشيطان كرّته ليسلّط عليها ظلماً وعدواناً طغاة تولّوا وسعوا في الأرض ليهلكوا الحرث والنسل (وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ) ، فلمّا انهارت عروشهم وكسرت شوكتهم (لِّيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً) وجعلهم الله آية للعالمين ، فإذا بأقوام سفهاء الأحلام لا يمتّون إلى الإسلام والإنسانية بصلة لا بلحاهم الكثّة ولا بملابسهم الرثّة ، حيث ملئت القلوب منهم كراهيّة وغثّة ، وهم يزفّون إلى الأمم جزّ الرؤوس وإزهاق النفوس فمجّتهم الأمم وصار يندى من فعالهم جبين القلم ، حيث غارت على شعوب آمنة واعتدت على كرامة الإنسان ولم ترع للإسلام ولا للمسلمين إلاًّ ولا ذمّة ، فكانت تلك اليد الأثيمة المتلبّسة بالجماعات التكفيرية وبما تبقّى من أوباش وأرجاس الحكومات البائدة وكأنها جاءت للانتقام من الشعوب بأبشع أساليب الإرهاب ،

٨

حيث باغتته بمؤامرة تسعى لسفك دماء أبريائه ، وجاءت المرجعية الدينية العليا المتمثّلة اليوم بآية الله العظمى السيّد علي السيستاني حفظه الله لرأب الصدع وتوحيد الصفوف لتعلن فتواها الجهادية التي مزّقت للشيطان نسيجه وقطّعت لشراك البغي وشيجه ، وأعادت للنفاق نحيبه ونشيجه ، وهي تعلن بكلّ جرأة وجدارة كلمتها في حثّ المسلمين من شيعة وسنّة لحمل السّلاح والوقوف ببسالة وإباء أمام جيش المنكر الذي تحزّم للنيل من شرف الأباة والتطاول على معتقداتهم ومقدّساتهم ، فقاومته وقارعته فتية أبطالٌ بكلّ حزم وعزم وثبات وخلوص نيّة ، وهبّ الشعب بجميع أطيافه وعشائره الأبية لإطاعة كلمة وفتوى المرجعية الدينية العليا إعلاءً لكلمة الدين وصوناً لمقدّساته ، حيث يشهد اليوم العالم بأسره هذا الموقف في توحيد الكلمة.

ويشهد التاريخ وهو يقف موقف إجلال وإكبار لما سجّلته الشعوب أمام من تغطرس في بلاد المسلمين وعاث في الأرض فساداً ، حيث اتّخد أموالهم دولاً وعباد الله خولاً ، مصرّاً على إذلالهم والنيل من مقدّساتهم ، فقد سجّل التأريخ للشعوب وللمرجعيات تلك المواقف الجهادية كما في الفتوى العصماء للميرزا تقي الشيرازي والتي قامت على إثرها ثورة العشرين بوحدة الكلمة في توحيد الصفوف بنسيج شعبيٍّ إطاعة وإعلاءً لكلمة الدين وقمعاً للمفسدين ، فانهارت قوى الغيّ والبغي حتّى لمّ شتاته وفلوله وجرّ أذنابه وذيوله ليتراجع القهقرى أمام وحدة الشعب وإرادته والتفافه حول مرجعيّته.

ولا ننسى هنا فتوى الميرزا الشيرازي بتحريم التنباكو والتي كسرت للمستعمر سطوته وجبروته حتّى تردّد صداها في داخل بيت العائلة المالكة آنذاك.

(إن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)

٩

حلب بين مدرستي المرتضى والطوسي

دراسة حول غنية النزوع

لابن زهرة الحلبي أُنموذجاً (١)

السيّد محمّد العمادي الحائري

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ شيخ الطائفة الطوسي والتجديد في تدوين العلوم الإسلامية للطائفة الإمامية :

هو أبو جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسي المتولّد في شهر رمضان سنة (٣٨٥ هـ) في طوس والمتوفّى في الغريّ في شهر محرّم سنة

__________________

(١) إنّ هذه المقالة الماثلة بين أيدينا هي في الأصل مقدّمة باللغة الفارسية لكتاب غنية النزوع والمطبوع بطبعة مصورة طبق الأصل (فاكسيمل facsimile) عن أقدم نسخة خطّية ـ وقد طبعت في حينها بالمواصفات التالية: غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع ، عزّ الدين أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحلبي ، نسخة طبق الأصل (فاكسيمل facsimile) أُخذت عن أصل النسخة الخطّية بنفس الحجم والمرقّمة برقم (١٠٥٦٤) في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي ، مع مقدّمة السيّد محمّد العمادي الحائري (كاتب المقالة) ، طهران ، مكتبة متحف ومركز أسناد مجلس الشورى الإسلامي ، (١٣٩٠ ش / ١٤٣٢ ق / ٢٠١١ م) ـ وقد قامت هيئة التحرير في مجلّة تراثنا بترجمتها إلى العربية مع إضافات وتغييرات تمّت عليها من قبل المؤلّف إتماماً للفائدة ، وقد طبعت هنا تحت هذا العنوان من قبل المؤلّف.

١٠

(٤٦٠ هـ) ، هو الفقيه ، الأصولي ، المتكلّم والمحدّث الشهير في الطائفة الإمامية التي كانت مصنّفاتُه ولازالت تحظى بأهمّية كبيرة من قبل علماء الطائفة ، وإنّ إطلاق عنوان شيخ الطائفة (١) عليه خاصّة إنّما يحكي عن علوِّ مقامِه المتميّز والمنفرد به.

لقد انتقل الشيخ الطوسي في إبّان شبابه من طوس إلى بغداد(٢) ، حيث

__________________

(١) لقد أُطلق قديماً عنوان شيخ الطائفة في الأوساط العلمية للطائفة الإمامية وكان المراد منه هو أبو عبد الله الصفواني من أعلام القرن الرابع (حيّ سنة ٣٥٢ هـ) ـ انظر الصفواني : ٤٩٩ ـ ٥٠٤ ـ لراقم السطور ، والنجاشي : ٣٩٣ ـ ثمّ إنّ النجاشي (ت ٤٥٠) الذي كان معاصراً للشيخ الطوسي لم يذكره بعنوان شيخ الطائفة وإنّما ذكره فقط بالعناوين التالية : «جليل في أصحابنا ، ثقة ، عين ، من تلامذة شيخنا أبي عبد الله» (النجاشي : ٤٠٣) ، ولكن في القرن السابع أطلق عليه العلاّمة الحلّي العناوين التالية : (شيخ الإمامية) و (رئيس الطائفة) (خلاصة الأقوال : ٤٢٩) ، وقد ذكره القزويني الرازي في القرن السادس بعنوان : (الشيخ الكبير) (النقض للقزويني : ٢١٥) ، وفي القرن السابع أطلق كلّ من المحقّق الحلّي والعلاّمة الحلّي عنوان (الشيخ) على الشيخ الطوسي خاصّة (انظر المعتبر : ٣٣) و (منتهى المطلب : ١/٩) ، وفي القرنين السابع والثامن فقد أطلق المؤرّخون وأصحاب التراجم من أهل السنّة على الشيخ الطوسي عناوين مثل (فقيه الإمامية) (الكامل في التاريخ ٩/٤٣٧) و (شيخ الشيعة وعالمهم) (تاريخ الإسلام ٣/٤٩٠) و (فقيه الشيعة) (البداية والنهاية ١٣/١١٩).

(٢) لا علم لنا عن الحقبة الأولى من تاريخ حياة الشيخ الطوسي وذلك قبل سنة (٤٠٨ هـ) التي سُجِّل بها تاريخ ورود الشيخ الطوسي بغداد (انظر الغيبة : ٣٥٨ للطوسي) ، وعلى ما يبدو فإنّه كان يدرس في طوس ونيشابور عند علمائها وذلك إلى الثالثة والعشرين من عمره أي إلى سنة (٤٠٨ هـ) حيث ورد بغداد ، ومن مشايخه آنذاك قبل سفره إلى بغداد ـ انظر شخصيت علمي ومشايخ شيخ طوسي : ٣٧٨ ـ ٣٨٠ ـ ويمكننا أن نذكر من أساتذته : أبو حازم عمر بن أحمد النيشابوري (ت ٤١٧ هـ) من علماء

١١

احتلّ مكانة في حلقة تلامذة أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان البغدادي المعروف بالشيخ المفيد(١) (٣٣٦ ـ ٤١٣ هـ) ، وقد تلمّذ عليه واستمع منه جميع كتبه طيلة أربع أو خمس سنوات حتّى وفاة الشيخ المفيد(٢) ، ثمّ حضر حلقة درس الشريف المرتضى عليّ بن الحسين الموسوي (٣٥٥ ـ ٤٣٦ هـ) وكان معه إلى آخر حياته ، وقد قرأ عليه أكثر مصنّفاته أو سمعها منه كراراً(٣) ، وبالرغم من أنّ الشيخ الطوسي لم يقتصر

__________________

الشافعية في نيشابور ، أبو محمّد عبد الحميد بن محمّد المقري النيشابوري (ت ٤٢٧ هـ) كان في طوس أو نيشابور ، وأبو زكريّا محمّد بن سليمان الحمراني أو الخولاني المتوفّى بعد سنة (٤٢٣ هـ) ـ انظر ترجمته وإسمه في نفس المصدر : ٣٧٩ ـ ٣٨٠ ـ ، وعلى ما ذكر الذهبي (٣٠/٤٩٠ ـ ٤٩١) فإنّ الشيخ الطوسي في أوّل دخوله بغداد وتلمّذه عند الشيخ المفيد كان على الفقه الشافعي ، وقد مال إلى التشيّع بعد مجالسته للشيخ المفيد وتلمّذه عنده.

(١) رجال النجاشي : ٤٠٣.

(٢) فهرست الطوسي : ٤٤٦ ـ ٤٤٧.

في هذه الفترة كان الشيخ الطوسي قد شرع في تصنيف كتاب تهذيب الأحكام وهو في الواقع شرحٌ لمقنعة المفيد ؛ (انظر تهذيب الأحكام : ١/٣) ، (انظر نفس المصدر حيث ترى فيه جملة دعاء صدرت في حقّ الشيخ المفيد تبيّن وجوده على قيد الحياة آنذاك).

(٣) فهرست الطوسي : ٢٩٠ ، ورجال الطوسي : ٤٣٤.

فإنّ الطوسي صنّف كتاب مختصر الشافي في الإمامة في حياة الشريف المرتضى ؛ (انظر تلخيص الشافي ١/٥١ حيث ورد فيه جملة دعاء للشريف المرتضى تبيّن وجوده على قيد الحياة آنذاك) ، كما أنّ تصنيف فهرسته ورجاله كان قد بدأهما في زمان حياته أيضاً وذلك أنّه ذكر في ترجمة الشريف المرتضى جملاً تبيّن وجوده على قيد الحياة

١٢

على هاتين الشخصيّتين ـ المفيد والشريف المرتضى ـ بل قرأ على الكثير من المشايخ ـ بالأخصّ في رواية الحديث(١) ـ إلاّ أنّ هاتين الشخصيّتين كان لهما السهم الأوفر والدور الأساسي الذي أثّر عليه ، حيث أخذ منهم علم الفقه والكلام والحديث.

وعلى ما يبدو فإنّ زعامة الطائفة الشيعية في بغداد قد انتقلت إليه من بعد رحيل الشريف المرتضى ، ورغم كلّ ما واجهه وعاناه في بغداد(٢) من

__________________

آنذاك ؛ (انظر الرجال : ٤٣٤ والفهرست : ٢٨٨ ، قس : ٢٩٠ حيث يذكر في ترجمته تاريخ وفاته وبناءً على هذا فلابدّ أن نقول إنّ الطوسي أضاف بعض المطالب إلى الكتاب بعد وفاة الشريف المرتضى).

(١) إنّ مجموع من عرف من أساتذة ومشايخ الشيخ الطوسي أكثر من ثلاثين نفراً ؛ (انظر شخصيّت علمي ومشايخ شيخ طوسي : ٣٧٧ ـ ٤١٢) ، ونذكر هنا بعضهم غير الشيخ المفيد والشريف المرتضى وذلكم مثل أحمد بن عبد الواحد ابن عبدون (ت ٤٢٣ هـ) ، الشريف الحسن بن أحمد المحمّدي (حيّ سنة ٤٢٥ هـ) ، الحسين بن عبيد الله ابن الغضائري (ت ٤١١ هـ) ، علي بن أحمد بن أبي جيد القمّي ، وهلال بن محمّدالحفّار (٣٢٢ ـ ٤١٤ هـ) ، ومن مشايخه في بغداد من أهل السنّة مثل : أبو حازم عمر بن أحمد النيشابوري ، أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزّاز وهو متكلّم حنفيّ المذهب وفي ردِّه وردِّ أبيه صنّف الطوسي مقالته (مسألة في النقض على ابن شاذان في مسألة الغار) (انظر نفس المصدر : ٣٨٥) ، وأبو الحسن محمّد بن محمّد ابن مخلد الحنفي.

(٢) لقد قطن الشيخ الطوسي في الكرخ وهي منطقة الشيعة في بغداد آنذاك (انظر تاريخ الإسلام : ٣٠/٤٩١) ، وقد أُحرقت كتبه في بغداد عدة مرّات ، حيث ذكر ذلك الذهبي في تاريخ الإسلام ٣٠/٤٩١ وابن حجر في لسان الميزان : ٥/١٣٥ حيث قال : «أحرقت كتبه عدّة نوب بمحضر من الناس في رحبة جامع النصر واستتر هو خوفاً على نفسه بسبب ما يظهر عنه من انتقاص السلف».

١٣

مخالفة المناوؤين له والظروف القاسية المحدقة به إلاّ أنّه سلك طريقه العلمي في التأليف والتدريس والاهتمام بطلبة العلوم ؛ لكنّه في نهاية المطاف انتقل في سنة (٤٤٨ هـ) من بغداد إلى الغريّ (النجف الأشرف)(١) ـ وذلك بعد واقعة البساسيري ـ حيث قضى فيها بقية عمره ، وقد وضع الشيخ الطوسي بهجرته إلى النجف الحجر الأساس في بناء الحوزة العلمية الشيعية التي لازالت مستمرّة حتّى الآن حيث نشأ فيها آلاف المجتهدين.

لقد اعتنى الشيخ الطوسي بتربية العديد من أعلام روّاد العلم(٢) ، كما

__________________

(١) وفي سنة (٤٤٨ هـ) لمّا قام البساسيري بثورته على الخليفة العبّاسي وتزامناً مع دخول السلاجقة بغداد لحماية الخليفة وضرب الشيعة فقد تمكّن الشيخ الطوسي أن يذهب إلى النجف بعد أن أُحرقت مكتبته وهدمت دارُه كما أُحرق كرسيّ درسه في بغداد أيضاً. (انظر البداية والنهاية : ١٢/١١٩ ، المنتظم ١٦/٨) وقد ذكر ابن الاثير هذه الواقعة في كتابه الكامل في التاريخ (٩/٦٣٧) ، وللاطلاع على وقائع تلك الحقبة والاختلافات المذهبية بين الشيعة والسنة انظر مشيخة الحديث : ٤٧ ـ ٥٢.

(٢) ومن تلامذته : أحمد بن الحسين الخزاعي النيشابوري ، إسماعيل وإسحاق إبنا الحسن بن بابويه ، آدم بن يونس النسفي ، أبو الخير بركت بن محمّد النسفي ، تقي بن نجم الحلبي ، جعفر بن علي الحسيني ، أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي (نجل الطوسي) ، الحسن بن الحسين بن بابويه (الذي قرأ عليه جميع تصانيف الطوسي في النجف) ، الحسين بن مظفّر الحمداني ، الحسن بن عبد العزيز الجيهاني ، السيّد عماد الدين ذو الفقار بن محمّدالحسني المروزي ، السيّد زيد بن علي الحسني ، سليمان بن حسن الصهرشتي ، صاعد بن ربيعة ، أبو الصلت بن عبد القادر ، السيّد أبو النجم ضياء بن إبراهيم العلوي الشجري ، ضمرة بن يحيى الشعيبي ، عبد الرحمن بن أحمد الخزاعي النيشابوري (المعروف بالشيخ المفيد) ، عبد الجبّار المقري الرازي (المعروف بالشيخ المفيد) ، علي بن عبد الصمد التميمي السبزواري ، كردي بن عكبر الكردي

١٤

خلّف العديد من مصنّفاته التي دوّنها في شتّى مجالات علوم الدين والتي حملت أدبيّاتها الخاصّة بها في المدرسة الإمامية ، وشغلت حيّزاً منها حتّى أصبحت أبجدية من أبجديّاتها التي خلّدت أثراً عظيماً على مناهج وآراء من جاء بعده ، حيث نرى ذلك واضحاً في التفسير كما في تفسيره التبيان في تفسير القرآن ، وفي الحديث تهذيب الأحكام والإستبصار ، وفي الكلام المفصح في الإمامة وتلخيص الشافي ، وكتبه الفقهية التي ألّفها في مقام الإفتاء كالنهاية والفتاوى وغيرها ، وفي الفقه الإستدلالي المبسوط ومصنّفات أُخرى ، وفي الفقه المقارن الخلاف ، وفي الأصول العدّة ومصنّفات أُخرى ، وفي الرجال كتاب الرجال واختيار معرفة الرجال للكشّي ، وفي مجال فهرسة مصنّفات الشيعة الفهرست(١) ، ويمكننا القول بأنّه فاق في بعض مصنّفاته

__________________

الفارسي ، السيّد مطهّر بن علي الحسيني الديباجي ، أبو الفتح محمّد بن علي الكراجكي ، محمّد بن هبة الله الطرابلسي ، محمّد بن الحلبي ، مظفّر بن علي الحمداني ، أبو سعد المنصور بن الحسين الآبي ، ناصر بن رضا العلوي الحسيني (انظر : فهرست منتجب الدين الرازي : ٣٢ ، ٣٣ ، ٣٤ ، ٤٢ ، ٤٣ ، ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٦ ، ٤٧ ، ٦٢ ، ٦٥ ، ٦٧ ، ٧١ ، ٧٢ ، ٧٥ ، ٧٦ ، ٩٨ ، ١٠٠ ، ١٠١ ، ١٠٥ ، ١٢٧).

ووفقاً للمتعارف عند طلبة علوم الدين فإنّ أكثر تلامذته عادو إلى أوطانهم بعد تلقّيهم الدروس عليه ، ولابدّ لنا من ذكر نماذج منهم مثل : الحسن بن الحسين بن بابويه سكن الريّ (انظر نفس المصدر : ٤٦) وكذلك إسماعيل وإسحاق ابنا الحسن بن بابويه ، وعبد الجبّار المقري الرازي وله مصنّفات دينية باللغة الفارسية (انظر نفس المصدر : ٣٣ ، ٧٥).

(١) وقد ذكر القزويني الرازي في كتابه النقض أنّ مصنّفات الشيخ الطوسي بلغت إلى أكثر

١٥

علماء الإمامية ، كما إنّه هو أوّل عالم إماميٍّ صنّف تفسيراً كاملاً(١) في القرآن وصنّف كتاباً مبسوطاً في أصول الفقه(٢).

ولكن أهمّ ما يمكن ذكره من معطيات الشيخ الطوسي هو تأسيسه المدرسة العلمية المتميّزة في الطائفة الإمامية ، وقد سعى بأن يعطي قراءة ذات منهجية في الآراء الاعتقادية وغيرها من الآراء العلمية في المدرسة الإمامية(٣) ، فإنّه استطاع أن يتوصّل في مختلف موسوعة مصنّفاته إلى تدوين جديد للعلوم والآراء العلمية ، وقام بالتلفيق بين المناهج الكلامية والروائية والفقهية للمدرسة الإمامية في قم المتمثّلة بابن بابويه (ت ٣٨١ هـ) ، والمدرسة الإمامية في بغداد المتمثّلة بالشيخ المفيد والشريف المرتضى ، وبعض المباني والمناهج العلمية ـ الروائية والاصولية ـ عند أهل السنّة وفي طليعتها حجّية

__________________

من مئتي مصنّف في مختلف العلوم والفنون (النقض : ٢١٠).

هذا وهناك فهرسة لمصنّفات الشيخ الطوسي موجودة في كتابه الفهرست : (٤٤٧ ـ ٤٥١) ، و (النجاشي : ٤٠٣) ، و (معالم العلماء لابن شهرآشوب : ١١٤ ـ ١١٥).

(١) انظر : التبيان : ١/١ ، والفهرست : ٤٥٠ ، لما أشار له الشيخ الطوسي في هذا المجال.

(٢) (انظر العدّة : ١/٣ ـ ٤) وبناءً على ذلك يمكننا أن نقول إنّ الذريعة لاستاذه الشريف المرتضى ـ والتي صنّفت في سنة ٤٢٠ هـ ـ قد تمّ تصنيفها بعد العدّة ، (انظر العدّة : ١/٤ ، الهامش ٤ والذي يتبيّن من خلاله أنّ الطوسي صنّف كتابه هذا في أيّام حياة الشريف المرتضى).

(٣) وبناءً على هذا فقد ذكره علماء الإمامية فيما بعد بعناوين مثل : (المهذّب للعقائد في الأصول والفروع) كما في خلاصة الأقوال : ٢٤٩) و (مهذّب فنون المعقول والمسموع كما في الفوائد الرجالية : ٣/٢٢٨).

١٦

خبر الواحد ، فقد استطاع أن يتّخذ طريقاً وسطاً بين التقييد بالنصّ والإجتهاد في الأوساط العلمية في المدرسة الإمامية(١).

ـ لقد تلقّت آراء الشيخ الطوسي في كلِّ من علم الكلام والأصول والفقه قبولاً عامّاً في الأوساط العلمية الإمامية(٢) ، بحيث عدّت آراؤُه ومبانيه وفتاواه معياراً لآراء وفتاوى علماء الإمامية لأكثر من قرن حتّى واجهت في أواخر القرن السادس انتقاداً شديداً من قبل محمّد بن منصور ابن إدريس الحلّي (ت ٥٩٨ هـ) ، ثمّ انتهت بذلك تلك الحقبة التي أُطلق عليها عنوان (عصر التقليد)(٣) ، وبعد بضع عقود من الزمن مرّت على انتقادات ابن إدريس جاء دور جعفر بن الحسن الحلّي المعروف بالمحقِّق الحلّي (ت ٦٧٦ هـ) وتلميذه

__________________

(١) (انظر مقدّمه اى بر فقه شيعة : ٤٩ ـ ٥٠) ، و (گفتگو : ١١٧ ـ ١١٨ ، ١٢٠ ـ ١٢١) حيث يتوضّح من خلال ذلك ـ بشكل كلّي ـ أنَّ ما وضعه الشيخ الطوسي في المناهج العلمية في المدرسة الإمامية كان قد اقتبسه من علماء السنّة وإن لم تكن تلك المناهج آنذاك منسجمة مع طريقة السلف من علماء الإمامية ، ولا يسعنا مناقشة هذا الموضوع في هذه العجالة.

(٢) القزويني الرازي ـ مصنّف كتاب النقض الذي ذكر فيه الشيخ الطوسي بالعناوين التالية : «فقيه عالم ومفسّر ومقري ومتكلّم» ـ يذكر قائلاً إنّ فتوى الشيخ الطوسي هي ما يعتقد بها علماء الشيعة اعتقاداً كاملاً (النقض : ١٩١) ، وفي (منتهى المطلب : ١/١١) يذكر العلاّمة الحلّي إنّ علماء الإمامية اتّبعوا الشيخ الطوسي وأخذوا بآرائه من بعده ، وفي (معالم الدين : ١٧٦) أيضاً أشار المصنّف إلى تقليد فقهاء الإمامية لفتاوى وآراء الشيخ الطوسي.

(٣) (انظر مقدّمه اى بر فقه شيعه : ٥٠ ـ ٥٢) للاطّلاع على حقبة الشيخ الطوسي وتقليد علماء الإمامية لآرائه.

١٧

العلم الفذّ الحسن بن يوسف بن مطهّر الحلّي المعروف بـ العلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ) ليقوما بردّ تلك الانتقادات وتنقيح وتثبيت مباني وآراء الشيخ الطوسي(١) بحيث إنّ جهود كبار علماء مدرسة الحلّة ـ التي يمكننا أن نسمّيها بمدرسة الشيخ الطوسي الجديدة ـ صارت سبباً في إحياء مدرسة الشيخ الطوسي وبسط نفوذها وإلقاء ظلالها على الحوزة العلمية الإمامية وهو الأمر الذي نرى آثاره واضحةً إلى يومنا هذا.

ولم يك ابن إدريس أوّل من قام ـ من بين علماء الإمامية ـ بنقد آراء ومباني الشيخ الطوسي ، بل هناك من قام قبله من العلماء بنقد بعض آرائه ـ خاصّة في مبناه في باب التعبّد بحجّية خبر الواحد ـ حيث فتحوا باب النقد والإجتهاد على مصراعيه والابتعاد عن حالة الجمود والتقليد كسديد الدين محمود بن علي الحمصي الرازي (ت ٥٧٣ هـ) وعزّ الدين حمزة بن علي ابن زهرة الحسيني الحلبي (ت ٥٨٥ هـ) ، فإنّ كتاب غنية النزوع إلى علمي الأُصول والفروع يعدُّ أهمَّ كتاب ظهر في تلك الحقبة الزمنية المتخلّلة بين عصر التقليد لآراء الشيخ الطوسي وبين عصر تنقيح وتثبيت تلك الآراء من قبل علماء مدرسة الحلّة ، وهو الكتاب الذي احتوى على ثلاثة علوم أساسية من العلوم الدينية الإمامية.

__________________

(١) (انظر مقدّمه اى بر فقه شيعة : ٤٩ ـ ٥٣) للاطّلاع على دور المحقّق الحلّي وتلميذه العلاّمة الحلّي في تهذيب وتوطيد مدرسة الشيخ الطوسي.

١٨

٢ ـ ابن زهرة الحلبي ترجمته ومصنّفاته :

هو عزّ الدين أبو المكارم حمزة بن عليّ بن زهرة الحسيني الحلبي (٥١١ هـ ـ ٥٨٥ هـ) ، فقيه ، أُصوليٌّ ومتكلّمٌ إماميٌّ في القرن السادس الهجري ، كان يعدّ بيته من البيوتات الشيعية العلمية العريقة(١) لمدينة حلب(٢)

__________________

(١) وفقاً للمستندات الموجودة فإنّ ابن زهرة ينتهي نسبه إلى الإمام جعفر الصادق عليه‌السلامبتوسط تسعة اشخاص وهم كالتالي :

حمزة ، عليّ ، زهرة ، عليّ ، محمّد ، محمّد ، أحمد ، محمّد ، إسحاق ، جعفر الصادق عليه‌السلام(انظر النسخة المصوّرة من غنية النزوع : ١ ، وبحار الأنوار : ١٠٤/٦١ حيث ورد نسب زهرة بن عليّ ـ جدّ ابن زهرة ـ بالترتيب المذكور آنفاً في ديباجة إجازة العلاّمة الحلّي لبني زهرة) وفي (أعيان الشيعة : ٦/٢٤٩ يذكر أنّه في مزار ابن زهرة الواقع غرب حلب في سفح جبل جوشن عثر في سنة ١٢٩٧ هـ على نسبه ويذكره بنفس الترتيب الذي ذكرناه) وفي (رياض العلماء : ٢/٢٠٢ نقلاً عن نسخة من نسخ غنية النزوع والتي جاء فيها نسب المصنّف في أواخر فصل أُصول الفقه منها ـ فإنّ نسب ابن زهرة جاء بهذا الترتيب ، ولكن من جهة أخرى نراه ينقل عن مصادر يعتبرها موثّقة يذكر فيها سلسلة أخرى لنسبه مع شيء من الاختلافات حيث ينتهي نسبه وفقاً لسلسلة النسب الأخيرة إلى الإمام جعفر الصادق عليه‌السلامباثنتي عشرة واسطة).

(٢) والشاهد على ذلك أنّ جدّ ابن زهرة هو من رواة ابن بابويه (ت ٣٨١ هـ) (انظر المزار الكبير : ١٤٠ ـ ١٤٩) وأنّ أباه عليّ يعدّ من مشايخه ومن أعلام علماء حلب الذي كان يروي عن أبيه زهرة وله كتاب في علم البديع تحت عنوان آداب النفس (انظر رياض العلماء : ٤/٩٧) هذا وقد قرأ أخوه عبد الله بن عليّ (٥٣١ ـ ٥٨٠ هـ) نهاية الطوسي على ابن زهرة وله كتاب التجريد لفقه الغنية عن الحجج والأدلّة وهو مختصر باب الفقه من كتاب غنية النزوع (الثقات العيون : ١٦٥) ، وقد قرأ ابن أخيه (محمّد بن عبد الله بن عليّ) مقنعة المفيد على ابن زهرة سنة (٥٨٤ هـ) (نفسه في الأنوار الساطعة : ١٦١) وهو من مشايخ السيّد رضي الدين ابن طاووس (ت ٦٦٤ هـ) والمحقّق الحلّي (ت ٦٧٦ هـ) (الأنوار الساطعة : ١٦٠) ، هذا وإنّ

١٩

ـ في شمال سوريا ـ لقد ولد ابن زهرة في حلب ونشأ فيها إلى حين حلول أجله حيث توفّي فيها ودفن في المقبرة المعروفة لشيعة حلب ـ الواقعة في سفح جبل الجوشن ـ وله رحلات وأسفار في المناطق القريبة والنائية ، وما نعلمه من بين تلك الأسفار هو سفر حجّه ، حيث مرّ ابن زهرة في عودته من الحجّ ـ سنة ٥٧٤ هـ ـ بالكوفة(١) والتقى في مسجد السهلة(٢) بمحمّد بن المشهدي وروى له الحديث.

وتبيّن لنا بعض المصادر التاريخية أنّ ابن زهرة على ما يبدو كان قد تصدّى في عصره زعامة الشيعة في حلب بشكل أو بآخر(٣).

أمّا أساتذته ومشائخه فمنهم والده عليّ بن زهرة(٤) ، الحسن بن

__________________

الإجازه الصادرة بتاريخ ١٥ شعبان سنة (٧٢٣ هـ) من العلاّمة الحلّي لبعض أفراد هذه الأسرة العلمية من بني زهرة مثل (علاء الدين عليّ بن محمّد مع نجله شرف الدين الحسين وأخوه بدر الدين محمّد وأبناء أخوته أمين الدين أحمد وعزّ الدين الحسن) تعبِّر عن ديمومة مقامهم ومكانتهم العلمية امتدّت إلى عهود من الزمن تقدّر بأقلّ التقديرات إلى النصف الأوّل من القرن الثامن الهجري (انظر بحار الأنوار : ١٠٤/٦٠ ـ ١٣٧ للاطّلاع على نصّ الإجازة والعبارات التي ذكرها العلاّمة الحلّي بحقّ علاء الدين عليّ).

(١) المزار الكبير : ١٤٩.

(٢) المزار الكبير : ١٤٠.

(٣) (انظر البداية والنهاية : ١٢/٣٥٥) من بين ما ذكره ابن كثير في ذيل وقائع سنة (٥٧٠ هـ) أنّ من جملة الشروط التي أملتها شيعة حلب على حاكمها لإعانتهم إيّاه على صلاح الدين الأيّوبي أن يفوّض أمر العقود والأنكحة إلى الشريف الطاهر أبي المكارم حمزة ابن زهرة الحسيني مقتدى شيعة حلب وقد صحّف في النسخة المطبوعة من البداية والنهاية إلى (الشريف أبي طاهر بن أبي المكارم حمزة بن زاهر الحسيني).

(٤) انظر المزار الكبير : ١٤٠ ، ١٤٦ ، ١٤٩ حيث بعض النماذج من رواية ابن زهرة عن أبيه.

٢٠